9 | رحلة لأرض الأحلام!

4.2K 519 69
                                    

9 |

الحياةُ خدعة بصرية، تخدعنا رُغما عنا و لا تكف عن خداعنا أبدًا، حتى لحظات السعادة .. هي لحظات مُزيفة!

- بعدَ دقائق مِن مغادرة جميع الحضور، داخل القصر.

اختبأت تسنيم خلفَ كريم تنظر لجدها بنصفِ عينٍ، تحتَ همسِ يحيىٰ لهم : « حافظين الشهادة ؟ »

نظرَ كريم لهُ بطرفِ عينٍ، و أشارَ لهُ أن يصمت، و سحبَ نفسًا عميقًا متقدمًا مِن موضع جدهِ، يُخبرهُ بشوقٍ :

« جدو! .. واحشني يا راجل! »

فتحَ ذراعيهِ قاصدًا إحتضان جدهِ، لكن الجد قدْ ضربهُ بالعصا التي يستند عليها، فَتراجع كريم للخلف معتذرًا ..
تحتَ محاولة يحيىٰ المُستميتة في كبحِ ضحكاتهِ، ثمَ همهمَ ناطقًا :

« طب عن إذنك أنا يا جدو عشان أوصل الآنسة مُدة لبيتها ؟ .. يلا يا مُدة! »

أشار لمُضِيّ أن تتبع خطواتهِ حتى يقوم بإيصالها إلى منزلها، لكنهُ شهقَ ذُعرًا بعدَ أن ضربهُ الجد كما ضربَ كريم، فَتراجع لموضعهِ ثانيةً تحتَ نظرات الشماتة من كريم و المصوبة نحوهُ!

أشار قاسم لكريم على عنقهِ علامةً بالقتلِ، فَإزدردت تسنيم لُعابها .. أثناء قول مُضِيّ المتوترة : « طب يا أنكل جدو ممكن أمشي أنا ؟ .. »

أشار الجد لها بالعصا الخاصة بهِ بتهديدٍ مضحك، نابسًا بتساءلٍ :
- « أنتِ خطيبة ياسر ؟ »

رمشتْ تهز رأسها نفيا، فَهمهم يحيىٰ و كاد أن يتحدث ليقاطعهُ الجد حسن، نابسًا باستنكارٍ : « يبقى خطيبة يحيىٰ .. صح ؟ »

نفت مُضِيّ برأسها مجددًا، فَصاح الجد فيها :
- « أومال أنتِ مين يا حلوة ؟ »

« أنا .. أنا مُضِيّ، سكرتيرة الأستاذ يحيىٰ يا أنكل. »

تمتمت مُضِيّ بتوترٍ، و هي تناظر الجد حسن الذي جلسَ على الأريكةِ مغمغمًا بِقلةِ حيلة، يلعن أحفادهِ واحدًا تلو الآخر، و سبتَ بتهكمٍ :
« أنا رجعت من سويسرا عشان سامع إني ميت! .. مدير أعمالي عرفني بكل إلّي حصل في الشركة! »

- « أنا مش فاهم حاجة، طب و أستاذ هاشم، و الوصية ؟ .. جواز تسنيم بنتي! ده تهريج ؟! »

صاحَ قاسم واقفًا، ينظر لكريم الذي ينظر لسقف الغرفة، مفتعلًا صوتًا مزعج مِن بينِ شفتيهِ، متصنعًا عدم اللامبالاة، حتى تفاجيء بِخُفٍ طائر يصطدم في جبينهِ، فَإزدردَ لُعابهِ يناظر قاسم بابتسامةٍ سامجة، و الآخر ينظر لهُ بنظراتٍ حارقة .. تحتَ قولِ الجد حسن المستنكر :

« هاشم مين ؟ »

- « المحامي، هاشم المحامي! »

هتفت سناء بنصفِ عينٍ، فَرمشَ حسن ينظر لأحفادهِ بتوعدٍ .. ثمَ لفظَ بحاجبٍ مرفوع :

حوار عائلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن