الثالث ( رحلة غير متوقعة)

73K 6.2K 2.6K
                                    


الفصل اهداء لكلًا من :

الجميلة والالطف على الإطلاق ورفيقة كل معرض وكل مناسبة هي وعائلتها الالطف Fatma Naser
فاطمة اللي دائمًا بتشجعني وتسعدني بلطفها، البارحة كان يوم مولدها، لذلك كل عام وانتِ بخير جميلتي ❤️

واهداء لـ صاحبة ألطف حديث ودائمًا تسعدني بحديثها، لطالما شجعتني مرارًا وتكرارًا دون كلل أو ملل، واتمنى من قلبي أن يكتب الله لنا لقاء قريب، إلى الجميلة Nourhan M Sadek، كل عام وانتِ سعيدة جميلتي ❤️

**********

أنتَ مُرَحَّبٌ بك عِند ربّك مهما جَنَيْتَ على نفسِك!

صلوا على نبي الرحمة

________________________



تقف في تلك الغرفة تتحرك يمينًا ويسارًا، بينما قلقها يعلو وتيرته أكثر وأكثر، كلما استمعت لصرخة أو آهً قادمة الخارج، حيث زوجها ورفاقه وأبناء خالها، ابتلعت هالفيتي ريقها وقد بدأت دموعها تهبط وقلبها يزداد قرعًا وهي تدعو للجميع، تخشى بل ترتعب من فكرة أن يُخدش ادهم، تعلم أن أبناء خالها عتيدي الإجرام فلا بأس عليهم، لكن أدهم......

بكت أكثر وهي تتحرك كالمجنونة في الغرفة التي سجنها بها " الطونيو " باحثة عن أي مخرج لها، لا تفكر في شيء سوى أنها تريد أن تكون جواره، لا تود أن يتم تركها للأفكار التي تلعب الاصوات الخارجية على اوتارها بمهارة وتشكلها كيفما تريد .

فجأة أبصرت هالفيتي نافذة مرتفعة تعلو خزانة ما لا تدري ما تحتويه، لكنها لا تهتم، تحركت صوبها وهي ترمق الخزانة بجدية، اقتربت بسرعة تتسلقها بكل مهارة كما لو أنها ولدت قردًا، لحظات صعبة عليها وشاقة كادت أنفاسها تزهق بها وهي تحاول الوصول لقمة الخزانة، وقد فعلت، لكن وقبل أن ترتسم ابتسامة نصر على فمها سمعت صوتًا يأتيها من الغرفة في الاسفل حيث الفراش الذي يتوسط أحد الأركان :

" تعالي يابنتي ناوليني حبة الضغط لاحسن جه وقتها ومحدش من الممرضين اللي برة معبرني وبيلعبوا وهايصين ولا على بالهم إن فيه واحد بيموت جوا"

استدارت هالفيتي بصدمة وهي ما تزال تنحني أعلى الخزانة لتخرج من النافذة، تنظر من أعلى كتفها نحو ذلك العجوز المتذمر والذي كان يرمقها من أسفل عدساته الطبية بتقييم وترقب وكأنه يحذرها الرفض، وبعدما طال صمتها أضاف العجوز :

" ايه هتنزلي تديني الدوا ولا تفضلي تتفرجي عليا طول اليوم ؟! "

أشارت له هالفيتي بحسرة :

" بعد ما طلعت ؟! أنا طلعت بالعافية "

التوى فم العجوز في شبه بسمة، يرفع حاجبه في تزامن ساخر مردفًا :

" مش مشكلتي، ده معاد الدوا، ايه هتسيبي راجل عجوز يموت عشان حضرتك مكسلة تنزلي من فوق الدولاب ؟!"

زهرة آل فوستاريكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن