الحادي عشر ( كــرم ضيـــافـة)

89.3K 6.4K 3.7K
                                    


دعوا أحزانكم جانبًا واستقبلوا رمضان بكل بهجة، علقوا الزينة في الطرقات، اضيئوا المصابيح استعدادًا له، انشروا البهجة بين الجميع، الاحزان لن تنتهي، لكن رمضان يأتي مرة في العام وينتهي.....

صلوا على نبي الرحمة

_______________________


كان الجميع يرمق ما تفعل هالفيتي بأعين متعجبة، لا يعلمون ما الذي ستفعله بكل هذا الدقيق، عدا رفقة وروبين ...

ابتسمت هالفيتي تشير لذلك الوعاء الضخم الذي ملئته بالدقيق تمسح قطرات عرق وهمية عن جبينها مرددة ببسمة واسعة :

" اهو ناقص بقى نعجنه ونعمل منه عيش و..."

قاطعتها رفقة بلهفة كبيرة وكأن هالفيتي بما تفعل أعادت لها ذكرياتها مع والدتها حينما كانت تستيقظ صابحًا تلتصق بها جوار الفرن الطيني الذي كان والدها يصنعه لأجلها، تراقبها وتراقب ما تفعل بحماس وترقب لأول قطعة خبز ستخرج لتتناوله بتلذذ :

" بتعرفي تعملي فطير برضو ؟!"

منحتها هالي بسمة واثقة جعلت قلب رفقة يقفز فرحًا تسمع صوتها تردد :

" بعرف اعمل أحلى فطير مشلتت، شادية علمتني كل حاجة "

بينما الجميع يراقب ما يحدث لا يفهمون شيء مما تقول هالي، لتبدأ رفقة تشرح لهم ما سيحدث، تحاول أن تسهل عليهم ما سيتم، ليعلو الحماس وجه الجميع رغم جهلهم جميعًا بآلية صنع الخبز المصري الريفي، إلا أنهن تحمسن بشدة وبدأن في اتباع تعليمات رفقة واشتعل المطبخ ليصبح أشبه بخلية نحل ...

بينما على بُعد صغير من ذلك المطبخ كان الثلاثة يعملون في اسطبل الخيل ما بين متأفف ولا مبالي، وانطونيو هو من كان يشرف بالطبع، وقد اختاره اليخاندرو خصيصًا ليتحكم ويفصل بين أدهم وفبريانو اللذان كانا ينتظران فقط فرصة لقتل بعضها البعض ..

كان يحمل أدهم مكعبًا من القش ضخم يسير به لا يرى أمامه شيئًا، فقط يرى أطراف المكعب و لا شيء آخر..

يخطو باقدامه في حذر شديد يحاول أن يتجنب الانزلاق بسبب رطوبة الأرضية التي تسبب بها حصان فبريانو البارحة بعدما سكب سطل المياه العملاق الذي كان موضوع في الاسطبل ...

خلال ذلك كان انطونيو يستغل طوله وهو يقفل أعلى الدرج يقوم بتصليح سقف الاسطبل ووضع قطع خشب لإغلاق الكسور الموجودة به ...

بينما فبريانو كان ينظف المقصورات الخاصة بالاحصنة، مستخدمًا أداة ذات نهايات مدببة كالاصابع، مال بجسده قليلًا يحاول أن ينظف ذلك القش بين جدار المقصورة ووعاء الماء الضخم دون أن يلوث ثيابه...

لكن فجأة شعر بمن يدفعه من الخلف بقوة مُسقطًا إياه داخل وعاء المياه الذي كان يتجنبه لتعلو شهقاته، ولم يكن ذلك الشيء سوى أدهم الذي دخل تلك المقصورة لوضع مكعب القش لكن شعر بالمكعب يصطدم بشيء دون أن يراه، سمع صوت شيء يسقط في المياه تبعها صوت شهقات فبريانو ...

زهرة آل فوستاريكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن