01

1.2K 77 49
                                    

تجلس ڪالعادة ككل صباح في هذه الغرفة البيضاء، فوق مكتبها العريض و الطويل نسبيا زين عليه اسم الطبيبة سحر كريم اوغلو وكم تحب مهنتها وهي تستمع لهموم غيرها كل شخص يأتي كونه مريض تثبت له انه بأفضل حاال و من خلفهم هم المرضى فالأنسان احيانا يشعر بالملل ويخترع مرضه او يظهره على نفسه كي يلفت الأنظار ليكون هو اللون الوحيد بحياتهم و الصوت وما يروه فقط هوو

سحر للمريض الذي امامها: اذاا كيف نبدأ هل لديك طريقة تحب البدء بها
المريض: ما رأيك ان نقوم بشيء آخر انا و انتي اكثر فائدة
سحر: وما هو
المريض: ان نقوم بجعلكِ تحملين بطفلي
... وهنا سحر نظرت اليه كابحة نفسهاا من الضحك فبلا شك انه مختل و ليس مريضا نفسيا هي متأكدة
سحر: اذا سيد أوديس لماذا جئت لهنا عندي بالتحديد
أوديس: لأنني فقدت طفلي منذ ست سنوات ومعه زوجتي او ما يقال عنها المرأة الخبيثة التي ادعت انها تحبني هل تصدقين ذلك كله لأجل مااال
سحر: ولماذا اخترت ان تأتي لهكذا نوع من الاختصاصات بالمشفى الا تخاف او تغضب ان قالوا عنك مريض نفسي
أوديس: ربما هذه حقيقة لأنني بدأت اعمل علاقات مع نساء كثيرا و لكن لا يوجد طفل في الوسط لماذا لا اعرف
سحر: وهل تستعمل اثناء علاقاتك.... الوا....
أوديس بتسرع: اجل استعمل لماذا
سحر: أنت لست مريض نفسي انت تفتقر للحب و الذي ستجده بلا شك وعندما تصدق ان من بين يداك تحبك ستتزوجها قبل ان تقيم علاقة معها فأنت ستحذر مئة مرة قبل ان تقيم علاقة مع واحدة
أوديس: هل تقصدين انني لم اكن احب زوجتي
سحر: لم تشعر بشيء ناحيتها و لكن الحمل من اجبرك على الارتباط بها وليس الحب لذاا ارى امامي شخص حكيم جاااد لا خوف عليه حتى ان اردت لا تأتي مرة اخرى بل ابحث عن حبك يا رجل فالحياة قصيرة
أوديس: وأنتي الا تريدين عيش هكذا مشاعر
سحر: اناا.... امم... لا... لازال الوقت مبكر جداا فأنا عمري 24 سنة اماا انت اسرع يا رجل قبل ان تصبح عجوزاا لا يقدر على الممارسة او فعل شيء ماا لزوجتك والا ستهرب مع شاب ماا
أوديس وهو يضحك: اضحكتني اقسم لك ولكن من تعشقني لن تتركني فأنا كما ارى من لم يعشقني تركني
سحر وهي تغلق دفتر مدوناتها: معك حق انت لا تستحق سوى الخير والسعادة وهنا انتهت جلستنا سيد أوديس
أوديس وهو يصافحها: من يعلم ربما نلتقي قريبا طبيبتي الرائعة

اومأت له سحر وما ان خرج حتى جلست بتعب فهذا الرجل الرقم عشرة من مرضاها لهذا اليوم فقط ولا يزال هناك من طلبها لقصر لترى حالة فتاة او لا تعرف بالتحديد كم عمرها ولكنها فهمت انها تعرضت للأغتصاب في سن صغير وهي لا تتحدث مع احدٍ مااا وبما انها طبيبة مجتهدة وممتازة اختارها المدير من بين شركاء قسمها لتتولى هذا الأمر بحذافيره

قامت سحر بهدوء معلقة ردائها بمكانه المخصص طبعاا آخذة سترتها الجلد ذات اللون الاسود مرتدية اياهاا فوق فستانها ذو اللون الأحمر القاتم الذي يصل لركبتيها ساحبة القلم من بين خصلات شعرها لتتموج على طول ظهرها واقفة عن خصرها بدلال حيث تتحرك هذه الخصلات مع حركاتها وانفعالاتها السلسة
لتصع يدهاا على سلسالهاا الذي يكون على شكل قطعة ثلج رائعة وكما ان لونها فضي يتخلله ببعض النواحي اللون الازرق الفاااااتح بلون السماء تقريبا
اغمضت عيناها تتشجع في تقدمها كالعادة بعملها الذي رفضه اخيها قبل اختفائه او وفاته للآن لا تعرف اين اختفى منذ خمس سنوات منذ ان قررت ما ستعمله كان رافضاا للأمر بشدة خرجت بعد ان زفرت الهواء بهدوء تشجع نفيها للتقدم حول المجهول وكم انه مستقبل مشرق ذو شجارات عشق حب عودة بعد فراق كل هذا سيحصل وبفترة وجيزة لا اكثر ولا اقل

امااا في مكان اخر حيث قصر كريملي خرج ڪالعادة منذ ثلاثة سنوات  واخته لا تتحدث  حين اغتصبت بعد ان هربت بكفل اخيهم من الهجوم الذي حصل بالقصر خاصتهم ولكن شاء القدر ان يراها احد الرجال حيث اخذ عفتها منها دون رحمة لا هي تتحدث ولا يوسف يتحدث انه امر محزن جداا طبعاا فهو حزن لموت اخيه و زوجته وما صدمه بالأكثر هو رؤيته لأخته شبه العارية حيث كان مغمى عليها و تنزف لولا صوت بكاء يوسف الصغير لما كانت حية الان الاثنان عبارة عن آمل ليعيش ولكن لا احد يبدي اي رد فعل يرجى منه

خرج للعمل الان فاليوم ستأتي الطبيبة الخاصة بأخته و ايضاا يجب ان يتركهم خلال وقت اجتماعه الذي تفاجئ منه حيث ان صديقه العزيز بعد حزنه و اختفائه ها قد عاد وبقوة لا يعرف لماءا و لكنه عاد واخيراا و هذا ما جعله يسعد في حياته بعد مرور الكثير من الاشياء التي حصلت بحياته منذ صغره يعمل و عمل للآن لتكون عائلته مرتاحة و التي يخاف ان تتلاشى

هم فاتحاا باب القصر عند خروجه ولكن كان لأصطدامه رأي آخر حيث امسك بخصر رقيق ساحبا اياه ناحيته وهو يتطلع لهذه الاهداب التي اصابتهم بأصابات لا يعلم ملذا ومتى ستحدث اثراا به شعرها المنسدل امامه وشفتاها المنفرجة و اخيرا زمردتان واضحاتان لعيناه البنيتان الغامقتان و كأنه لون رمادي حاد
حمحمت وهي ترفع نفسها مبتعدة عنه ولم يكن هناك تعبير واصح على وجهها سوى الخجل
يمان: من أنتي وكيف سمحوا لكِ بعبور البوابة الخاصة بالقصر لتصلي هنا
سحر بغضب طفيف: بالله علبك هل تنادوني لأظل اتوسل لأدخل لولا اتصالي بالسيد جينكار لما دلفت وايضاا انا طبيبة ولست ناطور امامكم

نظر يمان لها وهي تتحدث شعرها شفتاها كل شيء حتى لمعت عيناها تعبر عن الكثير

يمان: حسناا انتِ الطبيبة اختي تعرف مسبقاا بقدومك لذاا سيدلك جينكار عليها

ضربت جبينها بنفاذ صبر وهي تتحدث إليه
"ان لم اكن اعرف مكان جينكار فكيف سأصل لأختك وما هو اسمها من الاساس"

يمان: اوووه تريدين جينكار.... اسمها أصلي
سحر وهي تمد يدها للمصافحة: حسناا لست صادقة ان قلت انني تشرفت بأصطدامي بك ولكنني تشرفت بلقائك سيد....
يمان وهو يصافحها: يمان كريملي
سحر: سحر كريم اوغلو تشرفت بلقائك مرة اخرى
يمان وهو يدخلها مناديا على جينكار الذي اتى بسرعة وما ان وصل حتى خرج يمان دون ان يتحدث بشيء وهذا اغضب سحر كثيراا كونه خرج ان ان يعرفها على احد من الذين هناا

كانت تسير خلف جينكار وكل ما تتذكره ان صديقتها   اسمها اصلي ايضاا
وما ان دلفت حتى الصدمة الجمت لسانها الصغير الذي كلامها يسبق طولها انها هي اصلي صديقتها  ومن وقفت معها عند وفاة او غياب اخاها دومينو وما ان رأتها اصلي حتى ركضت مرتمية بأحضانها بعد خروج جينكار الذي ذهب بسرعة عند سماعه لأصوات قادمة من غرفة يوسف المجاورة.....

رأيكم بالبداية ان شاء الله بعد انها ابنتي انا سأبدا بهذه الرواية

خسرت أمامها «مڪتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن