عائلة ارلوف

164 17 6
                                    

جلست سوزانا بجانب زوجها الذي قام بطي الملف الذي بين يديه ,هو يعرف ان هذه هي الفقرة المعتادة لزوجته العزيزة كي تشتكي له من افعال قامت بها ارينا طيلة اليوم

'هي ترفض رفع شعرها, ترفض ارتداء الابيض '

صمتت سوزانا قليلا و نظرت الى غريكور نظرات حادة كأنها تلومه عن هذا الوحش الصغير الذي يتولى مهام العائلة

'هي مثلك ,عنيدة'

اكملت كلامها و قد ظهرت تقضيبة بين حاجبيها ليقترب منها رفيق دربها يمنحها ابتسامة صغيرة

'قد اكون رجل مافيا ملطخا بالدماء لكنني لست عنيدا ,خاصة امام خضرة عينيك'

قالها غريكور يفكر زوجته للحظات ان الذي يجلس حذوها ما هو الا سفاح سفك دماء و قتل أشخاصا لا عدد لهم , ربما اراد اخافتها لتكف عن ثرثرتها ,الا ان ذلك لم يمنع سوزانا، تتمتم من بين اسنانها

'كلانا نعرف ممن ورثت ارينا عنادها '

قال مقاطعا تمتمت زوجته ,واضعا قبلة على يدها الباردة التي زينها خاتم ال ارلوف بماسته الزرقاء الكبيرة

ابتسم لصمت زوجته ثم قال بابتسامة دافئة و قد صغرت عيناه

'و الناس تعتقد انني انا رجل المافيا الذي لا يرحم ,هم حقا لم يرو نظرات حبيبتي و ما تخلفه على قلبي '

خرجت قهقهة من فمه مع نظرات زوجته له لترد هي الاخرى

'على الاقل لست امرأة عصابات سيبد ارلوف'

قالت تقف مبتعدة ترتب فستانها الاخضر الطويل , ذلك  الفستان الذي حذذ خصرها بربطة خلفية

مع خضرته التي زادت جمالها ,فشيء في جمال تجاعيد سيدات العائلات الروسية العريقة لم يعرف سببه احد ,و كأنهن يتغذين على ارواح ضحايا ازواجهن لتشبعهن قوة و جمالا

'لا لكنك حبيبة اثنين من اخطر ما انتجت المافيا '

رافعا راسه مشيرا الى ارينا التي سبقتها اصوات كعبها العالي ترقص على سلالم القصر

هي كانت اميرة في كل ما تفعله ,فستانها الاسود الطويل بفتحة اظهرت جمال سيقانها عندما تبرز في مشيتها ,مع فتحة في الظهر اين رسمت بضع الكلمات بالحبر الاسود ,كلمات طبعها احد الفنانين ,فلا يستطيع تقديس حروف تلك الكلمات سوى عاشق للفن ,"المرأة اما ان تحكم او تخدم", هذا الحكم اليوناني الذي زين اسفل رقبتها ,و كأنها تبرر قسوتها و قوتها و تمسكها بالعرش ,حتى و ان كان ذلك العرش في عالم مظلم

الا ان شعرها البني الطويل بتموجاته قد  غطى تلك الكلمات و فتحة فستانها لترقد بسلام ...

تنظر عيناها البنيتين باحثتا عن والديها, كالملاك هي حتى لو وصفها الجميع بشيطانة فلا احد منهم ينكر ملائكيتها في ابتسامتها ,في انحناءات جسدها التي ظهرت من خلال ضيق الفستان ,او في رائحتها التي تتركها خلفها و كأنها لا ترضى ان تمر مرور الكرام بدون ان تخلف بصمتها

Chess Board I رقعة شطرنجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن