3

290 23 146
                                    

_"بيب! بيب! بيب!"

صحتُ أنادي على شقيقي في لحظةِ فُتِحَ بابُ الشّقّة ، انتظرتُه ساعاتٍ أمام الفرنِ أنفدَتْ كاملَ صبري ، و كادَتْ تحرقُ الحلوى لكثرةِ ما فكّرتُ في خلالِها لولا انتباه إيمّا العزيزة.
أودُّ مناقشتَه في أمرِ صديقِه العزيزِ جاي جانباً ، و بصراحة ، لأجلِ أن أصلَ اسمَ صديقِه الآخرِ ذاك في حالِ كانَ يعرفُه ، أنا واضحةٌ حقّاً في هذه المرّة.
هرعتُ بسرعةٍ خياليّةٍ نحو البابِ سمحَتْ لي بأن وصلتُ قبلما فُتِحَ على مصراعيه ، لا أسرعُ إلّا لسببٍ وجيهٍ واحدٍ في الواقع ، ألا و هو حجزُ موعدٍ من وقتِ السّيّدِ بيب قبلما يحجزُه أبي كاملاً في عملٍ جديد.
دخلَ أبي أوّلاً يلقي بالأوامرِ يميناً و شمالاً ، تبسّمَ لي وجهُه آنَ رآني أنا المدلّلة ، فقرّبتُ وجنتي سريعاً منه و أخذتُ قبلةً أغيظُ بها العدا ، ضروريّةٌ هذه الأساليب طبعاً!
تلاه السّيّدُ الحازمُ ليوناردو شقيقي الأكبر ، يبدو أنَّه من يلعبُ دورَ الحمارِ حاملِ الأغراضِ في هذه المرّة ، لو عرفَ بهذا الكلامِ سيحمّرُني مع خبزِ العشاءِ حالما يخرجُ أبي من البيت.
تجاهلتُه عن سابقِ إصرارٍ أحتمي بأبي ، و خرجتُ بحثاً عن المفقودِ العظيمِ بيب ، و إذ بي و على العادةِ أُصعَقُ لكثرةِ طيشي ، لم يكن بيب واقفاً لوحده أمام الدّرج ، بل و كانَ مع صديقِه الذّي جئتُ أسألُه عنه ، جاي

_"مر.. مرحباً!"

ألقيتُ التّحيّةَ بتوتّرٍ شديدٍ تضاعفَ آنَ لحظتُ جايك غيلينهال خاصّتي يقفُ في الأسفلِ ينتظر ، و تلاقَتْ أنظارُنا.. يا إلهي! ما هذا!؟

_"أهلاً آنسة فيونا ، كيف حالُكِ؟"

_"جيّدة ، شكراً لك"

وجّهَ جاي اهتمامي إليه من فورِه ، جيّدٌ أنَّه فعل ، فقَدْ مثّلَ خطابُه حجّةً ملائمةً استطعتُ عن طريقِها التّهرّبَ من النّظرِ إلى صديقه دون أن أشيحَ بوجهي و أفضحَ ما أخابر ، كدتُ أفقدُ السّيطرة

_"تقابلتُما إذاً"

علّقَ بيب بلهجةٍ جامدة ، فهززتُ برأسي ، و أبقيتُ على جاي في وجهِ المدفعيّة ، جرّبتُ بيب مرّةً واحدةً من قبلُ في مثلِ هذه المواضيعِ و أبدى ردَّ فعلٍ ظريف ، أعني مواضيعَ تواصلي مع الشّبّان ، أمّا الآن فلا أعرف ، يبدو أنَّ شقيقي كبرَ و تغيّرَتْ مزاعمه

_"نعم ، تقابلنا اليومَ في بقّاليّةِ عمّي"

نقلَ بيب كاملَ اتّهامِه نحوي في تلك اللّحظة ، و أسدى لرأسي ضربةً خفيفةً بقبضتِه ، سأخبرُ أبي انتظر قليلاً بعد!

_"ذهبتِ إلى بقّاليّةِ عمِّه يا خرقاء؟"

_"أبعدُ بقّاليّةٍ عن هنا ، و أنا كنتُ أريدُ أن أمشيَ قليلاً.. ثمَّ من أين سأعرفُ أنَّ دخولَها ممنوعٌ يا سيّد بيب؟"

صدف ~ شيم جايكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن