4

223 21 37
                                    

قرّرَ أبي بدءَ إجازتِنا أخيراً و التّخلّي مع شريكتِه في تعذيبِنا _أُمّي_ عن أعمالِ حراثةِ القمرِ و العودةِ إلى الهدفِ الأساسيِّ من رحلتِنا ، أعني الاستجمام.
جمعَنا الزّوجان اللّطيفان عندَ حلولِ المساءِ و قادانا إلى شاطئ البحرِ لنقضي هناك ليلةً ساحرة ، تعجبُني أفكارُهما في بعضِ الأحيان ، خصوصاً عندما لا تعجبُ السّيّدَ ليو و يُجبَرُ على تطبيقِها ليس و كأنَّ له رأياً ، لم يأتِ موعدُ الانتقامِ من المتعجرفِ الأخيرِ على ذكرِه ، هو في طريقِه ، و لن ينساه قائدُ سلاحفِ النّينجا هذا طوالَ حياته ، أعدُ بهذا.
ليسَ يوجدُ طريقٌ مُعبَّدٌ نحو البقعةِ التّي اختارَها أبي ، لذلك وجبَ علينا نقلُ الأغراضِ بأنفسنا و دون الاستعانةِ بوسائطِ النّقل ، و قَدْ حملَ بيب المسكينُ غالبَ الأغراضِ ككلِّ مرّة ، حملَ الخيمةَ الكُبرى و الموقدَ الصّغيرَ و عادَ يحضرُ ما تبقّى ، في حينِ ساندتُ أنا في حملِ كرسيٍّ واحدٍ و بعضِ علبِ الطّعام ، إيمّا و ميلا كلُّ واحدةٍ منهما حملَتْ ثلاثةَ كراسٍ و بطّانيّتين لأجلِ احتياطاتِ السّيّدةِ الوالدة ، و السّيّدُ ليو حملَ بقيّةَ المقاعد ، لكنَّه لم يعد لمساندةِ بيب ، سأريه على أيّةِ حال.
و في غضونِ نصفِ ساعة ، أقمنا مخيّمَنا الصّغيرَ إلى قربِ البحر ، بنارٍ موقدةٍ تجتمعُ حولَها كراسٍ خشبيّةٌ و طاولاتٌ صغيرةٌ نضعُ عليها مستلزماتِنا من العصيرِ و الفواكهِ و الحلويّات ، و بدأتْ مراسمُ الغناءِ و الرّقصِ و القصص ، لسنا نزلاءَ في أكثرِ المنتجعاتِ بزخاً ، و لسنا نزورُ المطاعمَ و الفنادقَ ذاتَ النّجومِ و الخدمات ، نحنُ هنا ، في مجمّعٍ سياحيٍّ متوسّطِ الخدمات ، نقومُ نحنُ بأمورِنا كلِّها دون مساعدة ، و نسعدُ بكلِّ لحظةٍ و نقدّرُها.
لسنا في حاجةٍ لكلِّ ما يدفعون في سبيلِ السّعادة ، السّعادةُ هنا في قلوبِنا ، هنا بيننا تماماً تسكن ، نحنُ من نجيءُ بها ، حتّى لو لم تكن ظروفُنا في أمثلِها.
أظنُّني مأخوذةً بسحرِ اللّحظة ، لذا أفضّلُها على مالِ الدّنيا ، و عندما أعودُ إلى عقلي سأقولُ شيئاً واحداً: السّعادةُ و المالُ يمكنُ أن يجتمعا و في كثيرٍ من الأحوال ، الأغنياءُ فقط كثيرو التّذمّر.
و في لحظةِ توقّفَتِ الأغاني و بدأَ سردُ القصص ، دقَّتْ طبولُ الحربِ في رأسي تعلنُ حلولَ لحظةِ الانتقام ، ركضْتُ سريعاً نحو مركزِ الحلقة ، و ناديتُ على الجميعِ كي يسمعوا قصّتي العظيمة ، و هنا غمزَني بيب شريكي الخطيرُ في الجريمة ، و نهضَ يسكتُ معي العائلةَ الكريمة ، تبدو كقصيدة ، فيونا رائعةٌ حتّى في نظمِ الشّعر!

_"جميعاً انتبهوا! فيونا لديها قصّةٌ ترويها!"

انحنيتُ أمامَ الجمهورِ و رفعتُ طرفَ فستاني بعضَ الشّيءِ من بعدِ ما قدّمَني الفاشلُ بيب ، استهلَّ أبي التّصفيقَ يرحّبُ بي و يشجّعُ بقيّةَ العائلةِ على مجاراته ، أبي العزيزُ أوّلُ الدّاعمين حتّى في أبسطِ الأمور ، أحبُّه!

صدف ~ شيم جايكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن