|5- الفتيات أيضًا تلعب كرة القدم.|

278 36 31
                                    

_من وجهة نظر الراويَـة:
مر أسبوعين من أسعد ما مر على الجميع، أسبوعين تراوحا بين الضحكات و المُزاح الذي كان يفقتد له الجميع بالإضافة أن «نِداء» بدأت تعتاد عليهم و تُشاركهم تِلك الصداقة.

«سَيف» مازال كما هو، الشاب اللطيف الهادئ، «أثير» ضحك كثيرًا الفترة الماضية و هذا الشيء بدا مُلفت لـ«غَيمة» التي بدأت تعتاد على تعقيداته للأمور.

أما عن «يُوسف» فكان يتعرف على هذا و ذاك ليوسع دائرة معرفته في الجامعة و بالفعل نجح في ذلك.

أصبحوا هُم الستة معروفين في الجامعة بأكملها فكيف لا يعرفوهم و هم دائمًا يسيرون معًا، أربعة منهم في السنة الرابعة و اثنين في الخامسة_أثير و سَيف، يلتقيان في الفواصل بين المُحاضرات و يجتمعان لتناول الإفطار معًا.

جلس الشباب على الطاولة التي اعتادوا الجلوس عليها في انتظار الفتيات التي لم يمر سوى ثوانٍ حتى رأوهم يقتربون منهم.

ألقت عليهم«غَيمة» التحية و كذلك الفتيات.

تساءل «يُوسف» باهتمام و هو ينظر لـ«نِداء»:
"متى ارتديتِ النظارة؟."
كان يقصد النظارة الطبية التي ارتدتها «نِداء» لأول مرة.

_"لقد أجريت فحص طبي و أخبرني الطبيب أن نظري أصبح ضعيف لذا أرتديت النظارة."

قالت بنبرة هادئة كعادتها، أومأ لها و اقترب يهمس لها:
"جميلة بكِ، صدق من قال أن النقص يُزيد من الجمال."
نظرت له بدهشة و فاهٍ فارغ ليُضيف باسمًا:
"لا تُنظري ليِّ هكذا حتى لا أقع في حُبك."

رمشت بأهدابها عدة مرات ثم وجهت نظرها للجهة الأخرى و هي لا تفهم ما يُلمح له لكن صدقًا نجح في اِخجالها دون أن ينتبه أحد له.

كانت «غَيمة» تجلس في المُنتصف بين «نِداء» و «چود» التي كانت تعبث بهاتفها، و يجلس أمامها «أثير» الذي كان يستند بزقنه على راحة يديه و هو ينظر لها بتعابير ضائقة تعرف سببها، نظرت له بحاجب مرفوع و نظرة ساخرة توجهها له، نظر لها بأعيُن ضيقة و هو يزم شفتيه لتتذمر قائلة بصوت مرتفع لاحظه جميع الجالسون:
"ما بالك يا؟ لِمَ تنظُر ليِّ هكذا؟ هل فقدت عقلك؟."

رد من تحت أسنانه:
"لو كُنت فقدت عقليّ لكُنت قتلتكِ الآن و جعلت البشرية ترتاح منكِ."

نظرت له بضيق و لم تتحدث ليتدخل«سَيف» بهدوء:
"ما شأنكم يا شباب؟."

_"الآنسة تُريد أن تلعب كرة القدم."
قال «أثير» و هو يعتدل في جلسته.

_"ماذا؟."
نطق الجميع في صوتٍ واحد و هم يوجهون نظرهم لـ«غَيمة» التي قالت و هي ترفع كتفيها:
"ماذا؟ الفتيات أيضًا تلعب كرة القدم."

_"كما سمعتم، هي تزن مثل النحلة في اذني مُنذ يومين أنها تُريد أن تلعب كرة القدم، بل و تُريد أن تلعب معنا نحن، الشباب أيضًا."

غَيِّمَةْ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن