Chapter 3|

125 0 0
                                    


خرج من الغرفة وهو يركض بأقصى مالديه محاولا الخروج من القصر واللحاق بها قبل ان يفوت الأوان..فتح باب القصر دون المراعاة لبيتر الذي يصرخ به محاولا فهم ما يجري،ترك الباب ورائه مفتوح وانطلق بأقصى مالديه صوب بيلا فهو لا يدري ان كانت لا تزال امام البوابة ام ابتلعتها اشجار الغابةء..لعن نفسه اكثر من مرة لتركها تذهب وعدم ارغامها على البقاء فهذا شيء من الأشياء التي يبرع بها هذا السادي اللعين..

<سأجدك مهما كلفني الأمر من وقت ،وسأعاقبك على إهداري وقتي وجهدي الثمينين من اجلكي يا عاهرة> خاطب نفسه وهو على يقين بأنه سيجدها وسيعاقبها العقاب المناسب  لفعلتها هذه،فهو ليس من النوع المتساهل على اي من الأحوال سواء كان الشخص المعني ذكرا ام انثى..فتحت البوابة ليخرج الآخر على الفور دون الالتفات وارءه توقف في مكانه لحظة من الزمن ليستجمع افكاره ويركز جيدا على هدفه الذي هو بيلا لأنه يعرف جيدا اهوال هذه الغابة وقدراتها.انتهى من تركيز وعيه وباشر بالركض مختفيا بين ظلال الغابة ..
  
                                                     ************

كانت البوابة ضخمة وخضراء مثل لون الربيع المحيط بها، استغربت من عدم وجود مقبض او اداة تساعدها على فتحها..اقتربت اكثر وسرعان ما فتحت البوابة بطريقة أوطوماتكية
..خرجت من ملكية القصر والتوتر والخوف يسيطران على عقلها وجسدها المرتجف يأكد هذا، حاولت استجماع قواها وتقدمت للأمام ،دخلت وسط مجموعة من الأشجار العظيمة ،كان الوسط هادئ ،مظلما كما لو ان ضوء الشمس قد تلاشى بسبب اعداد الأشجار الغير محسوبة واوراقها الكثيفة. رغم كون المكان مظلما وهادئ لكنه لم يكن بذلك السوء ،فما قامت مخيلتها بتصوره عندما كانت تفكر بهذه الغابة لم يكن بالأمر الهيّن، مما جعلها تشعر ببعض من الراحة واخفض شعور التوتر الذي يعتريها..

انتهت من تفكيرها الذي دام لثواني قليلة، رفعت قدمها اليمنى من الأرض لتكمل الطريق ولكن صوت الغربان المرعب شن الحركة في جسدها  وجعلها كالصنم فوق الأرض..دب الخوف في عروقها من جديد ولكنها لم تبتغي ان تجعل من هذا علامة سيئة فهذا لن يزيد الا الطين بلة..بدأت تدخل اعمق فأعمق وسط الغابة  حتى لتعد ترى مكان دخولها او تميزه فكل الجوانب متشابهة او بالأحرى لقد تاهت بين هذه الأشجار غريبة الشكل واصبحت تتقدم فحسب دون وجهة محددة..لم تدرك هذا حتى وصلت الى نقطة لا رجوع منها،اصابها اليأس الشديد جل ما يدور ببالها الآن هي احلامها واهدافها التي لن تحققها بعد موتها وعائلتها و ابوها المتوفي الذي لن تترحم فوق قبره بعد ضياعها..افكار محطمة تليها تصورات سلبية واشياء أخرى غبية ،بالفعل فقد فكرت في كل شيء يساعدها  لن يساعدها على النجاة مهما حاولت...

تدلى رأسها للأسفل بعدم اهتمام وقد انخفضت سرعتها شيئا فشيئا اكملت المشي هكذا لدقائق قليلة..من خطوات ثقيلة الى جر للأقدام .فقدت الأمل كليا .جرتان اضافيتان واصطدمت بشيء.رفعت رأسها بوجه مستغرب بدت لها كشجرة ربما، تراجعت قليلا الى الوراء وذعرت من الشيء الغريب امامها.ساق ضخمت متعرجة رمادية اللون تتدلى من فوقها  اغصان متعرجة هي الأخرى ضخمة مخيفة تكاد تصبح سيقان أشجار ،كانت خالية من الأوراق فقط خشب رمادي على بعضه..

بالتفكير فهي لم تلاحظ اشجار كهذه طوال مسيرها ،اي منذ دخولها ،تراجعت اكثر الى الوراء من رعب الموقف ادارت وجها للجانب الأيسر عسى ان يكون ما بذهنا خاطئ، لكن للأسف لم يزدها هذا الا خوفا وفظاعة، استدارت حولها لتتأكد من مكانها ، اصابتها نوبة هلع خطيرة .بدأت ترتجف بشدة حادة لدرجة قدرة سماعها لتصادم اسنانها بحدة اخذت تلعب بأيديها وتفركهم ببعضهم البعض بقساوة مما جعل من راحة ايديها تصبح دموية اللون ،نزلت قطرات الندى من جفنيها بدون توقف وهي الأخرى لم تتعب نفسها بتمسيحها...

هبت رياح قوية جعلت من شعرها الطويل العسلي يرقص بقساوة في الفراغ.خرجت  مئات من الغربان من مأواها واخذت تطير في اتجاهات مختلفة ،اختلطت الأصوات مع بعضها فهنالك اصوات الغربان المروعة وصوت الريح العاصف..ازدادت حالة المسكينة سوء اكثر فأكثر ارتمت فوق الأرض تتدحرج في مكانها وقد غطت اذنيها بكفيها من شدة حدة الأصوات وقد كانت تصرخ هي الأخرى بأقصى ما لديها فالقيل فقد تبقى قبل ان تفقد عقلها..لم تكف عن الحركة والصراخ الا بعد ان سمعت صوت يروق لها صوت قد اشتاقت اليه ..

<ما الذي تفعلينه هنا وحدك يا ايتها المشاكسة >   هدأت تدريجيا بعد ان سمعت هذه الكلمات استقامة من مكانها واستدارة للأمام ،تغرغرت اعينها الخضراء بالدموع من جديد ومنذ نزول القطرة الأولى لم تتأخر التالية في اللحاق بصديقتها.لقد رأت امامها ابوها المتوفى منذ سنوات.لم تنتظر كثيرا حتى حلقت اليه فاتحة ذراعيها  بغية عناقه <ابي > قالتها ولم تفارق الدموع عيناها بعد..

عانقته بشغف وبادلها هو الآخر بحب جم.اخذوا يتحدثون في مواضيع مختلفة واشياء تافهة .سألته عدة أسئلة لكن الغريب في الأمر انها لم تطرح على نفسها ولو سؤال ولم تفكر في منطقي ولم تتصرف بمنطق منذ رؤيتها لأبيها لابد ان شيئا ما يتلاعب بعقلها..ضلوا يسيرون ببطئ مستمتعين بكلامهم حتى وصلو الى كهف، غريب كهف وسط غابة كلها اشجار ولماذا ابي احضرني معه الى هنا ؟ ليتها تسائلت هذا السؤال على الأقل .لم يعد بينهم وبين الكهف الا عشرة اقدام او اقل.بدأ كلامه يصبح أكثر غرابة لم تستطع بيلا ملاحظة ذلك فقد كانت معمية البصر والسمع..ادارت وجهها الى احد الجوانب ليتسلل بصيص ضوء من بين تلك الأشجار المخيفة كما لوأنه بصيص امل يبشرها بالأحسن ..

تزحزح بداخلها شيء غريب ،يبدو انها تحارب من اجل الاستيقاظ من هذا الحلم الواعي. ادارت وجهها مرة اخرى تارة نحو ابيها و تارة نحو النور المتدفق من بين الأغصان.. دق قلبها بسرعة جنونية حتى انها شعرت انه على وشك الخروج من مكانه ،عقدت حاجبيها بخوف وكانت تحس بالرعب كلما القت بنظراتها على يد الشخص بجانبها الممدودة فو ق كتفيها ...يبدو انها وأخيرا استعادة رشدها .لكن الأوان قد فات،خطوة أخرى وتصبح داخل الكهف بالفعل ..

لمحت عصى كبيرة في ولم تستغرق طويلا حتى باغتت بحركة سريعة وحملت العصى وبدأت بالتصويب بعشوائية على جسد غريب الأطوار . لمست احدى الضربات رأسه وسرعان وما تفككت تلك من المنطقة الملموسة وتحولت الى غربان، فزعت وركضت خارج الكهف ما استطاعت، تقدم اليها من دون الجزء الذي تحول لغربان من رأسه ،تراجعت  الى الوراء بسرعة  مما جعل توازنها يختل  مما أدى الى سقوطها في الأرض ، واصلت زحفا  الى الوراء محاولة النجاة .قطع ذلك  الفزع صوت رجوليا وخشنا سمع في الأرجاء ..<يا امرأة هل تسمعينني>

التاليي3>

😴😗

(مستمرة و قيد التعديل ) |Green Eyes|ْعُيُونْ خَضْرَاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن