عداء

164 7 7
                                    

صمت تام يخيم علي الأجواء 
صوت الأنفاس تستمر في الارتفاع
خاصاً ما خلف ألقفص الحديدي تكاد قلوبهم  تتوقف وهما يشاهدون ما يتوجهم لحبل المشنقه
الجميع في حاله ترقب
البعض متحمس
والبعض مندهش من ذكاءها الحاد
والبعض حاقد عليها
وأخرون ينسحبون بهدوء من قاعه المحكمه خوفاً من الجلوس بجانب إخوانهم من الفسادين

وإذا بصوتها الواثق كالمعتاد يشق ذلك الصمت

سيدي القاضي
حضارتي الساده  ألمستشارين
أصبحنا في زمن يملؤه الحقد والفساد نتطلع للبلاد المجاوره والمتقدمة ونقول يا ليت نستطيع أن نصبح مثلهم يقولون عنا دوله عربيه وأبناءها رجال  يخافون علي نسائِهم ويحمون عِرضهم،  أكتافهم بأكتاف اخواتهم وأصدقائهم

وأخذت تطلع  بكره إلي القفص الحديدي
وإذا بفاسدين مثلهم وعديمي شرف يستبيحو عِرض النساء بل وعديمي رحمه أيضاً ييختطفون بنات مراهقات صِغار  من أحضان أمهاتهم ويجعلونهم ضمن ألعابهم القذره وضمن شبكه  دعا*ره حمقاء  والأطفال منهم يستبيحون أجسادهم
ويتاجرون بأعضائهم  فكم من روحٍ  سُلِبت وكم من بيت خُيم فيه الحزن من وراء أفعالهم الشنيعه

فهل لمِثل هولاء من  رحمه بعد ما فعلو فهل للدوله تقدم بإناس مثلهم وهل للبنات أمان بوجودهم اتمني نفيهم عن الوجود سيدي  وإليكم تلك الأوراق فيها ما يكفي من إثبات
وها أنا منتظره عدالتكم

خطت لمكان جلوسها بثقه تتطلع بكره وحقد علي القفص الحديدي الذي يضمن أكبر رجال الأعمال المتورطين في أعمال غير مشروعه 
تقسم بداخلها علي أن يتوجو لحبل المشنقه  هم وأمثالهم من الفسادين
يقاطع تفكيرها صوت القاضي

"بعد  الإطلاع علي كافه الدلائل وشهاده الشهود قررنا نحن علي كل منهم بالاعدام شنقاً مع احتجاز جميع أموالهم وممتلكاتهم
رفعت الجلسه "
تصفيق حاد صادر من الحاضرين وأبتسامتها  الواثقه الخبيثه تشق ثغريها  برضا تام
صوت الفاسدين يخترق أذنيها بالتهديد بنهايتها عن الوجود لم تعيرهم أنتباه ولملمت أغراضها وأوراقها  للذهاب ولكن
قاطعها بعض الصحافيين والإعلاميين في جمل سمعتها تتكرر بأذنها في الاونه الاخيره

'كالعاده بتبهرينا بذكاءك وعمليتك
'إزاي قدرتي تقدمي كل الدلائل دي
قاطعه صوت اخر
إزاي قدرتي توصليلهم أصلاً
قاطعته صوت زميله له
هل بينك وبينهم عداء علشان تكشفيهم ولا كالعاده بتحاربي الفساد
أخذت تنظر لهم بجمود قائله
"طبعاً في بيني وبينهم عداء وكبير كمان مش هما بس هما وكل إلي زيهم وانا خلف كل فاسد وظالم بيسعي  أن يجي علي الناس الغلابه ويسلبهم حقهم في البلد وكل واحد بيفكر ينهب في البلد دي هو دا عدائي "
وتركتهم وذهب بخطوات واثقه والجميع ينظر لها بتعجب من قوتها وذكاءها

يسمع صوت ألمفتاح بالباب ليعلم بقدومها ويسمع صوتها الذي يعزف علي أوتار قلبه 

حج أحمد يا حج أحمد
فينك يا حاج بابا

أهلاً أهلاً اتأخرتي ليه مستنيكي من بدري

لترد عليه بمشاكسه ومرح

مخاطرتش علي بالك يوم تسئل عني
ثم أكملت بضحك
متصلتش ليه عليا يحجوج

قولت يمكن مشغوله في حاجه مرضيتش أعطلك

لترد عليه وهي تنعم بحضنه الدافي
ألامان يتمثل لديها بأحضان والدها العزيز

مشغوله في اي بس هو فيه أهم منك في الدنيا
وبعدين شوفتني وأنا في التلفزيون ها شوفتني والله لولا الهيبه كنت عملتلك باي باي في الكاميرا

ليرد عليها ضاحكاً

باي باي في الكاميرا هي دي "قَسم المهدي "الي أسمها بيتهزله  شنبات

لتنظر له وهي تعدل من ياقه بدلتها وهي تمشي بطولها المتوسط ممثله الغرور وتعدل من طرف حجابها وتغمض عينيها ألبنيه ألواسعه
" فهي تتحلي  بملامح هادئه عاديه ولكن ما يميزها عيونها البنيه  الجريئه "

ليرد عليها بسخريه "تباً لتواضعك "
ثم تتغير نظراته للفخر بها
ها هي فلذه كبده بذكاءها وقوتها وشرف مهنتها تسعي ديماً للعدل ومحاربه الظالمين الفاسدين

فخور بيكي وبشجاعتك كل ألابهات بتعمل المستحيل علشان ولادهم ببقو فخورين بيهم أنتي كل يوم ببقي فخور بيكي عن اليوم الي قبله 

لترد عليه بتأثر من حديثه المعسول
كنت فكراك هتزعل وتقولي أبعدي عن الناس دي علشان ميؤذنيش بجد يا بابا أنا بحبك أوي وبحب دعمك ليا يمكن أنا فعلاً لو بوصل لحاجه فهو بدعمك ليا ربنا يخليك ليا يا أحن أب في الدنيا
ثم تتحول معالم وجهها للحزن الشديد
أنت الحاجه الي بقيالي من الدنيا من غيرك أموت

ليربت علي يديها بهدوء ثم يقول في مرح في محاوله التخفيف عنها
بصي بقي "أبا القَسم " عملك شويه شكشوكه أنما أي تأكلي صوابعك وراها
لترد عليه بأمتعاض
أنا نفسي اجي القيك عملي شويه محشي ولا كوارع شكشوكه أي يا حج بس

طب مفيش شكشوكه روحي  أنا غلطان نامي جعانه
لا خلاص أنا هموت من ألجوع شكشوكه شكشوكه

طب غيري بدل المحاكم دي وتعالي ثم أردف بتذكر صح في حد بعتلك صندوق كدا عليه أسمك انا حطيته في أوضتك

لترد بأستغراب صندوق أي دا مفتحتوش

لا لا أنا قولت حجات نبع شغلك مرديتش أفتحه

خلاص ماشي ناكل وأشوف حوار الصندوق دا

ماشي يا بنتي
بقلمي
دهب ماهر

رئيكو يولاد اكمل أو لا

لقَسم رأي آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن