عم صابر

23 5 6
                                    

تجلس شارده بمكتبها البسيط تعيد أحداث اليوم الماضي والكثير من التساؤلات في رأسها
من أرسل الصندوق ؟
من يساعدها ؟
او هل يساعدها أم له غرض آخر ؟
تبحث حول الموضوع ام لا تعطيه أهتمام ؟

أستاذه قَسم دي الملفات الي طلبتيها مني
أستاذه قَسم
قَسم أنتي يا بنتي

ايوه يا مريم في حاجه

حاجه اي انتي مش معايا خالص مالك

مفيش بس كنت بفكر في حوار الصندوق دا

لترد عليها بخوف يتضح من نبره صوتها خوفاً علي صديقتها وملجاءها الوحيد بعد موت والديها

بالله عليكي يا قَسم أنسي موضوع الصندوق دا حد عايز يوقعك كل الي ذكر أسمائهم دول ناس مش قليله وانتي أصلاً متعرفيهمش دول ناس مهمه في البلد  انسيه ربنا عدي القضيه الي فاتت علي خير وانا كنت حاطه أيدي علي قلبي

الفكره  مش مين هما الناس دي دول ميفرقوش معايا لو فعلاً ناس ظالمه وفاسده وربي ما هرحمهم بس   الفكره مين بعت دا وغرضه اي
ولو هو عايز يساعدني يبقي ليه

ليقاطع حديثهم صوت يستئذن للدخول

لتردف مريم بتذكر
نسيتني عم صابر بره وبيقول أنو كان عايزك واتكلمنا ونسيته

لتسمح له مريم بالدخول
أتفضل يا عم صابر
لتنهض قَسم واقفه احتراماً وترحيباً لذلك الرجل المسن الطيب  الذي بمجرد ما تسقط عينيه عليها ليردد الكثير من الدعوات والمدح فهو جارها يسكن بالشقه المقابله لمكتبها

أهلاً أهلاً بعم صابر جاي بنفسك كنت كلمني وأنا اجي لحد عندك يا راجل يا طيب

ليرد عليها بوجه بشوش وكلمات متقطعه
ربنا يخليكي يا بنتي انا بس كنت عايز مساعدتك في موضوع
لترد عليه بسرعه
بس كدا عيوني ليك يا عم صابر أتفضل انا سمعاك

ليردف بحزن ودموع
بنتي
لترد عليه بأسف
الله يرحمها يا عم صابر مالها
أنا عايز ارفع قضيه علي الي قتلها
لترتسم معالهم الدهشه علي وجهها

قتلها مين قتلها دي أنتح*رت 

لا لا هو قتلها أنا متأكد هي مستحيل تعمل كدا أنا واثق يا بنتي هي كانت عندي قبل ما تموت بيوم وكانت كويسه وانتي عارفها وعارفه اد اي هي مؤمنه وحافظه كتاب الله ازاي تعمل بس حاجه زي دي صدقيني انا واثق أن في حاجه ورا الموضوع دا من ساعه ما ماتت وأنا بفكر وعايز أعمل اي حاجه ترجع بيها حقها بس مش عارف زي ما انتي عارفه مليش غيرها وهي ملهاش غيري وأنا يا بنتي رِجلي والقبر بس مش قادر أسكت ومحتاج حد يساعدني وجتلك علشان عارف أن عمرك ما هتتأخري عني

طبعاً يا عم صابر صدقني انا بردو اتفجائت لما قالو إن أيمان أنتح*رت انا اعرف اد اي هي صبوره وبتخاف ربنا واستحملت من جوزها كتير ومكَنتش بتتكلم
ثم صمتت لتتذكر ايمان ذات الوجه البشوش والإبتسامة الصافيه والمعاناه التي مرت بها بسبب زوجها البغيض الفاسد ونُصحها لها أن تطلب الطلاق وتنفصل عن ذلك الفاسد فترفض رفضاً قاطعاً وتدعي له بالهداية

ها يا بنتي قولتي اي

هقول اي يا عم صابر  يلا علشان نقدم البلاغ مستني أي
ليردف بدموع
كنت عارف انك مش هترُديني مكسور الخاطر  شكراً يا بنتي
لتقول بإبتسامه
الشكر لله يا راجل يا طيب
هو احنا اه معناش اي دليل وماشيين نخبط  وصعب علينا نثبت خصوصاً أنها تم دفنها من شهر ومش هنقدر نطلب بتشريح جثمانها بس صدقني هعمل الي ربنا يقدرني ولو بس اتاكدت أنه هو وربي ما هنام غير أما البسه حبل المشنقه وازفه لعشماوي بأيدي
يلا بقي هنتأخر

بعد بِضع ساعات

لتدخل بثقتها المعتادة لمكتبها الصغير

اي يا بنتي فينك كل دا نزلتي مع عم صابر وتليفونك مقفول من ساعتها انتي قدمتي البلاغ بجد ولا اي
ايوه عم صابر عملي توكيل وقدمنا البلاغ وجينا

لترد عليها بنفاذ صبر
انتي اكيد بتهزري قدمتي بلاغ في مين انتي مش معاكي  اي دليل انتي اخدتي بكلام عم صابر وروحتي علي طول
انا يمكن معييش دليل يا مريم وانا حتي مشوفتش جوزها دا غير مره واحده بس انا اتفاجئت بموتها ازاي ايمان تنتحر انتي صدقتي غير أن  جوزها الي كان معيشها في عذاب وكل ما نقولها تطلق كانت تسكت وتقول لا
في أن في الموضوع وانا هعرفها وعلشان نجيب حقها ونريح الراجل الغلبان دا

انا كمان بردو اتفاجئت بس انتي هتتعبي في القضيه دي غير أن فيه قواضي كتير غيرها دا تعب ليكي ارحمي نفسك
لتردف ببساطه
دا شغلي يا مريم وغير أن شغلي دي الحاجه الي انا بحبها تخيلي بتعملي حاجه وبتحبيها مش مهم اتعب المهم اسمع دعوه أم كل مظلوم بجيب حقه وراحه كل غلبان متداس عليه 

لترد عليها بفخر
ربنا يقدرك يا قَسم ويجعل في ميزان حسناتك يحبيبتي
اه في كذا حد اتصل وعايز ميعاد علشان تشوفي قواضيهم اقبل ولا اقول انك غير متفرغه

لا لا اديهم ميعاد عادي ونقرا قواضيهم يمكن حاجه كبيره سيبك مني ربك يعين 
ليقاطع حديثهم صوت هاتف قَسم
انسحبت مريم لمكتبها وضغطت قَسم علي زر القبول
ها يفرج عملت اي
ليرد عليها الآخر بلهفه
كل خير يا استاذه كل خير من ساعه ما كلمتني الصبح وانا مسكتش غير أما جبت كل الي طلبتيه

ها يفرج وعرفت اي
بصي يا استاذه من ساعه موت مراته وهو مختفي أصلاً ومحدش يعرفلو مكان ناس بتقول حضر دفنتها واختفي
طب ومعرفتش راح فين ولا فين مكانه يا فرج

لا يا استاذه بس هعرف أن شاء الله
طب ومعرفتش حاجه تاني

ايوه يا يا استاذه انا سئلت كام حد من جيرانه والبواب قال إن كان راجل مش مظبوط بيرجع وش الفجر لو مؤاخذه يا استاذه بيرجع  بيطوح يمين وشمال من المدعؤ الي بيشربه وكمان كانو بيسمعوه بيتخانق مع مراته وصوته بيجيب اخر الشارع وبيمد أيده عليها كمان هو دا بس الي عرفته يا استاذه
بس انا وراه لحد ما اعرفلك مكانه

ماشي يا فرج شكراً مع السلامه

لتردف بحماس 

حقير
بيضربها
بيشرب
ماتت
مُختفي

ونقول بسم الله


دهب ماهر

لقَسم رأي آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن