القضية

4 0 0
                                    

في يوم ما نادت الشرطية باسمي "سماء عبد المنعم "هناك زائر ،اثار ذلك التساؤل في نفسي فليس من عادت نفس زيارتي بهذا اليوم ،عند دخول الغرفة تفاجئت بشخص غريب ،وقف عند رؤيتي, الشئ الوحيد الذي لاحظته حينها طول قامته ،حتى قاطع تفكيري قائلا :مرحبا انا محامي دفاعك "سامي العيادي".
سامي العيادي المحامي المشهور !!!ماذا؟؟؟ يفعل هنا لقد سمعت عنه الكثير في الجامعة بإعتباري كنت طالبة حقوق.
اجبته حينها :شكرا لانك وثقت في براءتي
قال :لقد اعطتني أختك كل الاوراق المتعلة بالقضية اضافة لتفاصيلها ،لكنني اريد تفاصيلا اكثر منك.
رحت احكي له القصة كاملة:
في يوم الحادثة و بينما انا ذاهبة للجامعة، اتصلت بي نهال لتخبرني انها لن تأتي للجامعة في المرة الأولى لتعيد الاتصال مرة ثانية لتخبرني ان لها حفلا خارج المدينة وانها ستخبر والديها ببقائها في بيتي و ان عليا تغطية غيابها كالعادة.
قاطعني سامي قائلا:لم تجد الشرطة في سجل اتصالاتكم اي اتصال بين رقمك و رقمها اجبته : نعم اعلم كان لها هاتف اخر ،نظرت لوجهه لتفقد هل أكمل الحديث ؟ام هناك تعليق اخر؟ ،لكنني لم اجد اجابة فاكملت :ذهبت
للجامعة بعد اتصالها و كان يوم عادي بالنسبة لي ،حضرت فيه محاضراتي و عدت للبيت رد سامي حينها : لكن الشرطة ذكرت تغيبك في الفترة المسائية من يوم الحادث؟؟
اكتفيت بالسكوت حينها فلم اقرر بعد هل عليا الوثوق في هذا المحامي؟؟ ام انه كغيره.
عندما رأى سامي توتري لهذا السؤال و امتناعي عن الاجابة قال متفهما لابأس اكملي بعدم الاجابة.
فأكملت:ذهبت للبيت ،حضرت العشاء و بينما انا و اخي فادي نتناول العشاء رن جرس الباب ،جائت حينها الشرطة لأخذي للأدلاء بشهادتي ،نظرت اليه منتظر تعليقه!!
قال سامي: نعم اكملي.
فأكملت:اصطحبتني الشرطة يومها للمقر لتحقيق معي بشأن اختفاء نهال و بعدها عدت للبيت.
قال سامي بعدها:حسنا لنكتفي بهذا القدر اليوم.
اجبته :حسنا كما تريد.
عند دخول سامي لمكتبه بعد طلبه من مساعدته تحضير كوب من القهوة ،اخذ يدرس ملف القضية من جديد و يقول في نفسه ان القضية اصعب مما توقع و ان هناك غموض كثير و اشياء كثير تخفيها سماء.
بعد عدة ايام ذهب فادي لمقابلة سماء مرة اخرى.
قال سامي: صباح الخير يا سماء كيف حالك؟
اجبته بابتسامة: بخير انا اتعود شيئ فشيئ على جو السجن !!ان الامر ليس بسيئ مثلما كنت اعتقد.
رد سامي دون ان يعلق على كلامي :لقد توقفنا المرة الماضية عند نقطة غيابك عن الجامعة في الفترة المسائية ليوم الحادث ،لابد من وجود تبرير لهذا ،يجب عليك التعاون معي ان اردتي الخروج من هنا!!!
اجبته لقد فكرت مليا بعد زيارتك الاخيرة, اظنني ارتحت لك لذا سأتعاون معك و اخبرك بكل شيئ فانت أملي الوحيد للخروج من هنا.
اعترف!! لقد تغيبت في الفترة المسائية لذاك اليوم ،الا انني لم اتغيب يومها فقد، بل كنت دائمة التغيب للفترة المسائية لسائر ايام الاسبوع ولمدة اشهر ايضا ،القيت نظرة على وجهه لارى حماسه الظاهر لمعرفة الاجابة و تابعت :لانني كنت اعمل في محل لبيع الاحذية يوميا من الساعة الواحدة لساعة الخامسة مساءا،لكن لم يكن يعلم بعملي هذا احد سوى نهال ،حتى اختي لم تكن تعلم بذالك.
سألني حينها: لماذا تخفين امر عملك؟؟
اجبته : لأنه لو علمت اختي لما سمحت لي بذالك ،اخدت نفسا ثم تابعت: لم تكن حياتنا سهلة فالدخل الذي كان يصلنا من عمل ابي رحمه الله لم يكن كافي لذا كانت اختي تعمل بعمل جزئي، لكن مع مرور السنين و تقدمنا في السن زادت حاجياتنا انا و اخي فلم يعد الدخلين كفيان لتلبية متطلباتنا ،كنت ارى مدى تعب اختي و اجهادها لنفسها بالعمل لعدة اعمال ،لذا يوما ما قررت العمل دون علمها و كنت اضيف مبلغ نهاية الشهر لحسابي والدي
هنا علق سامي :ألم تتسأل من اين زادت هذه الأموال في الحساب؟؟ اجبته :طبعا تسألت لكنني اقنعتها بكذبة اخرى قلت ان هناك زيادة في دخل العمال ،فكل صديقاتي تحدثن عن زيادة رواتب أوليائهم،الا انها اصرت ان تبحث في الأمر ،لكنني كنت اشغالها كلما فكرت في ذلك الا ان تناسته كليتا . عندما لم يعلق سامي واصلت قائلتا :لم تكن لي نية غير مساعدتها على مصاريف البيت بعد صمت دام ثواني اخييرا قال سامي : يا سماء لماذا لم تذكري هذا من قبل في التحقيقات التي اجريت معك ،كان هذا سيغير مجرى .؟؟
القضية لم يترك لي فرصة الاجابة و تابع في طرح تسؤلاته و اكتفيت بدوري بالاجابة عليها : .هل هناك في المحل كاميرات مراقبة !! لا هل هناك اوراق ثبت عملك هناك ؟؟ !! لا ،تذمر قائلا : لابأس شهادة صاحب المحل و ربما عدة مشترية تفي بالغرض ثم قلت معللتا :سبب امتناعي عن الكلام هو انني فقدت الأمل فبعد ان صدر قرار التفتيش في بيتي فحسب اقوال عائلة نهال اخر مكان لتواجدها كان بيتي ، وجدو ثيابها ، هاتفها و أوراق هويتها بحوزتي ،مما يثبت تورطي بطريقة أو بأخرى بإختفائها ،اضافة لإجادهم لخزنة بقفل تحوي الكثير من الأموال و انواع مخدرات ما أثبت تورطي بالمتجارة بالمخدرات،اضافة لمقاطع فيديو تحمل مشاهد لعمليات تسليم المخدرات و الأسوء من كل هذا و ذاك انهم وجدوا في تلك الخزنة سكين و عند فحص الدم الذي عليه وجدوه يعود لشخص مختفي منذ سنة ما اثبت ان لي علاقة بإختفاءه و ربما موته ايضا ؟؟فهل هناك داعي لدفاع عن نفسي بعد وجود كل هذه الادلة ،علمت انه لا جدوى من كلامي فلم يصدق احد وجود هاتف اخر لنهال فكيف يمكنهم تصديق برأتى من كل هته التهم ،لذا استخدمت حقي فالصمت و إلتزمت الصمت .
كان وجه سامي حينها خال من التعابير فهو لم يجد كلامات لمواساتي و بعدها قال : سأبذل ما في جهد لأثبت برأتك لكن بدورك عليكي التعاون معي ،فشيئ صغير قد يغير مجرى القضية.
بعدما خرج سامي من عند سماء واتجه مباشرة نحو المحل ليسأل صاحبه عل صحة كلام سماء ليجيبه الرجل بدوره بالإجاب تأكيدا لكلامها ،اضافة لتأكده من عملها يوم الحادث مساءا وبينما انتهى من كلامه مع صاحب المحل و هو مغادر لاحظ وجود كاميرات بالبيت المقابل للمحل ،فذهب للإستفسار من صاحب البيت لربما لقطت الكاميرات وجود سماء هناك يوم الحادث كدليل على صحة الاقوال ،لكن صاحب البيت اخبره بأنه اشترى البيت من وقت قريب ما صعب المهمة قليلا على سامي ،لكنه لم يستسلم لذلك
بعد ذلك اتجه سامي لبيت نفس.
بينما انا احضر العشاء سمعت جرس الباب فذهبت لفتحه لأجد سامي تفاجأت قليلا و في نفس الوقت فرحت قالت له : مرحبا ايها المحامي سامي
رد عليا :الن ننتهي من هذه الرسميات يا نفس ،ان رحلتنا طويلة كفيلة بأن تجعلنا عائلة.
لم اعلق حينها بل و إنغمست في التفكير
حتى يقاطع سهوتي صوت فادي :سامي هنا!!! مرحبا بك
رد سامي عليه : و بيك يا حبيبي ،كيف هي احوالك
قاطعت حديثهما قائلتا : هيا فادي اذهب لغرفتك و راجع دروسك ،لي حديث كبار مع سامي
رد علي الصغير بتذمر: حاضر !!لكن ليكن في علمك أنا كبير!!
ضحكنا أنا و سامي على قوله ذاك حينها
ثم سألت سامي هل تناولت العشاء؟
قبل ان يرد الأخر اجابتني صوت عصافير بطنه
قلت حينها لقد اخذت اجابتي و اتجهت للمطبخ و تبعني سامي
سرد لي سامي يومها عن تطور الأحداث و طلب مني التكلف بإجاد الأوراق اللازمة التي تثبت اداع المبلغ الشهري من طرف سماء لحسابي و بعدها غادر البيت.
اسندت يومها رأسي على المخدة و انا جد متفائلة بالاحداث و كانت تلك أول ليلة انعم بنوم عميق منذ زمن بعيد ،اما من ناحية سماء فكانت تغط في نوم عميق لتستيقظ فجأة ،كان صدرها يتصاعد بسرعة و تتعرق بشدة بعد كابوس روادها ،لتقوم بتهدئتها عجوز تنام في السرير المجاور لها استقظت حينها لأداء صلاة الفجر ،سألتها العجوز عن الحلم لكنها اكتفت بالقول انه شيئ مرعب و عادة لنوم مجددا .
لقد عانت سماء من الكوابيس المتكرر يوميا بعد دخولها سجن ،فهل يتعلق ذلك بذكرى ما علقت بذاكرتها ام انه شيئ عادي بعدما شهدت حياتها تغييرا جدريا.

 رواية  انها السابعة و النصفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن