الجزء الأول من رواية "أنين الطفولة"

645 68 19
                                    

أنين الطفولة"                                                            بقلم/صفاء عطيه
     

الجزء الأول                                                     

في إحدى ليالي الشتاء الباردة في بلدة كبيرة ريفية، كان الجو عاصفًا جدًا، والمطر غزير، والسماء تُضئ البيوت من شدة البرق، وصوت الرعد مُخيف، كان هناك صوت يأتي من أحد البيوت حينذاك، وكان الصوت صاخبًا جدًا، ما هذا؟ لقد كان الصوت يعلو بشده والظلام قاتم، لم يَكُن هناك ضوء في تلك الليلة لأن الكهرباء قد أنقطعت من شدة المطر.

كان ذلك الصوت صوت امرأه تلد، لكن ألمُها كان شديد، والمطر مازال يهطل بغزاره ولا يوجد كهرباء، فماذا سيفعل لها زوجها الآن؟، هو لا يعرف ماذا يفعل، نادى على امه التي استيقظت من صوت الصراخ والبكاء الشديد، دخلت امرأه في عمر الخمسين يبدو عليها القوه والكرم والطيبة وملامحها هادئة رقيقه، ترتدي ملابس الصلاة ، فقد كانت تؤدي صلاة الفجر، دخلت ورأت حال زوجة ابنها وحزنت عليها كثيرًا، فقد كانت تمتاز هذه المرأة التي لم يبدوا عليها الكبر بطيبة القلب ورهف الاحساس.
قال ابنها: أمي ماذا سنفعل؟ الوقت متأخر جدًا،  والعتمة في كل مكان والمطر غزير في الخارج، ماذا نفعل الآن؟ 
ردت عليه قائلةً: ضع في فمها أي شيء لتتمسك فيه لحين أن نرى ماذا سنفعل.
هدأ المطر قليلًا وأوشك النهار أن يأتي أخيرًا، ذهب زوجها لإحضار أحد جيرانه فهو يمتلك سيارة أجره، أحضر السيارة بالسائق وأخذ زوجته وأمه وذهب إلى العيادة في  البلد المجاورة. 

دخلت زوجته غرفة العمليات واستغرقت حوالي ساعة ونصف فقد كانت ولادتها صعبه جدًا وكانت تتألم جدًا من الوجع، كان الزوج وأمه ينتظران في الخارج على أحر من الجمر قلق عليها فقد تألمت كثيرًا قبل وصولهم العيادة، وأخيرًا خرج الدكتور من غرفة العمليات وأخرجوها، فرح زوجها كثيرًا ووالدته بخروجها بألف خير.

أخذت الممرضات المرأة إلى غرفة الاستراحة وهناك ذهب إليها زوجها وحماتها ليطمئنا على حالها.

دخل زوجها وحماتها الغرفة ليتفاجأ بأجمل مولود رأتهما أعينهم، وقفا ينظران إلى المولود الجديد بسعادة غامره، فقد كان هذا أول فرحتهم، حملت الامرأة الخمسينية الطفلة؛ كانت طفلة جميله ذات عينان تميل للزرقة ووجه مستدير، جميلة مثل القمر في يوم اكتماله، نظرت إليها جدتها والفرح يغمرها ولا تجد ما تتفوه به من شدة الفرح، اقترب والدها وحملها بشوق ولهفه وكأنه عثر على كنز أو حقق حلم طال انتظاره.

دخل الطبيب وقال: حمدًا لله على سلامة زوجتك.  شكره الزوج كثيرًا وشعر بالامتنان له لأنه أنقذ زوجته وها هي الآن بخير.

قال الدكتور: ما شاء الله لقد رزقتُم بفتاه جميله جدًا يجب أن تمتلك اسمًا جميلًا مثلها واستأذنهم في تسمية الطفلة فسمحا له بذلك حقًا، شعر بالسعادة والحب لتلك الطفلة وأخذ في تسميتها....

أنين الطفولة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن