تابع "الجزء الثاني" من رواية "أنين الطفولة"

78 48 6
                                    

رفعت الجدة عيناها والدموع تنهمر على مقلتيها  وأردفت بصوت مجهش بالدموع: ووجدتك يا حبيبتي، وجدتك أخيرًا شعرت بذلك وضمتها إلى صدرها بعد كل هذا الفراق، وضمت الفتاة جدتها هي الأخرى بحرارة وأخذتا تبكيان بشدة ولهفة كبيره فها هما التقيا أخيرًا؛ الفتاة وجدتها بعد مدة طويلة أليمه.

ابتعدت الفتاة قليلًا وهي ممسكة بيد جدتها وقالت: لا تتركيني هنا خذيني معك فأنا لا أستطيع العيش بدونك جدتي.

قالت الجدة: سآخذك معي بالتأكيد لن أدعك هنا أنا أيضًا لا أستطيع فراقك أبدًا. 

فرحت الفتاة كثيرًا، ونظرت لعينين جدتها بعمق وقالت: لا تتركيني فأنا أحبك جدًا، لا تتركيني لتلك المرأة وتذهبي ثانية لقد ضربتني كثيرًا، وأنا لا أتحمل يا جدتي وظلت تبكي بحرارة.

ضمتها جدتها إلى حضنها وقالت: يا حبيبيتي لقد تألمتِ كثيرًا ولكن قد انتهينا أنظري سنذهب إلى والدك ووالدتك الأن وسأخبرهم أنني سآخذك معي، هيا خذيني إلى بيتكم. 

أوقفتها الصغيرة وأمسكت يدها بقوة وقالت بنبره عالية: لا لن تذهبي إليهم، لن أدعك تذهبين لهؤلاء أبدًا، هم لن يعطوني لكِ، أمي قالت ذلك قالت أنني لن أذهب بعيدًا عنها لن تتركني أبدًا.
إذًا هيا سنرحل أنا وأنتِ ولن تذهبي لهم!
هيا يا جدتي فأنا أحبك وأريدك أنتِ فقط هيا سنذهب إلى بيتك أنتِ.

نظرت لها الجدة وحضنتها وقالت بحزن: ماذا فعلوا بكِ يا صغيرة، ماذا فعلوا لتتحدثي هكذا ولا تريدين رأيتهم قولي لي؟ لن أسامحهم على ضربهم لكِ سأريهم هيا تعالي ولن يأخذك أحدًا مني أبدًا لا تخافي حبيبتي لا تخافي.

نظرت لها الصغيرة بحب وقالت: أحقًا ستأخذينني ولن تتركيني؟ رجاءً لا تتركيني، أموت بدونك.

تقطع قلب الجدة من حزنها عليها وأجابتها: نعم، نعم يا حبيبتي لن أتركك ما حييت.

وأمسكت بيدها وذهبا متجهين لمنزل ابنها، لتبدأ المواجهة ثانيةً بعد عامين، ترى كيف ستكون المواجهة وهل ستأخذ الجدة حفيدتها معها أم سيحدث شيئًا أخر؟

في منزل الجدة.....

كان أولادها حائرون ويفكرون أين تكون قد ذهبت للبحث عن حفيدتها وكرروا أن يذهبوا ولن يعودوا من دون والدتهم، خرجوا وذهبوا باتجاه البلدة المجاورة لهم، وصلوا البلدة ومروا بالمخبز وعرفوا من صاحبه أنه رأى عجوز صباحًا وسألته عن رجل وزوجته وطفلة وقد دلها على من يوصلها لهم، ثم ذهب أولادها إلى ذلك الرجل ودلهم علي نفس البيت في تلك البلد التي ذهبت إليها والدتهم، ثم انطلقوا باتجاه هذه البلدة.

أثناء سيرها هي وحفيدتها، كانتا ممسكتين بيد بعضهما ومسرورين جدًا، فرحت الجدة برؤية الابتسامة أخيرًا على وجه حفيدتها ووعدت نفسها أن لا تجعل تلك الابتسامة تزول أبدًا، سألتها الفتاة: جدتي كيف قضيتي هاذين العامين هل كنتِ مريضة؟

أنين الطفولة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن