تمُر الأيام وحالة فتاة السادسة تسوء، بقيت كالجثة الهامدة، تمرض بشدة ولا أحد يهتم لحالها، فوالدها يعمل معظم الوقت ووالدتها تجد عملها في أذيتها واستعبادها فقط، وهي لم تعد تقوى على التحمل وأصبحت جسد بلا روح ولا حياة، فقط كل ما تقدر عليه هو البكاء حتى أصبحت تلك العينين الجميلتين مكسورتين وتحتهما شديد السواد ولونهما الذي يشبه الماء أصبح يشبه الجمر الملتهب، حقًا حالها يُرثى له، تحتاج ليد أخرى تنشلها من كل هذا الظلام الذي تعيشُ فيه، تأخذها من ظلام الوحدة والاكتئاب إلى نور السعادة والحب، يد تستردها من أنين طفولتها إلى عذوبتها وحنانها ورقتها، كيف لقلبً صغير كهذا يُعذب هكذا، كيف لصغيرة مازالت في طفولتها أن تجلس باكيه وتضع يداها الصغيرتان على مقلتيها تشتكي حزنًا وألمًا وفراقًا، يا لقسوة الأيام حقًا!كيف تفرق اثنين يحبان بعضهما كل هذا الحب بكل هذه القسوة والألم ، تدهورت صحة الفتاة كل التدهور وتدهورت أيضًا حالتها التعليمية فهي بقيت تذهب إلى المدرسة كأي شيء يوجد هناك، لا تتحدث ولا تنظر ولا ترد على أحد، حتى اشتكى منها أحد مدرسيها لوالدتها وطلب حضورها في أحد الأيام.
جاءت وسألت ما الأمر فقال أحد المدرسين: ابنتك ما بها؟ نتكلم معها لا ترد على أحد ولم تعد تجيب على أية أسأله ولم تفعل واجباتها منذ فترة، أرجوكِ اعلمي ما لأمر وأخبرينا لنستطيع أن نساعدها.
غضبت والدتها وقالت: لا ليس بها شيء، هذا كلام فارغ ، هي تدرس كثيرًا جدًا وأنا أتابعها.
قال أحد المدرسين: ولكن ما يتضح لي الأن غير ذلك، فهي تجلس صامتة وعيناها لا ترتفعان من الأرض، من الواضح أنها تعاني من اكتئاب حاد، يجب أن تتصرفوا فهي مازالت صغيرة، اجلسي معها قليلًا واسأليها عن حالها لأجل مصلحتها، وتركها المدرس وذهب.
أخذت ابنتها وذهبت إلى البيت، دخلت والدتها وجلست ثم نادت عليها فجاءت الفتاه وهي تتحرك ببطئ والتعب ظاهرًا عليها وقالت: نعم.
قالت والدتها: ما الذي سمعته في المدرسة.
قالت الفتاة: وماذا سمعتي؟
قالت والدتها: منذ زمن لم تناديني بأمي، ولكن لا يهم الأن ، أجيبِ لماذا لا تطيعي معلميكِ في المدرسة يا فتاة.
قالت الفتاة: لا أفهم قصدك.
قالت والدتها: لا تفهمي، حسنًا سأفهمك، وهمت وصفعتها عدة صفعات تكفي لقتلها.
ارتمت الفتاة أرضًا وأخذت الدماء تتساقط من فمها بغزارة.
تعجبت والدتها كثيرًا من منظر الدم وكثرته وسألت نفسها: كيف لكل هذا الدم أن ينزل منها، أهي تعاني من شيء في بطنها؟ لا يهم سأعاقبها لا يهمني فلتُحرق أرضًا هي لا تجلب لي سوى التعاسة في حياتي، وأمسكتها من شعرها وقالت: أظن أنكِ عرفتي ماذا فعلتِ؟ أليس كذلك؟
أنت تقرأ
أنين الطفولة
Mystery / Thrillerتبدأ القصة بِميلاد طفلةٌ صغيرة بقلبٍ بَرئ لم يَكُن علي درايةً بِما تُخبئ لهُ الأيام فـَ بِمرور الأيام تَعلقت الصغيرة الجميلة بِقلبٍ حنون مثلها وهي"جَدتُها"، ولم ينتبهان لِتلكَ الأعيُن المُتربصة التي تُراقبهُمَا مِن بعيد في صمتٍ خبيث فَـتُهب عواصف ا...