الجزء الثاني من رواية "أنين الطفولة"

89 50 2
                                    

رواية "أنين الطفولة"                                                     
بقلم/صفاء عطيه

    الجزء الثاني                                                     

بعد رحيل تلك الصغيرة أصبحت جدتها لا تقوى علي فعل شيء، وانتهي بها الحال إلى أن وقعت على الأرض مغشيًا عليها.

حملوا الجدة سريعًا إلى الداخل وظل الجميع حولها إلى أن أحضروا لها طبيبًا أخيرًا من البلدة المجاورة، طمئنهم الطبيب على حالتها وأنه لا يوجد شيئًا خطير ولكن تحتاج فقط إلى بعض الراحة، ولكن يبدوا أن هناك شيء آخر يخفيه عنهم!

رافق ابن الجدة الأصغر الطبيب إلى الخارج وسأله: هل أمي بخير ايها الطبيب أم أنكَ تخفي شيئًا عنا ولا تريد إخبارنا به.

قال الطبيب: للأسف والدتك تعرضت إلى صدمة عصبية شديدة ويجب ألا يزعجها أحد أو يتعرض لها بأي كلمة، وأحضروا لها هذا الدواء وأعطوه لها في ميعاده وستكون بخير إن شاء الله، وأعطاه الطبيب روشتة بها بعض الأدوية والمقويات.

عودة للصغيرة.....

في أحد المنازل القديمة بعض الشيء في بلدة صغيرة وصلت السيارة ونزل الأب وزوجته ومعهم الصغيرة التي نعرفها، أنزل والدها أمتعتهم وحملت زوجته الطفلة ودلفت إلى الداخل، كان المنزل شبه مهجور وملئ بالأتربة وشباك العنكبوت المتناثرة في كل ركن، على ما يبدو أنه مهجور منذ فترةً طويلة، ولكن سيفي بالغرض لحين يعثر والد الصغيرة علي منزل جديد.

طلبت الصغيرة من والدتها أن تنزلها أرضًا، فأنزلتها وأخذت الصغيرة تمشي بهدوء في البيت وبخطوات مثيرة للريبة وكأنها تبحث عن شيء، وصلت إلى إحدى الغرف ودقت الباب وظلت تخبط عليه، ذهبت إليها أمها وسألتها ماذا تفعلين تعالي إليّ.
فردت الطفلة وقالت: دادا، دادا

شعرت أمها بالأسى والشفقة عليها فهي لم تعتد أن تترك جدتها أبدًا ولكن يجب أن تعتاد على هذا الوضع الجديد، حملتها أمها وقالت لها: صغيرتي لم يعُد هناك دادا أسمعتِ؟! اعتادي على ذلك أعرف أنكِ صغيرة وتحبين جدتك ولكن ستكبرين وستعتادين على ذلك. 
نظرت لها الطفلة بنظرات تعجبيه وكأنها تعترض على هذا الكلام وطلبت من أمها أن تنزلها ثانيةً وأول كلمة تنطقها بوضوح هي " لا أريدك " ، سمعت أمها تلك الكلمة وتعجبت كيف تنطق هذا؟ بل كيف استطاعت فعلها، أنزلتها ونظرت لها بتعجب كبير ودهشة ولم تنطق ولو كلمة واحدة. 

قاموا بتنظيف البيت جيدًا ووضعوا أمتعتهم ورتبوها في أماكنها، وجاء الأب وطلب من زوجته أن تطهو لهم بعض الطعام فهم لم يأكلوا شيء، نهضت الزوجة ولم تقل شيء فهي مازالت تفكر بتلك الكلمة التي قالتها لها ابنتها وأخذت الأفكار السيئة تتسلل إلى عقلها، هل ستكرهني ابنتي؟ هل ستتركني يومًا وتذهب لتلك المرأة كانت تقصد "الجدة " ولكن هي لا تعرف ما حل بتلك العجوز.

أنين الطفولة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن