الفَصلُ الثالِث : زَهرةٌ بَيضاء

103 21 15
                                    

_____

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_____

« مُنذ الأن فصاعِدًا ستُصبح زهرتي البيضاء الجَديدة »

تركَت آلة الكمان بعيدًا عنها بعدما أرتَهُ مهاراتِها بالعَزف و تحدثا بالكَثير من الأشياء قد تكون عديمة الفائدة للبَعض و لكنها عَنت الكَثير لَهُما.

أسنَد رأسهِ فوق عُقدة يديهِ كونَهُ يَضُم رجليهِ معًا و يَحتويهُم بذراعيهِ ، و كذلك فَعلت هى ليُشغلا باقي الوقت بالأحتفاظ بِتفاصيل وجهيهُما جيدًا ، فقد يَحل الغد و لا يَران بَعضهُما.

مَن يَدري؟

« إن كُنت انا زَهرتكِ فأنتِ هى رَحيقي »

نَبض أيسرَهُ بِعُنف برسمتِها لملامح الخَجل فوق محياها ، كَيف لِأبتسامة واحدة مِنها تَجعلَه بَهِجًا لألفي عام؟

كِلاهُما مُعترفان بالتَسرُع ، و كِلاهُما لا يدريان لِمَ و كيف حدثت تِلك السُرعة.

و لكن يُقال أن الإحباء يُولَدون و هم يحملون نفس مشاعر العِشق التي عاشوها بحياتِهم السابِقة ، و بالنظر لهُما فَهُم ليسَا عُشاق فَقط.

بل هُم خُلِقوا ليكونا مَعًا بِكُل حياة يُولَدون فيها.

و بالمُنتصف بينهُما يوجد شابٌ علىٰ وشك التقيؤ مِما يَحدُث أمامهِ من رومانسية مُبتذلة للغاية ، و الأخران يَكبحان ضحكاتِهُما علىٰ شَكلهِ.

ذَلك ما يحدُث عندما تُصادق شخصًا في حالة حُب و أنتَ عاذِب ، حتى تُصبح مثلَهُ و أشَد عندما تَجد شمسكَ التي تُشرِق ليلكَ المُعتم.

سَئِمَ دونغهيوك من هذا الصَمت المُمل و قرر الذِهاب لمُلاقاه اصدقائِه الأخريّن ، و كانت تِلك فُرصة لـمارك لِلسؤال عما يُحزن ماري.

هو ليس أحمقًا حتىٰ لا يُلاحظ إنكسار عيناها ، كيف هُما لا يلمعان بِبريقَهُما الذي يُسحرانهِ كَـكُل لِقاء.

« إذًا يا شَمس قَلبي الحالِك ، ما هو الأقوىٰ من سطوعكِ في عالمنا ليَحجِب نوركِ عني اليوم؟
مَن الذي أستبدلَ شروقكِ البَديع بِالغروب المُبكر لأوانهِ؟ »

بَعثر خُصيلاتِها عن طَريق الخطأ و هو يُزيل أثار العُشب المُتبقية مِن فوق رأسِها.

و مع سماع سؤالهِ الغير متوقع أزداد غروب سعادتِها ، قد ظَنت انها أستطاعت أقناعهِ بأنها بخير بأبتسامتِها و شروقها المُزيف.

و لكنها نسيَت بأنها باحت بمشاعِرها بآلتِها مُنذ قليل ، أصبحَت كالكتاب المَفتوح أمامه.

عقدَت ذراعيها معًا بعدما أشارت لَهُ بأن السماء لا تَحمل أي نجوم اليوم علىٰ غير العادة.

و الهواء لا يتوسط جلستهِما بعدما كان أول الحاضريّن ، يبدو أن الأجواء بأكملَها ضِد تمثيلها عليهِ ، يبدو أن الجميع يُريد سماع حقيقة كئابتِها الغير مُعتادة.

إلا أنها أحتفظَت بِها لذاتِها.

و ذلكَ لأنها أعتادت علىٰ الكِتمان كونها الشَقيقة الكُبرىٰ ، بل أعتادت علىٰ الكثير من الأشياء كونها الأولىٰ بالعائِلة.

و لكِنها سَئِمَت لَعِبَ دَور الشَقيقة الكُبرىٰ
هى أيضًا لديها مشاعِر ، هى أيضًا إنسانة!

هذه الحياة المليئة بِالتضحية ، هذه المُعاملة الخانِقة ، رؤيتها لحياتِها و هى تُفني بمُنتصف إزدهارِها بسبب أشقائِها الذين لا يُقدرون مجهوداتِها ، كونها شفافة للجميع و عديمة الفائِدة بنظرهُم ،
كُل شيء يؤلم ، و بِشدة!

و لكن أيشعُرونَ بِذلك؟
لا ، لا أحد يَشعُر بآلمها سِواها.

لذلك ستَحتفظ بهذا الآلم لنفسِها ، كما أعتادت.

Faded In My Last Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن