_____بدأ الصَيف و شرعَ معَهُ إنتشار الخَير بالقَرية ، عاد أهلِها لصوابِهُم رغم إنتشار بَعض الثائرين بِكُل رُكن بالقرية لسبب يجهلَهُ الجَميع.
و عادا أيضًا الطِفلان الغارِقان بِعالمهُما الخاص بالإلتقاء كُل مساء حتىٰ بزوغ الفَجر كما أعتادا ، عاد حُسن طَرب أذان الفتىٰ بِعزف مَعشوقتهِ و عاد قلب الفتاة يُغني أشعارًا كُلما أستمعَ لإمتزاج صوت حَبيبُها مع موسيقاها.
بسبب أصرارهُ و إلحاحهِ علىٰ تآليف أنشودة أُخرىٰ و بَعد محاولات لا تُعد و لا تُذكر وافقت ماري الصَغيرة علىٰ رأيهِ ، و أمسىٰ الكُل يَجسلون للأستماع لموسيقى عِشقهُما كُل فَجر خَفيةٍ ، مِنهُم ميلي و دونغهيوك.
و لكن بَعد كُل وداع ، يرتاب ماري شعور أنَهُ أخر وداع ، و كُل لِقاء تَشعُر وكأنَهُ أول لِقاء.
كُل يوم بَعد جلوسها بِرفقتَهُ تتثاقل الأفكار علىٰ حِمل عقلِها و مَشهد مَقتل ذلك الشاب و صُراخ حَبيبتَهُ قهرًا لا يُفارق مُخيلتها ، كيف للأنسان أن يكون بِتلك العدوانية ضد أخيهِ الأنسان؟
ذلك الهدوء و تِلك الراحة ما هى إلا لُعبة كَبيرة و خِداع يَعمي بَصيرة الشَعب ، فلا يُمكنك الوثوق أبدًا بأي طَرف سفكَ دِماء لأجل حَرب أنسانية.
كما يُقال ، مَن أعتاد القَلق ظَن الطمأنينة فَخ ..
و لكن في حالة ماري هى لم تَكُن تَظُن فَقط بل كانت مُتأكدَه أنَهُ فَخ.و كان مارك يُحاول بأقصىٰ جهودَهِ و بشتىٰ الطُرق أن يُخرج ألاعيب عقلِها هذه مِن مُخيلتها ، حتىٰ ظَن بأنَهُ نجح.
و بأخر لَيلة بَزغَ فيها فجرٌ سَعيد و شروق شمسٍ مُنير علىٰ أهل القَرية ، كانا كِلاهُما يعملان علىٰ أخر جُزء من أنشودتهُما ، و التي كانت أشبَه بالأغنية أكثر مِن كونها أنشودة.
أتكئ مارك بذراعهِ فوق العُشب حيثُ يقوم بالأستلقاء علىٰ بَطنهِ و يُقابل ماري بِوجههُ الذي يُساندَهُ كَف يَدهِ مُتآملًا ملامحها التي لَم تنفكَ يومًا مِن جعلهِ يتأكد بأنَهُ أكثر فتىٍ مَحظوظ بالعالم لأمتلاكهِ فتاة بِهذا الحُسن.
« أتَدرين كَم يهواكِ الفؤاد؟ »
تلألأت عيناها ناظِره لأيسرَهُ تزامُنًا مع تراقُص دقات قلبِها لتُفرج عن قهقه ظريفة.
« أدري »
أجابت مُبعده آلتها عن طَريق رؤيتها.
« أتَدرين كَم واهم بكِ الخاطِر؟ »
عَلت بسمتِها بَصِره رأسهِ لتَصطنع التَفكير لفترة.
« أدري »
أستلقت أمامهِ بشكلٍ مَعكوس عنهُ حيثُ أن وجهها يُقابل وجههُ.
« أتَدرين كَم فُتِنَت بكِ الرَوح؟ »
هَمس ناقلًا حدقتيهِ بين مجرتيها بِهيامٍ مُبتسمًا بِخفة.
« أدري »
أقتربت قليلًا من موضعَهِ بنظرات خَبيثة بَعض الشيء لتري طرف شفتهِ العلوية تُرفع للأعلىٰ بِمَكر.
« إذن بالتأكيد تَدرين كَم يتشوق الثَغر لِمُلاقاه جنتهِ »
أختلطت أنفاسِهُما حتىٰ أصبحَ يَصعُب التفرقَة بين نفسَهُ و نفسها ، و كادت الجفون تُغلق بِولهان حتىٰ شاركهُما نفسٌ ثالث.
« كلا لا أدري »
صوت رجولي أقتحمَ المُحادثة و ما كان إلا دونغهيوك الذي حشر انفهِ بينهُما ، و هذا ليس تعبيرًا مجازيًا بل حشر انفهِ بالمُنتصف حقًا مُسببًا الفَزع لماري و تَضَخُم هرمونات الغَضب لِمارك.
و سُرعان ما أنقلبَ الوضع لِلضَحِك و المَرح أكثر من كونَهُ جادًا.
فلا شيء يَستحق أن تُثير أعصابكَ لأجلَهُ مهما كان ، فقط خُذ كُل شيء بِبساطة.
فَلبساطة دائمًا ما تكون الحَل الأمثل لِكُل وَضع ، مهما كان.
أنت تقرأ
Faded In My Last Song
Short StoryFaded In My Last Song || تَلاشىٰ في أُغنِيَتي الأخِيرَة ألم يَحين الوقت لِتصنع مِدفئتكَ بِنفسك دون الحاجة لشخصٍ يُدفئ ثنايا جُدرانِكَ؟ • مــارك لي. • مـاري أنـتـون. - ذات فصول قصيرة. • Highest ranking #1 in heartbreak ...