الفَصلُ السَابِع : نِهاية الحَرب أم بِداية الملحمَة؟

77 17 11
                                    

_____

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_____

أتَعلم ذَلك الأِحسَاس؟

بأن تَكون مُحاصرًا بَينَ أفكارِك السَوداوية طَوال الوقت دون أخذِ راحة مِنهُم ،

بأن تُصبح رَوحكَ النَقية بَاهِته و مُثقله بِالعَديد و العَديد مِن الضُغوط و المشاكِل التي يَصعُب بوحِها لأحد ،

بأن تَصرُخ بِداخِلك طالِبًا الرَحمه مِما تَمُر بهِ و لكنكَ لا تُرحم بل يتم جرحكَ أكثر كأن صُراخكَ ما هو إلا طَلب المَزيد مِن الشقاء ،

بأن تَشعُر بِكَم أنتَ مُثيرٌ لِلشفقة و لا تَستحق العَناء و تبدأ تَقل ثقتكَ بنفسكَ يومًا بَعد يوم و تَفقد معها ثقتكَ بِكُل مَن حولكَ دون أستثناء ،

أتَعلم كَم هذا الشعور مُؤذي؟
كَم هو مُرهق و يستنفذ كُل ذرة طاقة يحملها الشَخص؟

و الأصعب
أنكَ لن تَستَطيع التَخلُص منهُ
بل يَظل مُلازمًا لكَ حتىٰ تلقىٰ حتفِكَ.

طُرِقَ باب غُرفتِها بِرفق لتَسمح للقارِع بالدخول ، كانت تَجلس فوق فِراشِها بِهدوء عكس العواصِف التي تَحدُث بِداخلها ، و عواصِف المشاعِر مَن يَقوىٰ علىٰ إيقافِها سوىٰ مَنشود القَلب؟

كان هو مَن ولجَ لِمساحتِها الأمِنة لتَترُك كل شيء خَلفِها و تُسرع للإختباء داخل دفئَهُ و أستنشاق عَبير زهرتِها التي فَقدت بتلاتِها واحِدة تلو الأُخرى ، و لَكن عادت بتلاتِها للنمو فور عَودة رحيقها لِموطنها.

كانت تنهال عليهِ بالقُبل و العِناق بِسعادة كمَن فَقدت روحِها و عادت لها للتو ، و هو لم يُمانع أبدًا مِن أستقبال و مُبادلتَها الحُب.

مَر خَريف و شِتاء و مُنتصف رَبيع علىٰ عِلاقتهُما ، و رُبما الأن سيحظيا بالحُب اللذان تمنوه في أخر فَصل ، حُب الصَيف كما يُقال.

سمعا صوت غَريب لم يستمعا لَهُ مُنذ مُدة كَبيرة حتىٰ كذبا أُذنيهُما بالبداية ، و لكن عندما وصلا لمصدر الصوت وجدا العائِلة بأكملها تَشُع مِنهُم البَهجة و الفَرح بِشكل مُبالغ فيه.

كَسَجين حُبِسَ طوال حياتهِ ظُلمًا و اليوم فُكَ أسرهِ.

مَن يَصرُخ بِسعادة ، مَن خرجَ من مَنزلهِ و يَركُض بالأرجاء مُستمتعًا بشعور الحُرية من جَديد ، مَن يدعي بدموع الفَرح شاكرًا لأستجابة اللّٰه لدُعائِه ، مَن يُهاتف عائِلتَهُ المُغتربة و يُخبرهم عن أمر عودتهِ لأُسرتهِ و السعادة لا تَسيع قلبهِ من كُبرها.

و هُما فَقط يقفا بالمُنتصف و لا يفقها شيئًا ، حتىٰ سَمِعا بالتلفاز عن القَبض علىٰ الثائرين و عودة الأمان للقَرية و لِسُكانِها.

أحتلَت الأبتسامة معالم وجه مارك و تابعتها ضَحِكات عالية و قد جَفلت ماري بتفاجؤ مِن حملَهِ المُفاجئ لها و هو يَلتف بِها بسعادة صارخًا بِحُبَهُ لها بأعلىٰ صَوت.

و كِلاهُما لم يَجرؤ النوم علىٰ طَرق باب جفنيهُما في تِلك الليلة مِن شِدة السعادة ، لقد أصبحا أحرارًا!

كُل شيء عاد لموقعهِ الصَحيح ، كُل شيء أصبحَ بِخير!

بعد شهور طويلة من الأنتظار و الخشوع للخوف ، لقد أنتصرا!

محاربتهُما لم تذهب هباءًا ،
و الأن أتىٰ وقت أزدهار الحُب المَكنون بِصميم فؤاديهُما.

لقد أتىٰ وقتهُما.

Faded In My Last Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن