الفَصلُ السَادِس : قَلقٌ مُستمر

81 17 18
                                    

_____

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_____

قاربَ الشِتاء علىٰ التخلي عن مَسؤوليتَهِ و تَرك الرَبيع يأخُذ زِمام الأمور نيابةً عنه ، و لازالا لَم يتلاقا مُنذ تِلك الليلة.

ثار الشَعب بِغضب هائِج ضِد ظُلم الحكومة و سَخط الجيوش ، و الحكومة زادت الوضع حِدة بِقتلها لعدد كَبير من الثائريّن لحماية أنفُسَهِم التي التهمها الجَشع.

لا يَخرُج أي أحد مِن مَنزلَهِ لأنَهُ سيُقتَل مِن قِبَل الحكومة أو مِن الثائرين ، فـالجميع بِنظر المُناضليّن المُزيفين أضحىٰ خائِن ذَليل و مهما كان مَن هو و مهما كانت مكانتهِ ..

يُقتَل.

و بِفجرِ يومٍ قررت الشَمس أن تأخُذ راحتِها و تَشرُق بَعد ساعتيّنِ من موعد شروقها ، ليس خوفًا من المَذبحة الظالِمة ، بل لتُعطي صبياها وقتًا ليَترُكا قلبيهُما يُفرغان نار عِشقهُما الذي أحاطها الشوق و ألتهمها الأشتياق.

التحَمت أجسادِهما بقوة و أفرغت عيناهُما ينابيعها ، صرخا قلبيهُما بشوقٍ و أنهالت السِنتاهُما بالأسئِلة علىٰ حال بَعضهُما.

لم تتوقف ماري بل بالأحرىٰ لم تَستطع أن توقف دموع مجرتِها أثناء تآمُلها لأكثَر زَهرة تُيمَت بِها طوال حياتِها ، و الزَهرة عادت لها حياتِها عندما أستنشقَت رحيقها الذي هاجرها لشهور.

« أعلَم أن الشَوق أذاب فؤادكِ بنارهِ القاسية ،
أعلَم أن القلق تربعَ بِداخل عَقلكِ و شَغل فِكرَكِ ،
و لَكن أُقسم لَكِ من أعماق قَلبي أن بِكُل ثانية تَمُر علىّٰ أدعىٰ فيها بأن أرىٰ عيناكِ و لو صُدفةٍ لكي أُطفئ لَهيب أشتياقي ،
لستِ أنتِ فَقط من يتآلم ماري بل قَلبي يُشارككِ أضعاف آلمكِ

حَرب قريتِنا أصعَب مُخاطرة ستواجه قِصتنا و رغمًا عنا سنَجلس و ننتظر نهايتها ، تَحملي القَليل فَقط يا حُلوتي كما أنا اُحاول التَحمُل لأجلكِ ، لأجل مُستقبلنا معًا

فَكيف ستزدهِر زَهرةٍ بِدون رَحيق؟ بالتأكيد سيجتمعا معًا بالنهاية ، أليس كذلك يا رَحيق حياتي؟ »

كانت الكلمات تَخرُج من فَمهِ و تنسال أنهارِه المالِحة الضِعف فوق وجنتهِ ، كلماتهِ التي يُخرجها من قلبهِ لكي تُصَبِر مَعشوقتهِ بعدما كُتب عليهُما مُعاناه آليمة.

أخرجَ خاتِمًا رَقيقًا يُناسب ذَوق ماري و وضعَهُ بِداخل بُنصرها الأيمَن ، قَبل يدها قُبلةٍ طَويلة قبلما يُشابك أنامِلهُما مَعًا.

أبَت عيناه إيقاف شلالاتِها علىٰ غير العادة و ذلك ما كان يَعتصر أيسر ماري آلمًا و قهرًا ، كَوبت وجهه بين كفيها رغم أرتجاف انامِلها العائِد لقوتها الخائِرة و عيناها تَبوح بالعديد و العديد من الأسئلة.

« ما الذي تَخفيه عَني يا مارك؟
ما الذي يَحدُث معكَ و تُحاول قَولَهُ و لكن لسانكَ يأبي الإفراج عنهُ؟ »

تلاقت عيناهُما لِدقائِق وكأنهُما يتحدثان بِلُغة العيون ، و لكن عيناه في تِلك الليلة كانت غامِضة و مُنكسِرة ، كانت تُخفي شيئًا عظيمًا يَصعُب فِهمَهُ.

نظرا يمينَهُما حيثُ صدرَ صوت صُراخ قَوي عائِد لِفتاة أصابِها مَرض العِشق ، أرادت أن تُطفئ لَهيب خوفِها بلقياها لِأسِر قلبِها ، و أنتهىٰ بهِ الحال مَقتولًا أمامِها.

قُتِلَ بدمٍ بارد أمام أكثر قَلب عَشِقَ أصغرَ تفاصيلَهُ.

أنقبَض قَلب ماري بِرعُب و بِدون وعي تَمسكت بِملابس مارك بِخشونة و عيناها تُذرف الملايين من قطرات النَدىٰ.

أبعَد مارك يداها بأبتسامة حَزينة تحت بُكائِها الصَامِت.

« لا تَقلقي يا حُبي الأول ، لَم يُكتب لي أن أموت الأن »

همس بأرتجاف و قد كان بالكاد يُخرج كلماتهِ بسبب شهقاتهِ المَكتومة ، و بلمح البَصر قد غاب عن أنظارِها.

دخلت ماري لِمنزلها و جَثت علىٰ رُكبتِها تَصرُخ بآلم مُعتصره قلبِها بِكفها ، كُل هذا كثير كي تتحملَهُ.

كُل هذا شاق لكي تَحياه ، تِلك ليست الحياة التي تُريدها.

كُل هذا ليس عادِلًا في حَق حُبهما العَظيم.

Faded In My Last Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن