ch 3

153 7 3
                                    

اجدني قد اقدمت على حركات كثيرة ، منذ الصباح ، بل طوال سنتين . لقد فعلت فقط ما استطيعه. على انني ما نمت ثلاثا متواصلات لأحصل على هذه التذكرة ،ثمرة دراستي على مدى ثلاث ليال متصلات،و ليس معنى هذا انني انام، اسبوع ... ثلاثة .. . حينما ابحث في حياتي أجدها بلا معنى ، ليس لدي ما اندم عليه ، حتى انها _سهرتي الطويلة_ قد افادتني اكثر من السنتين ،  حتى انهما تهونان. أشعر بحيطان تطبق علي، قلبي يؤلم و كأنه سيتورم . أرتدي السواد ، بما في ذلك ياقة قميص سوداء  . كم هو مزعج حقيقة انه على طرفها بعض الأشياء البيضاء لن ينجح الماء في حذفها مع انني لم اجرب . تماما مثل بقعة زيتية في لوحة قيمة، لن تجازف بمسح البقعة قد تفقد اللوحة كلها . نمت على سريري ، ايسع رأسي سريران او ثلاثة ، انه مثقل بالمسائل  و يضع الاستفهامات ، و عندما لا يصوغها يضع علامات تعجب لا تنتهي. استنشقت عطرا مخمليا خانقا من اثر محارم الورق السارحة في كل ملابسيً .كمرض عضال بما في ذلك سروال الجينز المحبب الي، اتحسس غلاف الورق البارد على فخذي ، بين يدي كتاب ، اخذت قلما و داعبته ، سطرت على حالة الظهر الغريبة التي عانى منها بطل رواية "الغريب" فقد قال البير كامو جملة حقيقية عن الانزعاج من المتوراين خلف ظهورنا و نحن نجلس على المقعد ،و توقعت انها ستحدث لي بدون شك في الباص ، في مقعده البارد ، الى هنا توقفت عن القراءة ، اغلقت الكتاب ، كانت الرياح تصفر في النافذتين في غرفتي كنت الليلة اشعلت مصباحا مكتبيا للقراءة و خضت في هذه الرواية الجديدة حتى نسيت ما انا مقدم عليه . انني احب اللون الاسود كثيرا ،مر الامس مرور الكرام ، مع انني خرجت بملابس نظيفة على الاقل . ثمرة لمجهودي في نهاية النهار ،امس غسلت أكثر الملابس التي احتاجها و ربما لم ازل محرم ورق كان في احد الجيوب ، حدث عندما وضعت الغسيل في الالة المخصصة لذلك ان تناثر على كل جزء من عبائاتي السوداء ، كانت في الضاحية ملابس انثوية و ملابس لغيري في المكان المخصص لذلك ، شعرت بالانانية من انني انظف لنفسي ، انما ليس هناك من سيفعلها لاجلي ،و ليفعلها لاجلهم أحد ، جائتني خاطرة، اخذت سراويلي الداخلية باللونين الازرق و الاسود ، لانها تجف بسرعة لذا لو حدث ان مكثث في فندق او قرر وسافرت حول العالم فانها ستجف بسرعة ، فقط بعض الماء و الصابون او البودرة او حتى الشامبو الذي يرفقونه لك مع الفندق ... ، بعض الوقت في حمام الفندق و.... فرجت! إن كنت استخدمت الة الغسيل فلانني في عجلة من امري و لأن هذا متيسر الان. في حال لم تكن ،  ينسى الناس كيف ينظفون لكن ليس انا .اما قميصي الداخلي فقد كان كأي قميص قطني ، كان أبيض ...وددت لو اكمل القراءة ، شعرت برغبة في النوم ، اشعلت موسيقى بتهوفن ، تلك المعزوفة التي تشعرك بأنها مسموعة و قديمة ، ليس لكل من يفضلها اذن موسيقية .اغلقتها في الحين ، لماذا ؟كادت تخنقني ، لقد حان الوقت  .قبل ارتداء الجوارب لففت واقيات اليد الحمراء على قدمي اليسرى ، دون ان اجعل ذلك يضغط على مشط قدمي . و كنت آخذ وقتي في لفها ، .. بدا لي ان الدم لن يصلها لو استمررت بالضغط و انا اتخيل الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر التي تنتظرني   . خانتني الكلمات اذ لم استطع ان اتخيلها _ اقصد الرحلة_ اكثر مما بدا انني سادخل فيها فعليا و هذا رفع مخزون توتري، ارتعدت كفي و سال منها عرق حار حينها نزل شيء ما على رقبتي و تحسست انه كاد يدقها ، اختفى عندما نظرت الى نفسي في المرآة ، فقعدت اتفقد هذا الشريط و انا اتحقق فوائده الجمة و عازم ان اخنق قدمي به ، و ان بترتها. لانني لا اثق في الاحذية فغالبا تكون مربوطة مسبقا فاكتفي بارتدائها و نفض التراب عنها ، لم اكن احكمها جيدا و لم تشكل حالة احراج لي ، اذ انه دائما و أبدا لدي واقيات القدم للسير في هذا العالم ، و كنت اتمنى تنظيفها لكن لم يكن لدي وقت يوما لهذا كانت تبدو الاحذية بالغة القذارة و كأنها محكوكة و اكل عليها الدهر مع انه لم يمض حول عليها و كنت استخدمها للخارج فقط ، و لم امارس بها نشاطا رياضيا يوما. كان لدي الكثير من الجوارب في درج بلاكارد خشبية بغرفتي، كانت كثيرة و باختلافها تجدها مثقوبة في الاصبع الكبيرة او فيها ارتخاء هنا او هناك من اثر اضافري التي لست معتادا على تقليمها باستمرار ، حتى ان ذلك كان يسبب لي احيانا الما عويصا في ملاعب الثانوية فينغرز احد أظافري في اصبع و ينزف .. و يدمي الاصبع و يستمر اللعب كما يسبب لي ملاحظة من المدرس عليه اللعنة من انخفاض فعالياتي ، مع هذا، اعترف ان لدي قدرة على التحمل. احب الاسود فان له هيبة من نوع ما ، اعلم انني اطنبت لكنني احبه . كان المطبخ قريبا من غرفتي فمررت به و احسست بالنذالة ، تفقدت السقيفة لما بان لي و كانني قرصان ثقب حائط مطبخ اقتحمه في الرابعة، لكن اليس من الغباء ان لا أفعل ،السقيفة سليمة، في النهاية انه بيتنا، سآخذ شيئا للطريق لا يفسد و سهل الاستعمال، فوقع نظري على السردين المعلب و الارز فاخذت الكثير من الاول و احترت اين اضع كل هذا ! لكنه لم يكن كثيرا انما فطنت الى الحاجة لحقيبة ، هارب و ينسى الحقيبة! شربت قنينة حليب كاملة للفطور و اغلقتها ووضعت الزجاجة في البراد ، وقعت يدي على قهوة كافيه من الحجم الكبير لاضيف لها الحليب فيما بعد_ عندما اكون حرا_ اما الان فلا تطيب لي ، بين هذه القضبان لا تطيب لي ، لم اجد انسب من محفظتي المدرسية فها انا اهزها افرغها و تناثرت الكتب العلمية المملة على الارض ، _شيء لطالما اردت فعله_ استمتعت بالامر ، تلطخ بعنف كتاب التاريخ ، كان كتابا انيقا، كان مزدوجا لدينا نحن العلميين فهو جغرافيا و تاريخ، كانت صورة ماوتسيتونغ تشغل حيزا من الغلاف ، الرجل الذي قاد اعظم امة على وجه الارض يوما هو على ارضية غرفتي و انفه في التراب، بجانب الكتاب تنظم ببطئ اوراق الاجابة لامتحان و كالحض تنقلب على وجه التنقيط، كانت علامتي كاملة و كان الامتحان قبل الاخير في الاسدوس الثاني في الانجليزية ،كما احب القهوة بالحليب، احب ايضا بدايات كتاب الاجتماعيات ، اذ يشغل نصف الكتاب الاول قسم التاريخ و النصف الباقي للجغرافيا، اخذت ايضا فوطى لملأ حيز من الحقيبة ، و نهبت بعض المال من الدرج في مكتب ابي في الطابق السفلي، و استخدمت الحمام. عدت للطابق الثاني و اشعلت الانارة ، القيت نظرة حول غرفتي ، كان السرير وثيرا، دلفت اشعة القمر القليلة من عيب في النافذة ، بدا وجه ماوتسيتونغ متسخا و ليس وحده ، بجانبه تشرشل ايضا يشاركه الارضية وقد بدا وجهه مشوها ،كنت ارى ظلامي في المرآة و انا انحني لامسك طرف الكتاب ، اطلقت صوتا عجيبا ممسكا رأسي ، كان العرق الحار قد اصبح باردا و يصنع كثيرا منه في ابطي و يدي فجعلت امسحهما بشيء ما ، كدت افقد وعيي ، عندما وصلت الخامسة الا عشر دقائق ، سأخرج و انا اضيف" الغريب" الى معونتي من الكتب، العرق على ملائة سريري ستجففه الشمس ، كانت تشير الى الثالثة و النصف صباحا او قبله بقليل ، اخذت ساعة ايضا كان قد اهداها الي احد معارف امي و اشرت باصبعي على الفناء حيث خزانة زجاجية مهولة ، يوجد في الخزانة اواني للطهي و ملاعق فضية و كأس مطلية حصلت عليها في فعالية ثقافية وضعت بلا استحياء للاستعراض .كانت والدتي تنظم كل شيء ، تضع صورتا لي و واحدة لوالدي ، كلاهما متقابلتان ، تفصلهما ساعة حائطية مستطيلة عريضة من ايام الصناعات الجميلة ، كان عمر الساعة الافتراضي نحو العشرين سنة ، كانت على باب من الخزانة ايضا خريطة لجبال الالب و يومية صغيرة مفيدة تستطيع كتابة ملاحضات عليها ،فكرت في اخذ جهاز للطهو فافقدتني صورة والدي اي رغبة في اخذ ولو شيء، ولو حتى بطاقة ائتمانه. استخدت الحمام مرة آخرة و ليس أخيرة ،تفقدت المال المعتبر الذي بحوزتي, نصبت شعري و مسحت ذقني بعد حلاقة ، ان هذه الحياة مجرد لعبة 'اتذكر' ،اغلقت الباب بهدوء و هكذا اصبحت هاربا من البيت.

الروليت الروسي : روايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن