حوليات

140 6 10
                                    

استيقضت و أنا أصيح (الاسم محذوف) ، لم يكن للامر علاقة بحلم او رؤيا ، اعلم انني قلتها برغبتي، لماذا: حتى لا أنساها. ، او لانني نسيتها.. كل ما هنالك أنني شعرت بأنني ضائع في هذه الحياة . الامر مثل ان تصيح "عاشت الملكة ايليزابث " و تتلوى مستنشقا أحدث غاز سام ، او يصوبوا عليك بقذيفة من الثراث ( قذيفة هاون ) ، بالفعل لقد عاشت الملكة اليزابث ، الملكة اليزابث حية ترزق و أنت ستموت برعاية من نفحة السارين ، أو ستتدلى أحشائك بعد الطلقة ، او هما معا. ستحلق طائرة رافال لتغير على رأسك ، و لتلتقط لك طائرة استطلاع صورة مباركة في كل الأحوال

(ربما من نوع MQ1) ... ربما من قبيل ذلك ستطرح سؤالا (و اقول ربما فقط) : لماذا لا أشاهد التلفاز؟ لا أظنك لاحظت لكن لدي في رأسي تلفاز يكفيني ، يعرض كما هائلا من الاخبار ، من الصور ، من الاسئلة و التقارير الطاجزة ... تماما مثل القطار ، فتحت عيني، أظنني في فندق، على السرير ، لا اقوى على الحراك ،فتشت الحقيبة بخيالي ، انها بخير ، و عندما اتذكر رقم الغرفة و انها في الطابق الثالث ،الغرفة ٢١ تبدأ الافكار بالطفو في بحري، تطفو في قنينة الماء القريبة مني ، تطفو قرب جزاجة الويسكي التي اشتريتها -للتمويه- ، ليس كل ما يطفو في البحر دولفينا ، ربما الكثير من الجتث . كانت الغرفة صغيرة عمدها الزمن ، سرير لشخصين ، دولاب به قهوى حباتها صغيرة سداسية و زواياها القائمة.. شكل قبيح ، ربما لهذا جلبت قهوتي معي ، لست من الثقة بان اضعها على واحدة رصصتها خدمة الفندق بفوضوية . ألحظ علبة سجائر و ولاعة نصف ممتلئة و فتاحة علب وأثق انهما لنزيل غابر ، و مع هذا كان هناك نظام عام ... اعني انك لن تجد قنبلة مثلا اسفل السرير .

الارضية خشبية مضغوطة ، و خشبية قديمة ، و خشبية لن ترغب بالمشي عليها حافيا، بالنسبة لي ظننت الارضيات دوما حديثة و تبنى من الاسفلت ، ضع بعد خشبية أي شيء فهذه اول مرة ارى ارضية خشبية . . متى اتحرك لرؤية حقيبتي ، أتراني سأغط في النوم مجددا .

لازلت تتصفحها بخيالك ثم غططت عميقا لنصف يوم ، صوت الرعد و البرق أيقضك بعدها ، و تفحصتها بخيالك مجددا ، لا تستطيع النهوض...لكن الحقيبة! ،تريد ان تصرخ . تشعر بتقلص في بطنك و صوت ان كان له الحق في لون فلونه بني قاتم. كان العشاء لذيذا و الفرخ دسما.انه العشاء الذي تناولته في داركم ! كم مضى على ذلك فقط ... أنت حقا فد تأكل أي شيء .

كم مرة اسمع طرطقة النازلين ، لا احد يصعد لغرفته الكئيبة و يرضى باصدار صوت. تراقب طولا وعرضا ، ستملأ حيزا بصمت ، لا رائحة لك هنا و لا معارف لم يكونوا يوما و لم تحتج لهم منذ البداية .

يغمرني الفضول لمعرفة اين جلبتك قدماي .. مع هذا فالتسرع قد يقضي علينا معا. فلتتذكر ،صوت القطار المرن كالحنش ، مطالعتك كتاب التاريخ و الوجبة الخفيفة ، ثم رحلة في الطاكسي الزمت بها نفسك ليس للسياحة او للابتعاد ، لقد اخذت طاكسي آخر رجوعا الى سنشنكن . أي حركة رعناء! كادت التذكرة لتفوتك. اتظن نفسك في الالب. معك حق ، اي برنامج جديد يجب ان يضمن السلامة، نسيت كل ما يتعلق بالطريق ، بعض التواريخ في قطار سنشنكن ،و مهما شغلت عقلي اتذكر تلك التواريخ و المعاهدات و الحروب فقط ثمرة قرائتي للكتاب ، (استطيع لعب من سيربح المليون بثقة ).انني لم اكن ادرس هذا الكتاب مرتاحا و لا اظنني درسته يوما ،لا اظنني من عرق يحب المدرسة ، بل فقط الان ندمت عليه ،ان تمضي عاما لاجل لا شيء ، لاجل ان يشرحوا لك هذه الدروس المشروحة اصلا في كتاب . بهذه الطريقة يرتزق مدرس الجغرافيا و التاريخ ،مدرس الاحياء بفعل أيضا و الخ ... لن اتخيل طريقة اكثر فضاعة .لاجل العرق، لاجل الملل، لاجل ان تنظر اليه و ينظر اليك ، و يسجل من غاب و من حضر .. تتبادلا النظرات و يسأل عمن يجلس بجانبك و تفيد حضرته انهم لا يفعلون ، و تشرح لهم (هو) بداية كل عام انك لن تجلس الا وحدك ، و يفهم "سينسي" انك ذلك الذي قبح الله وجهه ، المريض النكد الذي يلتصق بالمكتب ... لست تفتخر.

لاجل الروائح الرخيصة و الروائح الجنسية التي يتعطرن بها و تفوح من غددهن و يقبلن عليها ، خاصة حينما يتكاثرن كما تصنع قنبلة مغناطيسية جديدة . في فصلي الكثير من الفتيات -بهيمات- ، و فصلي كناية عن بناية صغيرة فتح بابها صيفا ، و خيل الي ان هذا هو النظام. حينما تمطر او يلفح البرد تترددن (هن) عليها شتاء بين الفتح للتهوية و الاغلاق احتماء من المطر ، لم يكن المطر يوما علامة للحظ ، كنت اتابع مؤخراتهن وهن يقمن بهذه العملية بآلية و حقا لا اتابع الا هذا العضو منهن . إنه العرض، لاجل قتل الوقت ، لاجل العلاقات. دون ذكر المسلسل، ستنجذب بهيمة ما تجدك -انت الوحيد الذي فيك شيء ما-، :شيء مختلف... تقول وهي تقيس صدرها, و تكون بقدر من الغباء ، و انت تسمع من مكانك و تعلم مع من جلست ، و ستسمع السيناريو الآخر قريبا "لا أحب أخلاقه يا هاته" .

آه ، و البرد القارس في شتنبر و الجو القاهر لبداية السنة . لاجل التعارف ، لاجل ان تسمع ما يأكل صديقك و ما لا يأكل ،و كأن هذا يهمك . لاجل ان تسمع رنة مريضة من هاتف ، مشاحنة مصادرة الهاتف المعروفة، سكوتك يا سينسي حينما يتعلق الامر بفلان ابن فلان ، او فلان المخيف. تجلس على الكرسي ، تذوب في الكرسي . يجب الكتابة كآلة طباعة ، طلاسم لم تردها وزارة التعليم يوما ، ارفع يدك لتتحدث. وا اسفاه على الخيال الذي ينبعث من النافذة و يمشي فارغا ، كما يتسرب النفط من الحقل ليملأ البراميل ، الحنين ان تعيش خلفها ، عند مكتب، في ملعب السلة ، في اي مكان ،و لو في موقف سيارات المدرسين اللذين تكرههم بلا استثناء ، صلاتك ان تكون نظرية انتقال الارواح صحيحة هناك ، ليتك تكون روحا و تنتقل . ثم انك كل يوم - انت تراه الآن - تعود و تكره نفسك و انك جلست في المقعد ،و ارتعدت في دورة المياه ،بل كدت تتهدم ، زلزال كبير سيضربك ، ماذا عن البراكين ، ماذا عن العفن ، سترقص دون ارضية ، انت تموت ،و سمعت ما لا يسر ، و ان يوما آخر قد ذهب . أنسيت التأخر و سماع الكلمات ؟ لم الاسراع؟ ألتختلط مع قوم تعجب لهم و يعجبون لك ، لكنك على عكسهم تخفي عجبك ، تضغط شفاهك ، عاطل على مائدة ، مع العائلة، طلباتهم من الكافيار و البودكا على حسابك ، لقد صدقوا..من جهتهم صدقوا الامر .

اخفي ما تخفيه لان ما خفي اعظم. أتعلم من انت ، انت هو الذي لا يرونه لا ما يرون، عيناك اللتان ستقتلعا من الارهاق و اعضاء جسمك التي لن تعرف اماكنها او انها حية ترزق، و مهما عملت لن تذيقهم بودكا . اعضائك و التي لن تنشط الا هناك ، اعضائك الضامرة تلك التي لن تراها بالف صورة سينية و لو امضيت يوما سعيدا في جهاز راديو عاريا . و لن تحتاج لها بعدها .

قصتي معقدة و عصية لذا سأقرأ لكم العنوان فقط، لقد امضيت عاما دراسيا و بسبب ما فقدت شيئا ما ، ليتني تذكرته ، انها المؤامرة. بعد رؤية معرض المأكولات أصبح لدي هاجس بتجربة انواع جديدة و كل ما تحتويه مكتبة المدينة الغنية . صرت احلق باتجاه الدرج عندما تحين العاشرة صباحا او الرابعة مساء عندما يختفي الناس او عندما يكثرون ، بحيث لا ينفرد بي أحد.

الروليت الروسي : روايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن