"ما هو إسمك"

117 7 0
                                    

جميعنا نملك تلك الأحلام التي لا يمكن أن تصبح حقيقة ورغم ذلك نبقى متعلقين بأمل بسيط أن من الممكن أن يتحقق ذلك الحلم يوماً ما. الأحلام ليست فقط الأشياء التي تراها وأنتم نائم، فأنت يمكنك أيضا أن تحلم وأنت مستيقظ. الأحلام التي نراها أثناء نومنا تختلف عن الأحلام التي أتحدث عنها الأن. لكل شخص حلمه الخاص،
في بعض الأحيان نظن أن حلمنا شيئ يصعب تحقيقه ولكن ليست كل الأحلام تبقى احلاماً. هناك شيئ يدعى معجزة في هذا الكون. هناك أحلام إن تمسكنا بها قد تؤذينا وهناك احلام أخرى تعطي لحياتنا نوع من السعادة و الأمل.
أنا ك أي شخص في هذه الحياة لدي أحلامي و تخيلاتي الخاصة... هذه التخيلات التي تعطي لحياتي معنى وتشعرني للحظات بسعادة هائلة. لكن في بعض الأحيان تكون هذه الأحلام مؤذية لي ، تكون مؤذية حين استوعب ان هذه اللحظات لن تدوم للأبد و سوف تتبخر كما تبخرت جميع اللحظات الماضية في حياتي.
لقد شاهدت العديد من المسلسلات الكورية و الصينية و في كل مرة أشاهد بها مسلسل انغمس في قصته و أنسى واقعي. لكل مسلسل قصته و روايته الخاصة. رغم تشابه بعض الأحداث، إلا أن لكل مسلسل شعور مختلف. دائما ما تمنيت أن أكون أحد بطلات هذه المسلسلات التي شاهدتها. تمنيت أن يحصل في حياتي كما يحصل مع بطلات هذه المسلسلات، حين تكون محبطة تجد شخص يساندها. حسنا اعترف ان أولئك البطلات يكونون وحيدين في البداية ولكن مع مرور الأحداث يتغير كل شيئ في حياتهم و تصبح افضل. لكن ماذا عن حياتي؟ لا أشعر أنني اتحرك من مكاني.
هناك قول مقتبس من أحد المسلسلات التي شاهدتها يعبر عن حالتي تماماً.
وهذا القول هو: " أشعر أن الجميع يتقدم للأمام إلا أنا مازلت اقف في مكاني" هذا تماما ما أشعر به، الوحدة الضياع فقدان الأمل و الشغف في الحياة. أريد أن أوضح شيئ انا مازلت في العشرينات من عمري ... ألا يبدو هذا سخيفاً؟ لقد مللت من الحياة وانا لم اعش على هذا الكوكب سوى عشرون سنة فقط.
لا انكر وجود بعض اللحظات المميزة في حياتي ك مثال حين تعرفت على فرقتي الغنائية المفضلة و..... ههه أعتقد هذه اللحظة الوحيدة المميزة في حياتي.
اعيش حياتي بشكل ممل جداً ليس لدي أي شئ مميز يجعلني احب أن أعيش. رغم ذلك لا يمكنني سوى أن أعيش.
انا الان مستلقية على سريري أُقلب بهاتفي و اتفقد إن كان لدي أي رسائل جديدة ولكن كما هو متوقع لا يوجد شيئ . بدئت أُقلب بالفيديوهات الموجودة على هاتفي
هناك فيديو خاص ب هيونسوك ( أحد المغنيين المشهورين في كورية الحنوبية) لا أستطيع تخطيه
إنه أحد الفيديوهات المفضلة لدي. أشعر بالضجر ، لقد بدئت عطلتي ولكن ليس لدي شيئ أفعله سوا البقاء في المنزل. في الحقيقة احب ذلك ولكن اريد ان اجد شيئ أفعله غير مشاهدت مسلسلات و فيديوهات. في بعض الأوقات أجبر على الخروج من المنزل لشراء الملابس او أشياء احتاجها
وهذا ماحدث للأسف إتضررت أن اخرج من المنزل لشراء ملابس و مستلزمات للمدرسة. أريد أيضا أن أوضح شيئ عن شخصيتي.. انا شخص يحب الموسيقى و يستمع للموسيقى كل يوم، الموسيقى شئ مهم في حياتي.
خرجت من المنزل و توجهت إلى موقف الحافلات . بعد مرور خمس دقائق وصل الباص في الموعد. لحسن الحظ كان هناك مقعد فارغ فتوجهت نحو ذلك المقعد و جلست. بعد ثلاث دقائق وصل الباص إلى الموقف الثاني ولكن لم يكن هناك أي شخص ينتظر في المحطة.
غادر الباص المحطة متجه نحوه المحطة التالية. كنت جالسة في مقعدي استمع إلى الموسيقى. وصل الباص إلى المحطة التالية.. كان يقف أمام المحطة شخص يرتدي سترة سوداء و قبعة و قناع على وجهه و يحمل حقيبة ظهر سوداء. حسناً كما ذكرت في البداية انا أشاهد العديد من المسلسلات الكورية و الصينية لذلك حين رئيت ذلك الشخص تذكرت أحد أبطال المسلسلات التي شاهدتها من قبل، ملابسه تشبه إلى حد كبير ملابس الأيدول. تقدم ذلك الرجل وجلس بجانبي. لم أكن أريد ان ألفت النظر لذلك كنت أحاول أن لا انظر اليه كثيراً رغم انه فتى وسيم ولكن لا أريده أن يلاحظني. لفت نظري الحقيبة التي يحملها، كان بداخلها قطة صغيرة بيضاء اللون و بصفتي شخص يحب القطط لم أستطع ان لا انظر إلى القطة و ابتسم لها. قام الفتى بفتح سحاب حقيبته وبدء يداعب القطة
كانت تتفاعل معه بشكل لطيف. كما ذكرت من قبل أنني احب القطط كثيراً ولكن بسبب ان لدي حساسية لا أستطيع أن أقوم بتربية قطة، وبسبب وبر قطة الشاب الذي جالس بجانبي بدئت اعطس و أشعر بالحكة. لاحظ ذلك الفتى أنني بدئت اعطس ف قام بسؤالي إن كان لدي حساسية من القطط في الحقيقة كنت أشعر بلإحراج لذلك أخبرته أنني لا أعاني من أي حساسية. قام الفتى ب هز رأسه ثم قام بإدخال القطة إلى حقيبته من جديد. هل لاحظ أنني اكذب. حتى بعد أن أعاد القطة إلى الحقيبة لم أستطيع أن اتوقف عن العطس. نظر الشاب نحوي وقال: أنا أعتذر لم أكن اراعي انه من الممكن أن يكون لديكي حساسية انا حقاً اسف. أخبرته أن ليس عليه أن يعتذر وإنني سوف اتحسن بعد تناول دواء. طلب مني أن ارافقه إلى أحد المراكز الطبية ولكن رفضت، لم يكن يحتاج الأمر إلى مركز طبي حتى تلك اللحظة التي بدئت أشعر بها أن عيناي بدئت تنتفخ، ظننت أنني اتوهم لذلك فتحت كمرة هاتفي لاتفقد وجهي وتفاجأت بشكل وجهي. كانت عيناي منتفخة و انفي أصبح احمر اللون. لاحظ ذلك الفتى أنني لا أشعر بالراحة لذلك استدار نحوي وكان يريد أن يسألني أن كنت احتاج شيئ ولكن سرعان ما شاهد وجهي فقد جميع كلماته. كان متجمد لثواني بعد ذلك قال: يجب عليكي أن ترافقيني إلى المشفى لن اقبل اي اعذر. ولحسن الحظ كانت يوجد مشفى قريبة من محطة الباص التالية.
نزلنا من الباص و توجهنا إلى غرفة الطوارئ، أخبرتهم ما حدث وقامو بإعطائي إبرة مضادة للحساسية وأخبروني أنني يجب أن انتظر في المشفى حتى اتحسن. طلبت من ذلك الشخص أن يغادر و أخبرته أنني أصبحت بخير
لكنه رفض وأخبرني انه سوف يبقى حتى اتحسن لانه كان سبب ما حصل لي. بعد مرور عشرة دقائق دخل طبيب إلى غرفتي وبدء يتفحص وجهي وأخبرني أنني يمكنني أن أغادر بعد ربع ساعة ثم نظر الطبيب إلى ذلك الشخص وقال: بعد قليل سوف تبدء مناوبتك عليك أن تسرع و تبدل ملابسك. لحظة... ماهذا؟؟!! هل هذا الشخص يعمل ك طبيب هنا؟؟ نظر الشاب نحوي و قال: اعتذر ولكن يجب علي أن أذهب الان سوف اعطيكي رقم هاتفي ان احتجتي لأي شيئ يمكنك الاتصال بي. قام بلإعتذار وغادر الغرفة بعد أن أعطاني رقم هاتفه و اخذ رقمي. أما أنا ف كنت مازلت أشعر ببعض التعب ولكن رغم ذلك غادرت المشفى. قمت بالإتصال بصديقتي واخبرتها أنني سوف اتأخر لبعض الوقت.
بعد نصف ساعة تقابلت مع صديقتي و أخبرتها كل شيئ حدث. في البداية كانت تشعر بالقلق ولكن بعد أن تأكدت أنني بخير بدئنا نضحك على ماحدث. إنتهى اليوم بسلاسة وعدت إلى المنزل بعد أن أنتهيت من التسوق.
في حلول الساعة السابعة بدء هاتفي يرن، كان الرقم مجهول.. أجبت على المكالمة ليتبين لي أن المتصل كان ذلك الشاب. كان يريد أن يتأكد إن كنت بخير او إن كنت احتاج لشيئ، شكرته على اهتمامه واخبرته أنني أصبحت بخير وبعد محادثة بسيطة أغلقنا المكالمة.
لأكون صريحة مازلت أشعر ببعض التعب ولكن لا أريد أن يلوم نفسه و يشعر بالقلق لذلك لم أخبره الحقيقة.
بعد مرور اسبوع بدء الدوام المدرسي من جديد، اكره المدرسة لا أستطيع أن أنام إلى وقت متأخر ويجب أن استيقظ مبكراً.
في حوالي الساعة السادسة استيقظت على صوت منبه هاتفي. قمت بتنهد و تعب من فراشي. و بحلول الساعة السابعة والنصف خرجت من المنزل متجهة نحو محطة الباص.
بعد خمس دقائق وصل الباص ولكن هذه المرة لم يكن هناك مكان فارغ لذلك اضطررت أن أقف.
بعد لحظات وصل الباص إلى تلك المحطة .. المحطة التي صعد منها ذلك الشاب صاحب القطة البيضاء ... بدئت اراقب جميع الأشخاص الذين يدخلون الباص ولكن لم يكن من ضمنهم. ماذا توقعت، لا يجب أن ابالغ في التفكير به لقد كان شخص قام بمساعدتي لأنني احتاج مساعدة لا يجب علي أن افكر به بعد الأن.
في حلول الساعة الثامنة وصلت إلى مدرستي التي كانت تقع بجانب المشفى التي يعمل بها ذلك الطبيب.. أجل إنها صدفة غريبة. بدئت انظر نحو باب المشفى، كانت نظراتي متشتته تبحث عن شيئ ما ولكنها لم تجده. دخلت إلى باب مدرستي وانا ابتسم على أفكاري و تخيلاتي الغريبة.
إنقضى اليوم الدراسي بسلاسة. كنت خارجة من باب المدرسة متجهة نحو محطة الباص ولسبب ما نظرت إلى باب تلك المشفى الذي كان مصنوع من القزاز الشفاف لم يكن هناك أي شيئ مميز سوى المرضى الذين ينتظرون دورهم والعديد من الأطباء الذين يرتدون لباسهم الأبيض. لن انكر ذلك كنت أتمنى أن أرى شخص ما ولكن لم يحالفني الحظ. وصلت إلى محطة الحافلة وكان يجب علي أن انتظر موعد وصول الباص.
كنت أقف أمام محطة الباص استمع إلى الموسيقى التي أحبها واتخيل بعض الأشياء التي لن تحدث. فجأة شعرت بيد على كتفي، إستدرت لأرى من ذلك الشخص الذي وضع يده على كتفي لأتفاجأ بوجود ذلك الطبيب.
كان ينظر نحوي بابتسامته اللطيفة و عيونه البنية الواسعة. بعد أن نظرت اليه قال: مرحباً هل تتذكريني؟
بادلته الابتسامة وقلت: مرحباً بالطبع أتذكرك.. اه اجل لقد نسيت ان اشكرك على مساعدتك لي من قبل.
قال: لا انا من يجب أن اعتذر لقد كان خطأي منذ البداية ولكن هل أصبحت افضل؟ قمت بهز رأسي وقلت: اجل انا الأن افضل شكرا على سؤالك. فجأة قاطع كلامي وصول الحافلة نظرت نحو ذلك الشاب وقلت لقد وصلت الحافلة اتمنى ان يكون هناك مكان لنجلس به. توجهنا نحو الحافلة ولحسن الحظ كان هناك مقعد فارغ. جلسنا بجانب بعضنا البعض ك أول لقاء لنا.
كان ذلك الشاب يقرء كتاب لذلك لم أكن أريد ان أزعجه لذلك إرتديت سماعات الأذن وبدئت استمع إلى الموسيقى. بعد لحظات لاحظت ان ذلك الشاب كان ينظر إلي. أوقفت الموسيقى وسألته إن كان يحتاج شيئ.

لم تكن ضمن خطتي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن