" إنكار"

31 5 0
                                    

يجب أن لا أقترب منه أكثر لأن مشاعري نحوه سوف تكون من طرفي فقط وأنا من سوف يتأذى في النهاية. قررت أن أبتعد عن هان و أتجاهله تماماً حتى لو كان الأمر صعب في البداية. بعد مدة غادر هان سول الباص عندما وصل إلى محطته، غادر دون أن يقول أي كلمة. أعتقد أنه قد لاحظ أنني أتجاهله، لكن هذا أفضل لا أريد أن أغرق بداخل هذه المشاعر التي ستنتهي بشكل سيئ. بعد مدة وصلت إلى المنزل، قمت ب تبديل ملابسي ومن ثم تناولت وجبة الغداء. كنت بحاجة لشيء يجعلني أتوقف عن القلق و التفكير لذلك قررت مشاهدت مسلسل صيني. إنغمست بأحدث المسلسل و نسيت الوقت. لقد مضى الوقت بسرعة، لقد حان موعد نومي. وضعت هاتفي جانباً و ذهبت للفراش. مضت ساعة ولم أكن قد نمت، الأفكار الموجودة برأسي لا تدعني أنا ولكن بعد عدت محاولات غرقت في نوم عميق بعد يوم متعب و شاق. إستيقظت ك كل يوم على صوت المنبه. نهضة و جهزت نفسي ثم توجهت إلى محطة الباص، لم يتأخر الباص هذه المرة . صعدت إلى الباص لأجد أن جميع الأماكن ممتلئة لذلك إتضررت أن أقف. بعد محطتان وصل الباص إلى محطة هان. كنت أقف أمام باب الباص الخلفي و كنت أستمع إلى الموسيقى بصوت مرتفع، لم انتبه على صعود هان إلى الحافلة لأنني كنت اتفقد رسالة وصلت إلى هاتفي. بعد أن أنهيت قرأة الرسالة أغلقت هاتفي و رفعت رأسي لأتفاجأ بنظرات هان لي. شعرت ب التلبك، لم ألاحظ وجوده حين دخل إلى الحافلة. نظر لي بإبتسامه وبدء يتحدث لكني لم أستطيع أن أسمعه بسبب صوت الموسيقى. أخفضت صوت الموسيقى و طلبت منه أن يعيد ما قاله. لقد كان يقول: " لقد مضى مدى على أخر مرة تحدثنا بها، هل تقومين بتجاهلي؟"
شعرت بلإحراج من سؤاله ولكن بالطبع أنكرت الأمر وقلت:" ماذا تقصد ب تجاهل، بالطبع هذا غير صحيح" ثم نظر إلي بنظرات تبين أنه لم يصدق ما قلته ثم قال: لا أعرف لماذا ولكن أشعر أن هناك شيئ خاطيء حدث تخفيه عني" أجبته:" لا لا يوجد أي شيء لماذا تظن أن هناك شيء خاطيء"
ابتسم لي وقال" الموسيقى... صوت الموسيقى مرتفع جداً" بادلته الإبتسامة و قلت:" لا تقلق ليس هناك أي شيئ خاطئ" كانت نظراته تؤكد على أنه لم يصدقني ولكنه إكتفى بالصمت. بعد دقائق وصلنا إلى وجهتنا. نزلت من الحافلة مسرعة متجاهلة هان. توجهت إلى باب مدرستي و دخلت دون أن انظر إلى الخلف. لا أعرف إن كان ما أفعله صحيح ولكن انا حقاً بدئت أعجب به ولا أريد أن يزداد الأمر تعقيداً لذلك من الافضل ان اتجاهله.
وصلت إلى المنزل و فعلت كما أفعل في كل مرة، بدلت ملابسي تناولت الطعام وبدأت أدرس.
بعد ساعتان قررت أن اتوقف عن الدراسة، كنت متعبة و شاردة الذهن طوال الوقت لذلك قررت أن أتوقف. بعدها توجهت إلى الطابق السفلي و جلست مع عائلتي، شاهدت برفقتهم حلقة من مسلسل كانوا يتابعونه ومن ثم قررت أن أذهب إلى النوم.
قمت بوضع منبه كي أستطيع أن استيقظ في الوقت المناسب ثم قمت ب إطفاء ضوء الغرفة و إستيقظت في فراشي. هذه المرة كان عكس كل يوم، لقد غضيت في النوم بسرعة. لقد حلمت بحلم مزعج وحين استيقظت وجدت أن الساعة كانت الواحدة بعد منتصف الليل. فتحت هاتفي كان لدي رسالة من صديقتي لذلك قمت بفتح تطبيق المحادثة و أجبت على رسالتها. كان لدي فضول أن أرى إن كان هان أونلاين لذلك فتحت محادثته لأتفقد، لكن كما توقعت لم يكن أونلاين. بقيت أتصفح هاتفي لوقت متأخر ولم أشعر أن الساعة أصبحت خمسة صباحاً. كان يجب علي أن استيقظ في الساعة السادسة ولكن لا أعتقد الأن أنني أستطيع أن استيقظ بعد ساعة فقط. قررت أن أخذ إجازة في هذا اليوم و أستريح في المنزل. أرسلت رسالة إلى معلمي أخبره بأنني مريضة و أنني لن أتي إلى المدرسة اليوم.
بعد ذلك وضعت هاتفي جانباً و نمت. إستيقظت في الساعة العاشرة صباحاً، تنهدت و أمسكت هاتفي لاتفقد إن كان لدي أي رسالة من المدرسة، و بالفعل كان هناك رسالة من معلمي يتمنى لي بها الشفاء.
أغلقت الهاتف و نهضة من سريري بعد ذلك قمت ب ترتيبه. فجأة سمعت صوت إشعار من هاتفي معلن وصول رسالة. فتحت الهاتف بسرعة لأنني كان لدي أمل أن يكون ذلك الشخص ولكن كان قد خاب ظني، كانت الرسالة من مدرستي وكانت تضمن موعد أول فحص لي لهذا الفصل. تنهدت و أغلقت الهاتف. لست بمزاج جيد لأدرس لذلك قررت تناول الفطور وبعد ذلك تواصلت مع صديقتي و قررنا أن نلتقي. أنهيت فطوري ثم توجهت إلى غرفتي كي أجهز نفسي لأنني سوف أخرج بعد ساعة. بعد ساعة خرجت من المنزل متجهة إلى محطة الباص وبعد دقيقتان وصل الباص في موعده. كانت الساعة الثانية عشر ضهراً حين خرجت من المنزل. في الساعة الثانية عشر و النصف وصلت إلى وجهتي. خرجت من الحافلة و وجدت أن صديقتي تنتظرني. قمت ب الترحيب بها ثم توجهنا إلى أحد الكافيهات الصغيرة. بصفتي شخص لا يحب القهوة و لا يستطيع شرب النسكافيه طلب كأس من العصير الطازج اما صديقتي طلبت كأس من القهوة الباردة. بينما كنا ننتظر طلبنا وصلت لي رسالة من هان وكان محتواها:" هل أنتي بخير؟ لم أراكي في الصباح و عندما أردت مراسلتك وجدت أنك كنتي مستيقظة حتى الساعة الخامسة صباحاً، هل كل شيئ بخير؟"
لم أعرف ماذا يجب أن أرد على رسالته، و في حين كنت أفكر بماذا يجب أن أجيب وصل طلبنا. وضعت هاتفي جانباً لأن صديقتي غضبت لأنني أستخدم الهاتف، حتى انني لم أجيب على رسالة هان.
مضى الوقت بسرعة وكان قد حان موعد عودتنا إلى المنزل. توجهنا نحو محطة الحافلات. كنا ننتظر موعد وصول الباص وبعد عشرة دقائق وصل باص صديقتي، كان يجب علي أن أنتظر عشر دقائق إضافية. بعد أن غادرت صديقتي فتح هاتفي لاتفقد إن كان لدي أي رسائل من عائلتي ولكن كما توقعت
لا يوجد أي شيئ. وضعت سماعات الأذن بدئت أشاهد بعض فيديوهات ل فرقتي الغنائية المفضلة. مضى الوقت دون أن أشعر، وصلت الحافلة توجهت و جلست بأحد المقاعد ثم أكملت مشاهدت الفيديوهات. بعد نصف ساعة وصلت إلى المنزل
بدلت ملابسي و تناولت طعام ثم جلست برفقة عائلتي لبعض الوقت ومن ثم صعدت إلى غرفتي كي أنام. ولكن في كل مرة قبل أن أنام أجلس في فراشي و أتصفح هاتفي لبعض الوقت. بعد مرور عشرة دقائق قررت أن أنام أما بالنسبة ل رسالة هان فقد قمت ب تجاهلها. إستيقظت على صوت المنبه المزعج، كان مزاجي مازال سيئ ولكن كنت أحاول أن أسيطر على مشاعري وفي كل مرة كنت أفكر بها ب هان كنت أنكر جميع تلك المشاعر. نهضت من سرير ثم قمت ب ترتيبه ومن ثم فعلت كما أفعل كل يوم، إرتديت ملابسي و توجهت إلى محطة الحافلات. أليس روتيني اليومي ممل؟ هذا ما أعتقده أيضاً. وصلت إلى المدرسة وبعد نصف ساعة بدئت الحصة. جلست بجانب أحد صديقاتي. إستمرت الحصة لساعة و نصف. بعد ذلك كان يجب علينا أن نذهب إلى قاعة أخرى. في أثناء سيرنا إلى القاعة قررت أن أذهب إلى المرحاض ف قمت بإعطاء حقيبتي إلى صديقتي وثم توجهت إلى المرحاض. بعد أن إنتهيت توجهت نحو القاعة وعندما دخلت وجدت أن المعلم بالداخل. إستئذنت منه وسمح لي بالدخول. جلست بجانب صديقتي التي أعطيتها حقيبتي قبل قليل ل تفاجئني بأن هاتفي كان يرن. فتحت الهاتف لاتفقد من المتصل، كان هان. فتحت تطبيق المحادثة لأخبره أنني في الفصل ولكن وجدت أنه أرسل لي رسالة يطلب بها مقابلتي. لقد تجمدت بعد أن رأيت طلبه. لماذا يريد مقابلتي؟ وهل يجب أن أقبل؟. في حين كنت أفكر ب رد مناسب بدء هاتفي يرن، لكن هذه المرة لم يكن هان بل كان والدي. إستئذنت من المعلم و خرجت من الفصل ل أجيب على مكالمة والدي.
كان يطلب مني أن أعود إلى المنزل في وقت مبكر لانه سوف يكون هناك اضراب للباصات ويجب أن أعود في الوقت المناسب. ماهذا؟!! لماذا يجب أن يكون الإضراب اليوم؟. في الحقيقة كنت أفكر بمقابلة هان ولكن بعد أن أخبرني والدي أنني يجب أن أعود إلى المنزل لا أعتقد أنه يمكنني مقابلته.
فتحت تطبيق المحادثة لكي أعتذر من هان و أخبره أنني لا أستطيع مقابلته و أنني يجب أن أعود إلى المنزل في الوقت المناسب. قمت بإرسال الرسالة ثم عدت إلى الفصل. كنت أتفقد بين حين و أخر إن كان هان قد رأى رسالتي. مضت الساعة الأولى و الثانية لكن لم يجب و بعد مرور الساعة الثالثة قام بفتح رسالتي، لقد كنت أنتظر رده على رسالة. ولكن ماهذا؟! لقد فتح الرسالة ولكنه لم يجب حتى أنه لم يعد أونلاين الأن. هل تجاهل رسالتي؟ أم أنه غاضب الأن!؟
في الواقع لا يمكنني أن أغضب منه، لقد تجاهلته عدة مرات من قبل. أغلق الهاتف و وضعته في حقيبتي. إنتهى اليوم الدراسة، خرجت من المدرسة متجهة نحو محطة الحافلة ولكن لسبب ما توقفت أمام باب المشفى الذي يعمل بها هان والتي كانت بجانب مدرستي، كنت أتمنى خروج هان من الباب ولكن بماذا أفكر لقد رفضت مقابلته لماذا مازلت أنتظر خروجه. قررت أن أغادر و توجهت نحو محطة الباص. لحسن الحظ لم يكن قد بدء الإضراب و تمكنت بالوصول إلى المنزل في الوقت المناسب. حين وصلت دخلت إلى غرفتي و بدئت أتفقد إن كان لدي رسالة من هان ولكن حتى هذه اللحظة لم يجيب على رسالتي. وضعت هاتفي ب إحباط على الطاولة ومن ثم نزلت إلى الطابق السفلي ل أجلس برفقة عائلتي. غداً تبدء عطلة نهاية الأسبوع لذلك قررت أن لا أفعل أي شيئ اليوم و إكتفيت بالجلوس مع عائلتي. وفي حلول الساعة العاشرة صعدت إلى غرفتي لأنني قررت أن أنام. تفقدت هاتفي للمرة الأخيرة على أمل أن أحصل أي رسالة من هان ولكن لا يوجد أي رد.
تنهدت و وضعت هاتفي بجنبي ثم إستلقيت على السرير. كنت أحاول أن أنام ولكن لم أكن أستطيع.
فتح هاتفي من جديد مقررة أن أرسل رسالة ل هان
لقد تفاجئت أنه كان أونلاين. ترددت ولم أرسل أي رسالة له. أغلقت تطبيق المحادثة و قررت أن أشاهد بعض مقاطع اليوتيوب بعد ذلك نمت دون أن أشعر. مضت عطلة نهاية الأسبوع بسرعة كبيرة. لقد جاء أول يوم من بداية الأسبوع.. أكثر يوم أكرهه. إستيقظت على صوت المنبه المزعج
وفعلت ما أفعله كل مرة، رتبت سرير ثم جهزت نفسي و خرجت من المنزل متجهة نحو محطة الباص. لسوء الحظ لم يكن هناك أي مكان فارغ لذلك إتضررت أن أقف. بعد محطتان وصلت الحافلة إلى محطة هان. لم أكن أتوقع أنني سوف أقابله ولكن للأسف كان ينتظر في المحطة. لم أكن أعتقد من قبل أنني سوف أنزعج إن قابلته، في الماضي كنت أنتظر اللحظة التي نتقابل بها ولكن الأن كل شيئ تغير. حين رئيته يدخل الحافلة قمت ب الالتفاف إلى جهة أخرى، لم أكن أريد أن تتقابل أعيننا، لم أكن أن يكون الوضع أكثر إحراج. بعد عدت محطات أصبح الباص ممتلئ جداً، إستدرت لأرى مكان هان وصدمت أنه كان بجانبي. سرعان ما لاحظت وجوده أدرت رأسي نحو الزجاج.
لماذا يجب أن يكون هو من يقف أمامي.

لم تكن ضمن خطتي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن