بعد لحظات لاحظت ان ذلك الشاب كان ينظر إلي. أوقفت الموسيقى وسألته إن كان يحتاجشيئ نظر الي بتلك العيون اللامعه و قال: أحببت الأغنية التي تسمعيها لديك ذوق جيد في الموسيقى ولكن.... إن صوت الموسيقى مرتفع جداً وهذا ليس جيد لك. إبتسم له و إعتذرت إن كان صوت الموسيقى أزعجه ثم قال: لا لم يزعجني ولكن انا طبيب لذلك عندما سمعتك تستمعين إلى الموسيقى بصوت مرتفع أردت أن أحذرك. ابتسمت له وشكرته على نصيحته ثم قمت بخفض صوت الموسيقى.
بعد دقائق وصل ذلك الشاب إلى محطته ولكن قبل أن يغادر قال: هل لي أن أسألك عن إسمك؟ قلت: بالطبع يمكنك ، اسمي هو شياو ولكن ما هو اسمك؟ ابتسم لي وقال سوف أخبرك حين نلتقي المرة القادمة.
بعد أن أنها جملته غادر الحافلة. بدئت أبتسم بشكل غبي ولكن سرعان ما تداركت نفسي و توقفت عن الإبتسامة.
لقد مضى يومي بسلاسة ، لا انكر أنني كنت افكر بذلك الشاب معظم الوقت.
في صباح اليوم التالي استيقظت و جهزت نفسي ثم توجهت نحو محطة الباص. كنت أمل أن ألتقي بذلك الشخص ولكن ل سوء حظي مضى اليوم ولم ألتقي به.
لقد مضى اليوم الأول و الثاني و الأسبوع الأول ولكن حتى الأن لم أقابله من جديد.
كنت أعاني من مزاج سيئ جداً ولم استطع أن اسيطر على أفكاري و مشاعري. بعد إنتهاء عطلة نهاية الأسبوع جاء اول يوم دوام، لم يكن مزاجي قد تحسن ولكن كنت مجبرة على الذهاب إلى المدرسة. أريد أن أعطيكم معلومة مهمة عن شخصيتي، عندما أكون أشعر بالحزن أستمع إلى الموسيقى دائماً ، الموسيقى شيئ مهم جداً في حياتي وكما قلت من قبل كان لدي مزاج سيئ جداً لذلك بقيت استمع إلى الموسيقى طوال الدوام المدرسي.
إنتهى اليوم الأول، كان مزاجي مازال سيئ.
غادرت باب المدرسة متجهة نحو محطة الباص. كنت شاردة الذهن، كنت اسير ببطئ و استمع إلى الموسيقى.
عندما وصلت إلى محطة الحافلات كان قد تبقى ربع ساعة على وصول حافلتي. تنهدت وجلست انتظر قدوم الحافلة. كنت افكر بالعديد من الأشياء وكان ذلك الشاب أحد تلك الأشياء، لا أعرف لماذا لم أعد أراه منذ ذلك اليوم. فجأة شعرت بيد على كتفي، بدئت دقات قلبي تتسارع، نظرت نحو الشخص على أمل أن يكون ذلك الشاب ولكن... كانت إمرأة عجوز تطلب مني أن تجلس في مكاني لأنها متبعة. إبتسمت لها و جعلتها تجلس في مكاني أما أنا فكنت أقف أمام محطة الحافلات.
فجأة شعرت بيد على كتفي نظرت نحو اليد ثم نظرت بإتجاه الشخص الذي يضع يده على كتفي، لقد كان هو... ذلك الشاب ... كان ينظر نحوي بتلك العيون الواسعة و إبتسامته اللطيفة. قمت بخفض صوت الموسيقى و إستدرت نحوه و بادلته الإبتسامة. قام بالترحيب بي ثم قال بإبتسامه : أعتقد انك لم تستمعين إلى نصيحتي.
نظرت نحوه بتعجب وقلت: نصيحة؟ ماذا تقصد!؟
ثم قال: لقد اخبرتك من قبل أن الصوت المرتفع ليس جيد لك ويجب أن لا تستمعي إلى الموسيقى بصوت مرتفع ولكن ها أنتي الأن تستمعين إلى الموسيقى بصوت مرتفع جداً، حتى انني أستطيع أن اسمع الكلمات من هنا. إبتسم و أوقفت صوت الموسيقى ثم قلت: ههه هذا صحيح ولكن لقد مررت بيوم سيئ و عندما يكون مزاجي سيئ فأنا استمع إلى الموسيقى دائماً بصوت مرتفع لأنني أشعر أن ألحان الأغنية التي أسمعها تكون ك علاج لجميع مشاعري المتخربطة.
فجأة إختفت الإبتسامة من على وجهه ، نظر نحوي بتعجب وقال: يوم سيئ! ماذا حصل أخبريني؟
بالطبع لن أخبره بالسبب لأنني سوف أبدو كشخص غبي أمامه... كيف لي أن أخبره أنه هو السبب، لذلك ابتسمت وقلت: إنه بسبب المدرسة و الإمتحانات وأنني أعاني من بعض الضغط لذلك لدي مزاج سيئ. إبتسم من جديد وقال: أتفهم مشاعرك، لقد مررت بهذه الأشياء من قبل ولكن لا تقلقي سوف يتحسن كل شيئ و سوف تنجحين بالتأكيد. ثم نظر لي من جديد بتلك العيون الواسعة وقال أنا أؤمن بك.
شعرت بنبضات قلبي تتسارع، لم أكن أريد ان أبدو غبية أردت أن اقول شيئ او أشكره ولكن فجأة فقدت جميع كلماتي و اكتفيت بلإبتسامة له وسرعات ما توقفت عن النظر إليه بسبب أنني كنت أشعر بالحرج.
بعد لحظات وصلت الحافلة ولكن هذه المرة لم يكن هناك أي مكان فارغ لذلك اضطررنا أن نقف.
كان الطريق طويل جداً ولكن في هذه المرة شعرت وكان الوقت قد مضى بشكل سريع جداً. لقد وصلنا إلى حافلة ذلك الشخص، لكن قبل أن يغادر الحافلة نظر نحوي ثم ابتسم وقال: هان سول، اسمي هو "هان سول". ثم غادر الحافلة. ابتسمت بينما كنت اراقبه من الخلف وهو يخرج من الباص. بعد عشر دقائق وصلت إلى منزلي. دخلت إلى غرفتي و استلقيت على سريري لبعض الوقت لأنني كنت متعبة. بعد ذلك نهضت و قمت بتبديل ملابسي و ثم جلست اتناول طعام. لقد كنت ابتسم طوال الوقت وأعتقد أن سبب إبتسامتي لا يحتاج إلى أي تفسير. لم أكن املك اي مشاعر لذلك الشخص، او يمكنني القول لم أكن املك مشاعر تجاه هان سول ولكن كنت أشعر انه شخص جيد و أشعر بالراحة حين أتحدث إليه. في حلول الساعة العاشرة مساءً كنت قد أنهيت واجباتي المدرسية وقررت أن أذهب إلى سريري، كنت سوف أتصف هاتفي لبعض الوقت ثم أنام. بعد ربع ساعة وصلتي رسالة من صديقتي التي لم أقابلها من مدة طويلة، كان تسألني عن أحوالي وعن المدرسة. تبادلنا الحديث حتى أصبحت الساعة الحاديه عشر، أخبرتها أنني يجب أن أذهب للنوم لأن علي أن استيقظ باكراً. أنهينا حديثنا ثم وضعت الهاتف تحت وسادتي و أغلقت عيناي وفجأة سمعت صوت هاتفي يعلن عن وصول رسالة لي، في البداية ظننت انها صديقتي ولكن حين فتحت الهاتف لأرى ماذا تريد تبين لي أن الشخص الذي ارسل الرسالة لم تكن صديقتي... بل كان هيون سول. لقد كان الوقت متأخر... هل يجب علي أن أجيب على رسالته؟ كان يسأل إن كنت مازلت مستيقظة، لكن ماذا لو أنه رأى أنني كنت اونلاين قبل لحظات سوف يكون الوضع محرج إن لم أرد عليه. بعد جدال بيني و بين نفسي قررت أن أجيب على رسالته. أجبت " مرحباً ، أجل مازلت مستيقظة ولكنني سوف أنام الأن، ماذا عنك؟"
وبعد ثواني وصلني الرد. قال" أجل لقد لاحظت انك كنتي اونلاين قبل لحظات لذلك قمت بمراسلتك، أسف إن كنت قد أزعجتك." ثم أجبته:" لا لم تزعجني، كنت أتحدث مع أحد أصدقائي لذلك كنت أونلاين قبل قليل، ولكن ماذا عنك؟ لماذا مازلت مستيقظ؟. أجاب على رسالتي قائلاً:" لا أعرف ولكن بسبب التفكير لم استطيع ان أنام وحين رئيتك اونلاين فكرة انك لا تستطيعين النوم ايضاً ف قررت أن أراسلك." بدئت أبتسم لا شعورياً.
أجبت على رسالته قائلا:" هل لي أن أسألك بماذا تفكر؟" ثم أجاب:" بالطبع يمكنك، في الحقيقة لدي العديد الأفكار في رأسي لذلك ليس هناك شيئ محدد أخبرك به." شعرت أنه لا يريد أن يتحدث عم التفاصيل لذلك لم اسأله أكثر من ذلك. بعد ثواني أرسل رسالة جديدة حيث كتب بها:" أعتقد انك متعبة ويجب أن تنامي، اسف لأنني قاطعت نومك إذهبي و إستريحي أعتقد أن لديك دوام غداً.
في الحقيقة لم أكن أريد ان أنام ، كنت أريد أن استمر بمحادثته لذلك أخبرته أن ليس هناك مشكلة وأنني يمكنني أن أبقى لوقت أطول ولكنه رفض وطلب مني أن أستريح لكي أستيقظ غداً بنشاط.
بعد ذلك إنتهت محادثتنا. حاولت أن أنام ولكن لم أعد أستطيع بسبب التفكير، وبعد عدة محاولات غفوت. إستيقظت في الصباح على صوت رنين المنبه.. مازلت أشعر بالنعاس ولكن يجب أن انهض و اجهز نفسي كي لا اتأخر على المدرسة. في حلول الساعة السابعة و النصف توجهت نحو محطة الباص، إنتظرت حتى جاء الباص و لحسن حظي كان هناك مكان فارغ لي، جلست ووضعت حقيبتي على الكرسي الموجود بجانبي متأملة على أن يأتي هان سول ويجد مكان يجلس عليه. وبالفعل حين وصلنا إلى المحطة التي يصعد منها هان سول كان يقف أمام المحطة ينتظر الحافلة. لكن لحظة... لم يكن وحده، كان برفقته فتاة. حين صعد هان سول إلى الباص نظر نحوي و إبتسم ولكنه لم يجلس بجانبي بل قام بالوقوف بجانب تلك الفتاة وأما المقعد الموجود بجانبي جلس عليه فتى أخر.
لا أخفي أنني شعر بلإحباط، من تكون تلك الفتاة التي تجاهل وجودي من أجلها؟!! وبسبب أن مشاعري أصبحت متشابكة وضعت سماعات الأذن وقمت بتشغيل الموسيقى بأعلى صوت و بدئت أستمع إلى الموسيقى محاولة تهدئة نفسي.
أردت أن بسرعة إلى مدرستي و أغادر هذه الحافلة.
وبعد نصف ساعة وصلت إلى المدرسة، خرجت من الحافلة مسرعة لأنني لم أكن أريد أن أتحدث مع هان. توجهت بسرعة إلى داخل المدرسة دون أن انظر إلى الخلف. كان قد تبقى نصف ساعة على بدء حصتي لذلك كنت أجلس على أحد المقاعد أمام باب الفصل أنتظر وصول المعلم. بعد لحظات سمعت هاتفي يرن معلن وصول رسالة.. فتحت الهاتف لأجد أن الرسالة كان من هان سول، كان محتوى الرسالة هو: " هههه لماذا كنتي تستمعين إلى الموسيقى بصوت مرتفع جداً؟ هل حدث شيئ أزعجك؟ لأنني أتذكر أن أخبرتيني من قبل أنك تستمعين إلى الموسيقى بصوت مرتفع حين تكوني محبطة".
لماذا يتصرف وكأنه يهتم بمشاعري!! بعد تفكير قررت أن أتجاهل رسالته. إنتهى وقت الحصة الأخيرة لهذا اليوم، خرجت برفقة صديقاتي إلى خارج المدرسة، بعد ذلك إفترقنا وغادر كل شخص إلى منزله، أنا أنا ف توجهت نحو محطة الحافلة أنتظر قدوم الباص. بعد ربع ساعة وصل الباص. بعد أن دخلت بدئت أتفقد إن كان هناك مقعد فارغ لي و فجأة تصادمت نظراتي مع نظرات هان، كان يجلس على أحد مقاعد الباص و كان يطلب مني أن أجلس بالمقعد الموجود بجانبه، لكني تجاهلت طلبه و جلست بمكان أخر. لأوضح شيئ أنا لست شخص حقود ولكن كان لجميع تصرفاتي سبب، كنت قد بدئت أملك مشاعر ل هان سول و اليوم بعد أن شاهدته مع تلك الفتاة إستيقظت من حلمي، يجب أن لا أقترب منه أكثر لأن مشاعري نحوه سوف تكون من طرفي فقط وأنا من سوف يتأذى في النهاية لذلك قررت أن أبتعد عن هان و أتجاهله.
أنت تقرأ
لم تكن ضمن خطتي.
Romance#خيالي #رومنسي #قصة_مكتملة جميعنا نملك تلك الأحلام التي من المستحيل أن تتحقق لكن رغم ذلك نبقى متعلقين على أمل أن يأتي يوم وتصبح أحلامنا واقع. هناك شيئ في هذه الحياة يدعى القدر .. القدر الذي جمع أبطال روايتنا معاً وجعل حلم "شياو" المستحيل يصبح واقع...