لم أعرف ماذا يجب علي أن أفعل، هل يجب أن أتصل به أم أكتفي بإرسال رسالة!. قاطع تفكيري صوت المعلم يطلب مني أن أترك هاتفي و أنتبه للشرح. وضعت هاتفي جانباً وقررت أنني سوف أتصل به بعد إنتهاء الحصة. بعد لحظات دخل أحد طلاب صفي ثم توجه نحوي وقال: شياو هناك شخص ينتظرك بالخارج يريد أن يتحدث إليكي. ظننت أنها صديقتي من الفصل الأخر، إستئذنت من المعلم لكنه رفض وأخبرني انه تبقى دقيقتان على إنتهاء الحصة. بعد أن إنتهت الحصة جمعت أغراضي وخرجت لأرى من كان ينتظرني. لقد كان... هان. ما الذي جاء به إلى هنا.. توقف في مكاني وبدأنا نتبادل النظرات. قطع هان الصمت وقال: هل سوف تبقين صامته؟ أليس هناك شيئ تريدين قوله؟. في الحقيقة كنت أشعر بلإحراج، لقد كان جميع طلاب فصلي ينظرون إلينا. توجهت نحو أحد صديقاتي وقمت بإخبارها أن تخبر المعلم أنني سوف اتأخر قليلاً على الحصة ثم توجهت نحو وهان و طلبت منه أن نتحدث خارج المدرسة. خرجنا من باب المدرسة و بدئنا نسير بدون أي وجهة محددة. قاطع هان الصمت وقال: ألن تقولي شيئ؟. نظرت إليه وكنت أريد أن أسأله أين كان طوال الأيام الماضية ولكن قبل أن أنطق بأي كلمة لفت نظري وجهه الشاحب، كان وجهه شاحب و شديد الصفار وكانت عيونه منتفخة بعض الشيئ شعرت بالقلق و سألته إن كان بخير وفجأة بدئت عيونه تدمع. طلب أن نذهب لنجلس في مكان هادي وأخبرني أنه سوف يشرح لي كل شيئ.
توجهنا إلى أحد الحدائق القريبة من المدرسة و جلسنا في أحد الأماكن الهادئة. مرت دقيقة كاملة ولم نتحدث بأي كلمة وبعد لحظات بدء هان يبكي. كان يبكي بصمت، كنت فقط أرى دموعه تنهمر على وجهه. لم أعرف ماذا أفعل أو ماذا أقول، أردت أن أبقى صامتة حتى ينتهي من البكاء ويرتاح. أخرجت منديل من حقيبتي واعطيته له. بعد دقائق بدئت أشعر أنه أصبح بوضع أفضل. أخرجت قارورة ماء واعطيتها له. نظر لي بعيونه المتعبة وقال: أنا أسف... أنا أسف إن أخفتك أو إن جعلتك بوضح حرج أمام طلاب فصلك ، لكن لا أعرف كيف وجدت نفسي في مدرستك أنتظرك. ربت على ظهره وقلت: لا تقل ذلك، أنت لم تحرجني أبداً. إبتسم لي إبتسامة لطيفة وسرعان ما إختفت إبتسامته من جديد. بعد ذلك بدء هان يتحدث وقال: والدي كان مريض منذ عدة سنوات، لم يكن الأمر خطير في البداية ولكن كان يجب أن يتعالج و يزور المشفى في نهاية كل شهر. في نهاية الشهر الماضي تبين أن مرضه أصبح أسوء وأنه يجب أن يحصل على عملية جراحية بأسرع وقت ممكن. لكن كان والدي رافض. لقد حاولنا التحدث معه عدة مرات لكنه لم يقبل. في نهاية الأسبوع الماضي وصلني إتصال من والدتي ، كانت تطلب مني أن أعود إلى المنزل بسرعة لان والدي لا يستيقظ. أغلقت المكالمة وتوجهت إلى منزلي برفقة أطباء مختصين بحالة والدي. تم نقل والدي إلى المشفى وكان قد تبين أنه بحاجة ل عملية في نفس اللحظة. بقى والدي لأكثر من عشر ساعات في غرفة العمليات وكان قد توقف قلبه عن النبض ثلاث مرات وبعد أن خرج من غرفة العمليات كان يجب أن يوضع في غرفة العناية المركزة بسبب أن وضعه ليس مستقر. المشكلة هي أنني أنا كنت المسؤل عن عملية والدي، لقد رئيت قلبه يتوقف ثلاث مرات ويعود للنبض من جديد. لقد كنت أعيش في أصعب فترة في حياتي.
في ذلك الوقت كنت بحاجة لأحد أستطيع أن أتحدث إليه، شخص يستطيع أن يشجعني و يخفف عني ولكن للأسف شقيقتي الوحيدة سافرت للخارج. فكرت أن أتصل بكِ ولكن كنت متردد. في الأمس كنت خارج من غرفة العناية متجه إلى غرفتي في المشفى وفجأة لمحتك واقفة أمام باب المشفى، لقد شعرت بالقلق وظننت أنك مريضة ولكن فجأة رئيتك تتحدثين مع الحارس وبعد ذلك غادرتي المشفى. توجهت للحارس وسألته عنكِ، أخبرني أنك كنتي تبحثين عني. أردت أن أتصل بكِ ولكن وصل لي خبر أن والدي قد إستيقظ لذلك أسرعت إلى غرفته ونسيت أمرك تماماً. في المساء كان لدي مناوبة ليلية ولكن طلبت إجازة وعدت إلى المنزل كي أستريح بعد ثلاث أيام من العمل. توجهت إلى المنزل، إغتسلت و إستلقيت على سريري. لم أشعر بالوقت وغرقت بالنوم بسبب التعب الشديد. بعد ذلك إستيقظت على صوت رسالة وصلت إلى هاتفي، ظننت أن حدث لوالدي شيئ ولكن تبين لي أن الرسالة كانت منك شياو. لأكون صريح لم أتوقع ما قرأته في الرسالة ولكن أقسم لم أكن أريد أن أتجاهل رسالتك
ولكن بسبب أنني كنت متعب غرقت في النوم في حين كنت أكتب رداً على رسالتك. بعد أن أنهى كلامه تنهد بعمق ثم قال: هذا ما حدث خلال هذه الفترة .
نظرت إليه ثم قلت: أسفة لأنني لم أكن بجانبك كي أدعمك، لكن لم أكن أعرف أنك تمر بوقت عصيب. أتمنى أن يكون والدك بخير الأن، أما بالنسبة ل رسالتي ف هذه مشاعري الخاصة ولن ألومك على شيئ، أنت لم تعدني بأي شيئ وأنا أحمل مسؤلية مشاعري هذه لذلك لاداعي أن تشعر بلإحراج. يمكنك أن تتواصلي معي في أو وقت حين تحتاجني، أنا متفرغة معظم الوقت، أستطيع أن أستمع إليك ومن الممكن أن أساعدك.
إبتسم هان وقال:" شكراً شياو.. حقاً لا أعرف كيف أشكرك". إبتسم وقلت:" لا داعي لأن تشكرني لم أفعل أي شيئ". بعد ذلك نظر هان إلى ساعته وقال:" شياو هيا يجب أن تعودي إلى المدرسة لقد تأخر الوقت". هذا صحيح لقد نسيت المدرسة. بعد دقائق قليلة وصلت إلى باب مدرستي، طلبت من هان أن يعود إلى المشفى ولكنه رفض لقد أراد أن ينتظرني حتى أدخل إلى المدرسة ومن ثم سوف يغادر. إبتسمت ودخلت إلى دخل باب المدرسة وكنت أنتظر وصول الأصنصير ولكن تذكرت فجأة أن هان قد ترك هاتفه معي حين كنا في الحديقة. خرجت من المدرسة مسرعة و توجهت نحو باب المشفى على أمل أن أجد هان، ولحسن حظي وجدته يصعد الدرج. ولأنني لا أستطيع أن أركض خلفه ولا يمكنني مناداته بصوت مرتفع قررت أن ألحقه. بعد أن صعد الطابق الأول دخل في أحد الممرات ثم توجه إلى داخل أحد الغرف. إقتربت من باب الغرفة و نظرت من نافذة الباب الصغيرة.
كان هناك رجل كبير في السن نائم على السرير وكان هان جالس على الكرسي المقابل للسرير. لقد عرفت أنك ذلك الشخص كان والد هان. وفجأة شعرت بيد على كتفي، إلتفتت لأجد أنها أحد الأطباء. قامت بسؤالي من أكون وعن سبب تواجدي هنا، أخبرتها أنني صديقة هان و أنه قد نسى هاتفه معي لذلك أتيت كي أعيد له الهاتف، شعرت بنظرت الإستغراب على وجه الطبيبة لكن لم أكن أعرف ما السبب. بعد ثواني لاحظت الطبيبة أنني بدئت أشعر بالقلق من نظراتها لي فقالت:" حسناً شكراً لكِ، يمكنك أن تعطيني الهاتف وأنا سوف أعطيه ل هان". لقد ترددت في البداية ولكن بعد أن وضحت لي أنها الطبيبة المسؤلة عن هان قمت بإعطائها الهاتف و شكرتها ثم غادرت المشفى.
عدت إلى المدرسة و دخلت إلى الفصل، أستطيع أن أشعر بنظرات الجميع لي، لكني تجاهلت نظراتهم وجلست بجانب أحد صديقاتي. بعد ساعة إنتهت الحصة و إنتهى دوامي المدرسي. حين كنت خارجة من باب المدرسة وصلت لي رسالة من هان كتب فيها:" شكراً على الهاتف، لقد إنتهى دوامك.. هيا عودي إلى المنزل و إحصلي على قسط من الراحة، ولا تقلقي أنا بخير سوف أعود أيضا بعد ساعة إلى المنزل.. أراكي غداً في الباص و أجل كدت أنسى لا تستمعي إلى الموسيقى بصوت مرتفع حتى لو كنتي منزعجة".
شعرت ببعض الراحة بعد أن قرأت رسالته، أخفضت صوت الموسيقى قليلاً ومن ثم توجهت إلى محطة الباص. كان قد تبقى للباص نصف ساعة لذلك إتضررت أن أنتظر. بعض لحظات شعرت بيد على كتفي، إستدرت لأجد أنه كان هان سول. دون أن أشعر نهضت بسرعة وإبتسمت. بادلني هان الإبتسامة ثم قال: هذا جيد لم يكن صوت الموسيقى مرتفع. إبتسمت و قلت: لكن ألم تقل أن لديك عمل. لكنه أخبرني أن مديرته سمحت له بالعودة إلى المنزل كي يحصل على بعض الراحة.
لن أنكر أنني كنت أشعر بالسعادة لكن لم أكن أريد أن يرى هان ذلك. بعد مرور نصف ساعة وصل الباص ولكن لم يكن يوجد أي مكان لنا.. كان الباص لا يسع لأي شخص لذلك لم نستطيع أن نصعد و إتضررنا أن ننتظر. كان قد تبقى ساعة للباص التالي لذلك إقترح هان أن نسير إلى المحطة الرئيسية وثم نركب من تلك المحطة. لقد كانت فكرته ليست سيئة لذلك قبلت عرضه. بدئنا بالسير متجهين إلى المحطة الرئيسية للحافلات. أثناء سيرنا تحدث هان و قال: أخبريني عنك شياو.
نظرت إليه و إبتسمت ثم قلت:" ماذا تريد أن تعرف؟" نظر هان نحوي وقال:" أي شيئ أخبريني أي شيئ عنك، اليوم لقد أخبرتك شيئ مهم من حياتي و أريدك أن تشاركيني أيضاً شيئ عنك."
ثم قلت:" حسناً أنت تعرف أنني أعيش مع عائلتي
وتعرف أيضاً أنني أحب الموسيقى جداً و أن الموسيقى جزء مهم من حياتي لذلك إن أردت إهدائي أي شيئ في المستقبل فقط قم بإهدائي أغنية." بدء هان يضحك أما أنا فكنت سعيدة لأنني إستطعت أن أرى إبتسامتك بعد أن رئيته محطم اليوم، كنت أراقبه وهو يضحك كان أجمل شيئ رئيته في يومي السيئ.
لاحظ هان نظراتي إليه ثم نظر نحوي وقال: أعرف أنني وسيم ولكن لا تقعي بحبي.
لقد توقفت مكاني بعد أن سمعت جملته، شعرت وأنني لم أعد أستطيع أن أتحرك. أما هان فقد أكمل السير وعندما لاحظ أنني لست بجانبه نظر للخلف ووجد أنني متجمدة مكاني. بدء يضحك من شديد ثم توجه نحوي وقال:" ما بكِ لماذا لا تتحركي لقد كنت أمازحك." ثم قام بسحبي من يدي حتى تحركت من مكاني ومن ثم أفلت يدي. لا أنكر أنني كنت محرجة ولكن لم أرد أن يصبح الوضع غريب لذلك بدئت أضحك مع هان.
لقد مضى الوقت دون أن أشعر، ها نحن قد وصلنا إلى المحطة الرئيسية. نظر هان نحوي وقال: لقد مضى الوقت بسرعة لم أشعر أنني كنت أمشي لمدة نصف ساعة. بعد دقائق وصل الباص و لحسن الحظ كان فارغ لذلك إستطعنا أن نجد مقعد نجلس عليه.
لقد أمضينا الوقت ونحن نضحك ونتحدث. بعد عشرون دقيقة وصلنا إلى محطة منزل هان وقبل أن يغادر الحافلة أخبرني أن أنتظره غداً وأحجز له مكان للجلوس. غادر هان الحافلة أما أنا فبعد مدة وصلت إلى المنزل، دخلت و ألقيت التحية على عائلتي ثم توجهت إلى غرفتي وبدلت ملابسي. بعد ذلك كان لدي بعض الواجبات المدرسية، وبعد أن إنتهيت كان قد حان موعد نومي. توجهت إلى فراشي وبدئت أتصفح هاتفي لأتفاجأ بوصول رسالة من هان سول. فتحت الرسالة التي كانت تتضمن صوت وعندما قمت بتشغيل الصوت تبين أنها أغنية. كانت أغنية هادئة تحمل ألحان جميلة، إستمريت أستمع إلى الأغنية حتى النهاية وفجأة وصلت لي رسالة جديدة من هان كتب فيها: شكراً لكِ شياو على هذا اليوم اللطيف، شكراً لبقائك بجانبي، أراكي غداً.
شعرت أن دقات قلبي بدئت تتسارع. أغلقت الهاتف و إستلقيت على فراشي. بدئت أبتسم ك الغبية. بعد دقائق غرقت في النوم.
إستيقظت على صوت رنين المنبه و لأول مرة لم أنزعج من صوت. نهضت من السرير وقمت بترتيبه ثم غسلت وجهي وبدئت أحضر نفسي للمدرسة.
بعد ساعة و نصف خرجت من المنزل متجهة إلى محطة الحافلات. لقد وصل الباص في الموعد، صعدت ووجدت أنك هناك العديد من المقاعد الفارغة فجلست على أحد المقاعد. بعد محطتان وصلت الحافلة إلى محطة هان، صعد إلى الحافلة ة ألقى التحية على السائق ثم توجه نحوي وجلس بجانبي. نظر إلي بإبتسامة وقال: صباح الخير". بادلته الإبتسامة وقلت:" صباح الخير هان."
وبعد لحظات لاحظت أن هان ينظر إلي، أخفضت صوت الموسيقى و سألته إن كان يحتاج إلى شيئ لكنه صدمني أنه طلب مني أن أعطيه أحد سماعات الأذن لأنه يريد أن يستمع إلى الموسيقى معي.
أخرجت أحد سماعات البلوتوث التي كنت أرتديها و أعطيتها ل هان. قام بإرتداء السماعة. طلب مني أن أتصرف بشكل طبيعي وأن أستمع إلى الموسيقى التي أسمعها كل يوم، وهذا ما فعلته. بعد دقائق إشتغلت الأغنية التي أرسلها لي هان في الأمس. نظرت إليه و إبتسمت لأجد أنه كان مغلق عيناه وكأنه نائم. لم أرد أن أزعجه و أخفضت صوت الموسيقى. بعد أن وصلنا إلى وجهتنا قمت بإقاظ هان. غادرنا الحافلة، كنا نسير معاً لأنني كما قلت من قبل المشفى التي يعمل بها كان تكون بجانب مدرستي. لاحظت أن هان كان مازال يشعر بالنعاس طلبت منه أن ينتظرني في الخارج و دخلت إلى أحد المحلات، قمت بشراء كوب من القهوة و خرجت. أعطيت الكوب ل هان نظر هان إلي و إبتسم. كان قد تبقى نصف ساعة على بدء حصتي و نصف ساعة على بدء دوام هان لذلك قررنا أن نجلس على أحد المقاعد الموجودة أمام باب المشفى. بعد أن أنهى هان كوب القهوة قرر أن يدخل إلى المشفى وطلب مني أم أذهب إلى المدرسة. قمت ب توديع هان وتوجهت إلى مدرستي، قطاعني صوت هان يناديني إلتفتت لأراه يركض بإتجاهي. تقدم نحوي وقال:" شياو أنا... أنا أريد أن أصارحك بشيئ، في الحقيقة أنا...
كانت نظراته متشتته ويبدو أنه يشعر باد التلبك.
بعد ذلك أمسك هاتف وقال:" ليس لدي الجرأة لأقول لك ذلك بشكل مباشر لذلك سوف أرسل لك أغنية وبعد أن أغادر أريدك أن تستمعي إلى الدقيقة 01:01.
أنهى جملته ثم غادر بسرعة. بعد لحظات وصلت لي رسالة من هان، فتحت الرسالة لأكتشف أنها أغنية أعرفها. قدمت الأغنية إلى الدقيقة 01:01 وهنا كانت المفاجئة.. كلمات الأغنية في هذا المقطع كانت: " هل يمكنك أن ترافقيني لبقية حياتي، فأنا معجب بكِ."
"النهاية"
أنت تقرأ
لم تكن ضمن خطتي.
Romance#خيالي #رومنسي #قصة_مكتملة جميعنا نملك تلك الأحلام التي من المستحيل أن تتحقق لكن رغم ذلك نبقى متعلقين على أمل أن يأتي يوم وتصبح أحلامنا واقع. هناك شيئ في هذه الحياة يدعى القدر .. القدر الذي جمع أبطال روايتنا معاً وجعل حلم "شياو" المستحيل يصبح واقع...