عودة

141 25 15
                                        

مضت الأيام بسرعة...ولم ألتقي إيزانا مرة أخرى...وفي أحد الأيام الباردة طرق باب منزلي ،الشيء الذي لا يحدث أبدا في العادة...

فتحت الباب لأجد أنهم عائلتي...

أمي وأبي...واخوتي الصغار...

يبدو أنهم اشتاقوا لي، احتضنوني بقوة... شعرت بالحنين...تذكرت حضن أخي الأكبر..كان ادفئ من حضن أمي...

دخل الجميع وجلسنا بغرفة المعيشة...سألنا عن أحوال بعض ثم حل الصمت وساد الهدوء..

لتنطق أمي أولا...

أمي:"إلى متى ستظلين هكذا..أنتي تضيعين مستقبلك وأحلامك...ستعودين معنا وتبدئين دراستك من جديد...ويعود كل شيء كما كان.....كفي عن اتخاذ الأمر كأنه نهاية العالم...انتظارك هكذا لن يعيده ابدا..."

كنت في البداية أشعر أنها معها حق لكن بعد ان قالت جملتها الاخيرة...انفجرت غضبا كيف تقول أني أبالغ....لقد كان أخي الذي مات....أخي الذي قام بالعناية بي...أخي الذي لم يصرخ يوما بوجهي...ولم يمل مني...ولم ينزعج...وكان يسعد بوجودي...يأخذني لأي مكان يذهب إليه....كان بمثابة أبي وأمي...كنت أراه أكثر منهما.....

كيف يريدان مني نسيان الأمر...

انهمرت دموعي فجأة...فقط تذكره بجعلني انفجر بكاءً....لا أستطيع التحمل...اريد الاتصال بأيومي...

وقفت وخاطبتهم بهدوء...

"أمي..أبي..لا يمكنني العودة..لا أستطيع العيش وطيف أخي بكل مكان...إن بقيت هناك سأجن...لذا سأبقى هنا..."

أمي:"كلا ستأتين إلى متى ستسمر هذه اللعبة...؟؟!!"

"أي لعبة بحق الجحيم...أتظنين أني امزح....اللعنة أنتم لا تعرفون ما أشعر به....لقد فقدت من كان بمثابة كل شيء بحياتي"

امي"انتي تقومين بتكبير الموضوع..انظري كم سنة انقضت على وفاته..انه ابني قبل ان يكون اخاك"

وقفت من مكاني وذهبت ناحية الباب وقمت بفتحه فسارعت امي للحديث

امي"تطرديننا!!؟؟"

"لا لن اطردكم...ساخرج انا....قد اتأخر..."

امي:"أين تذهبين؟"

"لا أدري....أي مكان...خذوا راحتكم بالمنزل"

أخذت معطفي..خرجت واغلقت الباب خلفي ذهبت الى حيث لا ادري .... بعد نصف ساعة من المشي بدأ المطر يهطل....

لا هدف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن