القصة العاشرة

21 14 0
                                    

مشروع افتح قلبك : القصة العاشرة

السلام عليكم ورحمة الله...أنا أعاني من اكتئاب حاد جدا  لدرجة كبيرة وأنا وحدي من 3 سنوات حتى عائلتي لا تهتم بي بشكل جيد...كل يوم أكون وحيدا سواء في المدرسة أو في البيت...في البداية كنت معتاد على الأمر ولم أشعر بشيء لكن الآن الوضع تغير...الصراحة لا أعرف ماذا أفعل...أشعر بإحباط شديد مع أنني أعامل الناس بطيبة لكن لا أحد يقدرني للأسف...وبمرور الأيام زادت حالتي وبدأت حتى عن الامتناع عن الأكل والشرب وبدأت
أنام بشكل كبير وأستمع للأغاني الحزينة كل ليلة...مع أني أصبحت جافا لا أبكي مطلقا إلا أني أشعر بضيق كبير...أنا كلي ثقة في أن الله لن ينساني أبدا لكن الوحدة تقتلني حتى في المدرسة لما أنظر إلى الناس وأصحابهم أشعر بالغيرة بشكل كبير وفي داخلي أقول يا ريت لو كانوا مثلي وجربوا كيف كانت حياتي وكيف يكون شعور الوحدة مع أني تقريبا فقدت الثقة إلا أنه مازال هناك أمل قليل في أن أتحسن...أنا أنظر إلى الموت كل لحظة وبدأت أفكر أنني سأموت وحيدا  لكن لا بأس ففي النهاية الدنيا مجرد امتحان وليس من الضروري أن تستمتع بحياتك لأنها فانية وكل من فيها...وفقط...أتمنى أن تنصحوني لو كان عندكم نصيحة ومع السلامة

-------------------------

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

أهلا بك أخي أو هذا ما أظنه من طريقة كلامك...أي أنك شاب

أول شيء أعانك الله على الاكتئاب فهو حقا من أصعب اللحظات التي يمر بها الإنسان...لا أعتقد أن لديك اكتئاب حاد فالاكتئاب الحاد من أعراضه الميول الانتحارية لكن من كلامك يبدو أنك لا تملك ميول انتحارية بل أنت راضٍ بقضاء الله وقدره وواثق أنه مجرد شدة وتزول

ثاني شيء كما قلت أجل هذه الدنيا فانية ولا أحد سالم منعم فيها بل كلنا ابتلانا الله في أمر محدد...أحدنا في صحته والآخر في رزقه وآخر في أطفاله وهناك أمثالك من ابتلاهم بالهموم والأحزان ليختبرهم وكما أرى فأنت شخص واعٍ وهذا أحد مفاتيح الخروج من حالة الاكتئاب

بالنسبة للوحدة فعليك أن تعتاد عليها...لأن الحقيقة المطلقة أنك في هذه الحياة ستمر بمطبات كثيرة وستدرك أن لا أحد يهتم لأمرك ولا أحد سيقف معك غير الله ثم نفسك...لذا تخلى عن فكرة أن يحس بك الناس فهي فكرة زائفة ولن تأخذك لمكان بعيد...أعلم سيقول البعض لا فأنا قد وجدت معي عائلتي ووجدت فلان وفلانة...لكن ليس الأمر ينطبق على الكل...بل الناس أصبحوا أنانيين في زمننا ولا يفكرون سوى في أنفسهم لذا عليك أن تعود نفسك على الوقوف والاكتفاء بنفسك أسلم لك من أن تنتظر مساعدة وتفهم الناس لك

أمر آخر بسبب الأغاني الحزينة التي قلت أنك تستمع لها...من تجربتي الخاصة تعلمت أنها أهم سبب للحزن للأسف...قد تقول أنها تفهمك وتخفف عنك لكن لا أنت تكذب على نفسك...إنها تدمرك وتزيدك كآبة لذا جرب استبدالها بأغاني حماسية ومبهجة وتدعو للسعادة والثقة بالنفس وحبها...أو أقول لك لا داعي للأغاني من الأساس...استبدلها بكلام الله عز وجل واستمع له على الأقل نصف ساعة يوميا فهو راحة للبال وطمأنينة

أو ربما ما تمر به ناتج عن البعد عن الله...ربما لا تصلي...أو ربما لا تخشع في صلاتك...ربما لا تقرأ القرآن...لا أعلم بصراحة عن ظروفك فأنا أضع في بالي كل الافتراضات وأنت انظر ما يناسبك...لذا حاول التقرب من الله أكثر وجرب الدعاء في السجود وقراءة سورة الشرح باستمرار في الصلوات أو في أي وقت من اليوم

أخيرا وليس آخرا صدقني الاكتئاب نعمة لو نظرنا له من زاوية مختلفة...فهو يصقل نفس الإنسان ويجعلها تنضج ويعلمها دروسا قيمة ويجعلها تراجع نفسها وتحسنها للأفضل...صدقني لقد مررت بتجربة مشابهة وشعرت بنفس شعورك وانظر ما النتيجة...لقد أصبحت كاتبة ولدي هدف وحلم وهو أن أترك أثرا طيبا للناس قبل أن أموت...في السابق كنت أعيش دون هدف...تماما مثل السفينة التي تنطلق في المحيط دون وجهة وبذلك ستضيع ولن نراها مجددا...لذا اعتبر أن هناك درسا قيما وخيرا وفيرا سيحصل لك قريبا...ثق بي...كل شيء سيكون بألف خير بعد فترة وستضحك من سخافة تصرفاتك وجزعك في السابق...ثق بربك فهو يدبر لك كل الخير

أتمنى أن نصيحتي أفادتك ولو قليلا أو أفادت أي شخص لديه قصة مشابهة

أيها المتابعون اتركوا له نصيحة هنا

وسلام

بثينة علي

مَشْرُوعْ افْتَحْ قَلْبَك!! (مَعَ : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن