الصفحة السادسة

25 15 0
                                    


مذكرات مجاهد جزائري : الصفحة السادسة

انطلقنا في رحلتنا بعرباتنا البسيطة وإمكانياتنا المحدودة ومعنا رفيق دربنا الجديد سعيد.

استمرت الرحلة ثلاث أيام وها نحن ذا في اليوم الرابع وأنتِ لا تفارقين تفكيري.

الشوق بدأ يطغى علي لمعرفة أخبارك فأتساءل كيف أنتِ الآن وماذا تفعلين في غيابي وهل تشتاقين لي كما أفعل؟

اليوم بينما نسير استلقيت في عربتي ونظرت للسماء أراقب الغيوم لعلها ترسل شوقي معها إليك، غرقت في قمة شرودي بينما سعيد وصديقي محمود يتبادلان أطراف الحديث.

تراجع سعيد للخلف ليَبلغني وتحدث قائلا: «تبدو هادئا على عكس رفيقك»

رددت عليه: «هذه طباعي»

ابتسم لي ببشاشة وكأنه على وشك الحديث بموضوع حساس وأضاف قائلا: «أخبرني رفيقك أنك تركت خطيبتك خلفك ولهذا أنت مشغول البال»

رددت عليه: «صدق قوله»

فكر قليلا ثم أجابني قائلا: «أخبرني كم عمرك فأنت تبدو صغيرا على الزواج»

رددت عليه: «واحد وعشرون ربيعا»

بدا متفاجئًا مما سمع ثم أضاف: «ما شاء الله مازلت في ريعان شبابك! وما اسمك؟»

أجبته: «علي»

أمضيت الطريق أدردش مع سعيد ومر الوقت بلمح البصر، كانت صحبته ممتعة وكلامه حلو كالعسل وأخبرني أنني أبدو هادئا ومملا لكن في الحقيقة أنا شخص مرح وودود حين تتعرف علي عن قرب.

3 ديسمبر 1959.

مُذَكِّراتُ مُجَاهِد جَزَائِرِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن