الصفحة العشرون

20 12 0
                                    

مذكرات مجاهد جزائري : الصفحة الأخيرة

مر يومان ونحن على نفس الحال، الجنود الفرنسيون أبوا أن يتركوا المنطقة قبل العثور علينا فهم موقنون أننا مازلنا بالجوار.

لا مؤونة لدينا ولا ماء لذا نحن في حال يرثى لها، حتى معنوياتنا تحت الصفر.

قرر قائدنا أن يضع خطة لهروبنا وهي أن نقتحم المنية ونحاول الهروب، وإن واجهناهم في طريقنا سنتشابك معهم وعاش من عاش ومات من مات.

وفي حالات أخرى قد تكون المنطقة ملغمة وستنفجر بنا من أي دوسة خاطئة، لكن لا خيار آخر، علينا هذه المرة الاختيار بين الموت جوعا أو الموت على يديهم.

كتبت هذا وأنا غارق في دموعي وأحزاني لأنه سيكون لو شاء الله آخر ما سأكتبه وللأسف لن تستطيعي قراءته لأنه سيدفن هنا مع جثتي، أما إن كتب لي عمر طويل ونجوت مما أنا فيه فستقرئينه وتقولين «الحمد لله على سلامتك وخروجك منها حيا معافا»

الآن سننطلق في مهمتنا، تمني لنا التوفيق.

31 جويلية 1960.

مُذَكِّراتُ مُجَاهِد جَزَائِرِي!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن