الليلة الأخيرة

3.2K 37 4
                                    

وقفت مذهولاً غير قادر علي الحركة وقلبي ينبض بشدة وبداخلي بركان من  الغضب فوالدتي أصبحت جثة هامدة أمامي وأنا من فعلت هذا، عندها ظهرت تلك الشيطانه بإبتسامتها المخيفة وقالت

-مش هتقدر تتخلص مني ولو حاولت تعمل ده شوفت ايه ممكن يحصلك

فجلست تحت أقدام والدتي باكياً وقلت

-بس أمي ملهاش ذنب انا هعملك كل اللي انتي عاوزاه بس سيبيها تعيش وابعدي عنها

فقالت مبتسمة

-خلاص انا هبعد عنها بس روحك مقابل روحها هستناك قدام قبر والدك النهارده بعد نص الليل

ذهبت تلك الشيطانه واستجمعت قوتي وأخذت والدتي إلي المشفي، وعقلي أصبح مشوشاً فأنا لا أعرف ماذا أفعل  هل أذهب إليها وأقدم لها روحي مقابل روح والدتي  وفي هذه الحال سأترك والدتي تحترق حزناً علي فقداني، والحل الآخر أن أتركها تأخذ والدتي بدلاً عني وفي هذه الحال سأحترق أنا حزناً عليها ولن أستطيع مسامحة نفسي، وبينما أنا منشغل في التفكير تسلل إليّ داخلي صوت يقول

-طب هي عاشت حياتها خلاص واستمتعت بالحياة إنما أنت لسه صغير وقدامك لسه حاجات كتيره تعملها فكر صح وبلاش تكون عاطفي اكتر من اللزوم

لا أعرف هل هي تحاول التلاعب بي أم هذا الصوت نابع من داخلي نابع من حبي للحياة والخوف من الموت؟!

مرّ اليوم طويلاً ولا ينتهي ووالدتي بين الحياة والموت ولا تستجيب للعلاج، وكلما إقترب الليل أشعر بأني عاجز وعقلي يتوقف عن التفكير وذلك الصوت عاد من جديد وقال

-ليه بتفكر كتير هي كده كده هتموت في الحالتين يعني لو عملت شجاع وفكرت تموت مكانها هي مش هتستحمل وهتموت وراك ففكر في نفسك شوية وبلاش تكون الشخص الطيب في قصة أحدهم لأنك كده كده هتتنسي لان طبيعة البشر كده مش بيفتكروا غير الوحش بس، مهما كنت شخص طيب وبتعمل خير ف انت كده كده هتتنسي ففكر صح وبعدين محدش عارف انك هتكون السبب في موتها فخد قرارك يلا وسيبها تموت

بدأت أصوات كثيرة تتداخل برأسي حتي شعرت بأنه سينفجر فصرخت  بصوت عالٍ وبدأت ف البكاء وشعرت بأني طفل صغير ضلّ طريقه وأصبح وحيداً في مكان مظلم تفوح منه رائحة الموت ويسمع أصواتاً مخيفة، في تلك الأثناء إقترب رجل كبير في السن ذو لحية بيضاء وجلس بجواري وقال

-مالك يابني ؟

فقلت بضعف يتخلله البكاء

-والدتي اللي مليش غيرها بين الحياة والموت، والدتي سندي وضهري هتروح مني، والدتي اللي عملت المستحيل علشاني مش قادر اعمل الممكن علشانها، والدتي بتروح مني وأنا مش عارف اعمل ايه

فقال الرجل الكبير بابتسامة

-ربنا رحيم بعباده يابني ويمكن ده ابتلاء من ربنا ليك عشان يشوف هتقدر تعدي المحنه دي بإيمانك وتصبر ولا هتفضل تعيط وتشكي وتمشي في طريق غلط، قوم يابني صلي ركعتين وادعي ربنا انه يقوم والدتك بالسلامه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 12, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليالي الجحيم (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن