الفصل الخامس: ( عِندما يحين الوقت)

83 2 8
                                    

حلّ مُنتصف اللَيل واحاط السُكون بالمكان ، كان الدوق يجلس على مقعد مكتبه عاقداً لحاجبيه بإنزعاج وضرب الطاولة بِسَخط ، وتتطايرت الاوراق في المكان وتَساقطَت

"تسك! سُحقا لتلك الامرأة المتجوله!!"

" كيف حدث ذلك؟! لماذا هو من بينهم؟"

مد الدوق يده وامسك وجهه بندم وهو يحدق بالفَراغ وتمتم بحسره

"لارينيا...حتى وبِعَدم وجُودِك لازالت بَقاياكِ كالشَّوكةِ في حَلقي، هاهاها هل أنتِ الآن تُعاقِبيني بذلك الطِفل؟ لَم يَكُن عَليَّ تَركُه لكُنتُ قَتَلته قبل قَتلِك! ولِكنكِ مُنذ البِداية فَضَلتِي مَوتُكِ على حَياتِه!
اخذ نفساً مستشيظاً من الغضب
تَمسُكك الحَقير بِذلك الطِفل ،وتَرجياتِك المُستَمِره ونَحيبك الذي لايَزال يتَردَد فِي أُذنِي!"

صرّ على أسنانه بِشدَّة وهو يَتذكر تِلك الصَرخات المترجيه التي انطَبقَت في أذنه

'ايها الدوق! أيها الدوق! من فَضلِك أنا لا أريد شيئا سِوا أن يبقى طفلي حياً ، لاتسلب حياته منه رجاءً مازالَ صَغيراً يَبلُغ من العُمر عامَينِ فقط ، فإذا قمت بقتله عندها...عندها أنا حقا لن أسامحك حتى وبعد موتي!'

في ذِكريات الدوق كانَت لارينيا تصرخ بِصَوت مُرتَجِف مُتردِد بحُزن ، وطِفلها الذي وقَفَ مُمسِكاً بفستانها من الخَلف والتي كانت ترى بأن حَياة طِفلها هي حياتها ولم تفكر أو تهتم حينها بكَونِه سَيقتُلها ام لا ، لم تُرِد سِوى انقاذِ طِفلها رغم انعدام مقدرتها على فِعل شَئ للِرجُل الذي عُرِّف بالطَّاغِيه يقتُل دون رحمَة من يَتعَدى على أحكامِه وأوامِره لكنها ارادت أن تتمسك بأملها الدؤوب ، حتى وهي في فراش الموت تلتفظ بأخر أنفاسها ظلت تترجى بعجز ودُموعها تَنْسَكِب على فَمِها حتى َنشَف رَيقُها وكَادَت أنفاسُها تُعلِن رَحيلها، اشاحت بنظرها الباهت للطفل الذي كان يقف بجانبها بشُحوب ،ومدت يدها بضعف وامسكت بجانب وجهه وظهرت إبتسامة يائسة بوجهها الشاحب لتنطق أخر كلماتها

Argyros monsterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن