"الفصل الحادي عشر" خَذلني
وأثناء جلستهم استمعوا إلى ما جعل الاحراج والخجل يسيطر عليهم جميعًا، فكانت آلاء تدق على الباب وكأنه أصبح آلة موسيقية وهي تدندن " بيبي شارك دودو بيبي، بابي شرك دود بيبي ، بيبي شارك بيبي" ففتحت والدتها مسرعة لكي توقفها عن ما هي مقبلة عليه ففتحت والدتها الباب وأثناء ذلك قامت آلاء بتقليد تلك الحركات وهي تدندن، وهي بتبسم وتمسك بيد والدتها وتدور حولها لكي تفعل مثلها، فنظر لهم والدها ومعه مازن بحرج شديد، ومازن ينظر لها بتلك الإبتسامة البلهاء وأثناء دورانها فوجئت بمنظر مازن وهو ينظر إليها وعندما تلاقت أعينهم اشتعل وجهها بالحرارة الشديدة من تصرفاتها الساذجة، أراد والدها تخطي ذلك الموقف، خوفًا من أن تصيبها أزمة التنفس تلك!
الحاج موسى محاولة تخطي ذلك الموقف التي وضعته به ابنته فأردف بمرح: لسه موافق تتجوزها يا ابني ولا رجعت في كلامك، أنا لو منك أنقذ نفسي وأجري!
فنظرت له آلاء بصدمة شديدة وهي تحوّل نظرها بين والدها والدتها بتساؤل تريد أن يؤكد لها أحد، فأومأ لها والدها مؤكدًا وابتسمت لها والدتها بحنان، أيقظها من تلك النظرات مازن وهو يردد لوالدها: لأ طبعًا يا عمي بعد إذنك طبعًا بس أنا لسه عند قراري ومستني رأي الدكتورة!
وكأن هذا ما ينقصها حقًا! ألم يكفي إحراجًا اليوم! فحقًا تشعر برغبة شديدة في البكاء فنظرت لهم فوجدت جميعهم ينظرون لها منتظرين ردة فعلها، ولكنها تريد أن تهرول إلى غرفتها حقًا، ولكن كيف! فهي تشعر وكأن أحد يتشبث بقدمها حتى تعجز عن الحركة وبالفعل شعرت بأنها فقدت قدرتها على الحركة، فنظرت لهم وهي تفكر هل استجاب الله لها أخيرًا، هل جاء وقت جبرها بعد طول صبر! هل أتأها حلمها طالبًا موافقتها ليصبح واقعًا تعيشه!، ظلت تفكر وتفكر وهي متناسية تمامًا أين هي؟ وماذا عليها أن تتصرف في هذا الوقت؟ لم تشعر بشيء سوى بسقوط بعض الماء الدافئ على وجنتيها، ثم لا! لا! فليس هذا الوقت المناسب لتأتيها تلك الأزمة، فأصبحت تبكي بشدة دون قصد منها وجلست أرضًا فخذلتها قداميها وأبت التحرك من محلها فأسرعا والدها ووالدتها نحوها وهما على إدراك تام بأنه كان وقت أزمتها فلعن والدها تسرعه وسيره خلف ذلك المتسرع مازن فإن لم يصدمها هكذا فلن تمرض هكذا، فقام مازن ناظرًا لهم بخوف شديد يشعر بأن قلبه سيتوقف وهو يريد أن يُلبي رغبته بأن يكون جانبها.
فأردفت والدتها ببكاء وهي تشير لمازن: اهدي يا آلاء، اتنفسي براحة، مازن جهاز الأكسجين في الدرج اللي هناك ده هاته بسرعة.
بالفعل تحرك مازن بسرعة شديدة، وهو يذم نفسه لأنه تسرع في هذا الموضوع وخصوصًا بعد ما والدها شرح له الأمر، وعندما وضع ذلك الجهاز على وجهها هدأت قليلًا فظلت هكذا لبضع دقائق ثم بدأت تتنفس وتعود لطبيعتها، فاحتضنتها أمها ووالدها أما مازن فنظر لها محدقًا يريد أن يؤكد لقلبه وروحه سلامتها فها هي بخير أمامه الآن وهذا ما يهم، فقطاعهم قائلًا بهدوء:
أنت تقرأ
بنـكـهـة الـواقـع
General Fiction"ظننتُ أنني سأظل وحيدًا بسبب شيء لم يكن بإرادتي ولكنكِ جئتِ عوضًا ونجاةً لمسكينٍ أهلكته الحياة. " "ياليت لي أن أستطيع رؤياكِ دون الوقوع في سحر عيناكِ"