مصلحة العائلة أَوَّلاً | The Family's Interest Comes First

1 : إيڤرلي

♪ تنحدر من كندا سلالة عائلية مشهورة ، دخلت موسوعة غينيس لأن جميع أفرادها لديهم عيون خضراء وشعر أسود حريري، يقال أن مؤسس العائلة وضع القانون على هذا الأساس: لا زواج إلا من شخص يملك هذه الصفات.. أي شخص نادر..

ما تتميز به هذه العائلة أيضا أنهم فاحشوا الثراء، كعائلة ملكية تحديدا، مع مرور الأجيال صاروا ينتقلون إلى بقاع العالم ويبنون إمبراطورياتهم هناك..

ما يهمنا الآن هو عائلة إيڤرلي، إحدى العائلات التي إنتقلت الى بريطانيا، وكان ربها هو السيد جاي الذي يملك سلسلة فنادق فخمة تتوزع في أنحاء العالم..

إكتشف أنه لا يشبع من المال، فقرر فتح مشاريع أخرى في كوريا الجنوبية، وهكذا سيصبح إسم العائلة معروفا ومحترماً أكثر..

لكن بسبب الحظ ، أصيب السيد جاي بالزكام الحاد، مما جعله يرفض مقابلة شريكة عمله شخصيا بهذه الحالة، لكنه في المقابل كلف إبنه بهذا العمل..

"السيدة يونغ سارانغ هي صاحبة مشاريع وأعمال ضخمة، لا يجب إفلاتها أبدا.. كما أنها من عائلة محترمة وعتيقة الخ.. لهذا يا بني، أريدك أن ترفع من شأن عائلتنا أمام هذه الإمبراطورة، موافق؟"

في كل كلمة كان جاي يتنفس بصعوبة وهو يتمخض في منديله، بينما يدور في غرفة مكتبه كالذبابة أمام ذلك الشاب الجالس في الكنبة، الذي كان تركيزه كله ينصب على وصية والده..

بعدها وقف وقال بجدية:"سأحرص على ألا أخيب أملك يا أبي"

"كنت سأرسل هيذر بما أنه حديث بين النساء، ولكن.."

تقدم جاي إليه ثم داعب شعره الأشقر:"ولكنني أثق فيك أكثر يا اليستر"

إبتسم اليستر بإمتنان وحاول إبعاد يد جاي:"شكرا.. ولكن أظنه انه يجب أن ننفصل لأني سالتقط العدوى وتذهب هيذر مكاني.."

ضحك جاي ثم استمر في المشي وهو يقول:"يجب تحضير حفل استقبال راقِ، يكون بطابع كوري، الطعام كوري.. الموسيقى كورية..حتى الهواء كوري.."

"إطمإن يا أبي سأهتم بكل شيء.."

***

تم تحضير الحفل على أكمل وجه في حديقة المنزل، إنها كبيرة كفاية لتنظيم جميع اعراس لندن. وقد حضرت بعض الشخصيات المهمة في ميدان الأعمال، كانوا جميعا أصدقاء العائلة المقربين من جاي، ولكن اليستر لم يكن على صلة بأي واحد منهم، فاضطر للصمت حتى تأتي المعنية.

حل الليل، وجاءت يونغ سارا في موكب مهيب بسيارتها الليموزين، وكان معها حراسها، ثم المرأة المكلفة بالترجمة كانت أطول منها. كانت سارا ذات شعر بني قصير وقوام متوسط ثم نظاراتها السوداء التي تخفي ملامحها، حتى بدون احتمال وجود النظارة فيمكن تصور ملامحها الجادة والقاسية.

بالإضافة إلى ارتدائها فستان أبيض قصير مطرز بالزخرفات الكورية العتيقة، كانت كعارضة أزياء بإمتياز.. بغض النظر عن كونها تبلغ من العمر 66 سنة، الى أنها تتمايل كالشابات..

اخيرا التقيا، ثم صافحها بحرارة مفرطة، ولكن شفاهها لم تعبر عن ابتسامة ترحيب أو شيء من ذلك القبيل..

قالت المترجمة وهي تنحني مرارا وتكرارا:"السيدة سارا رئيسة مجموعة شركات يونغ سعيدة للغاية بهذا الترحيب اللائق!"

قال اليستر بعفوية:"ولكنها ليست سعيدة.."

شعرت المترجمة بالخجل واضطرت للكذب على سارا، تمتمت سارا بملل، فقالت المترجمة:"إن السيدة تقول أين هو السيد جاي إيڤرلي"

"إنه مريض، لكنه سيلتقيها في أقرب فرصة ممكنة، بينما أتمنى أن نكمل العمل معا"

سمعت سارا الكلام من المترجمة وهي تهز رأسها، ثم أنزلته مستغرقة في التفكير، حتى قطع اليستر تفكيرها قائلا:"لما لا نجلس لنتحدث؟"

غمغمت سارا وهي تتنهد:"이 신사를 따라가야 해요"

سأل اليستر المترجمة عن معنى الجملة لكن هذه الأخيرة ابتسمت بتوتر ولم تتكلم..

دار الحديث حول عقد العمل وكانت سارا راضية تماما، وهي من غير مجرى الكلام إلى الحياة الشخصية، حيث صرفت سارا المترجمة قائلة بإنجليزية شبه ركيكة:"بارك بورام، إذهبي واستمتعي بالحفل ريثما أكمل كلامي مع هذا النبيل"

أومأت المترجمة بإستغراب ثم غادرت على الفور. قالت سارا وهي تلعق شفتيها:"سمعت أن أسرة ايڤرلي متشابهون، لكن يبدو أن هناك تغيير!"

أنزل رأسه وهو يغمغم:"إنها قصة طويلة.."

"أكره القصص الطويلة..هل أنت متزوج؟!"

قال اليستر بإندهاش:"أنا؟..حاليا،لا.. لم أعرف أنك تتحدثين الإنجليزية!"

وضعَت يدها أسفل ذقنها وهي تتأمله:"إذن، ما هو ذوقك في النساء؟"

ضحك بتكلف قائلا:"حسنا.. ليس لدي ذوق محدد، فقط إذا كانت وفية وتحبني فسوف أُبادلها بالمثل.."

"كيفما كانت؟"

"نعم..أظن هذا.."

انشقت ابتسامة واسعة على وجه سارا وقامت بمد ذراعيها، وفجأة تخلع نظارتها السوداء الكبيرة لتنكشف عيناها العسلية، أسفل الاضواء تبدو كأنها مخططة بالذهب.

انقلبت تصرفاتها مئة وثمانين درجة وصارت تتصرف كأنها مخمورة، حيث بدأت تتحدث عن ألعاب الفيديو والكتب المصورة، بعد فترة صمت إنفجرت قائلة:"أعتقد أني أريد رؤية السيد إيڤرلي"

أبدى إضطرابه إثر كلامها وقال بصوت مهزوز:"ولكن..هل فعلتُ شيئا خاطئا؟!!

ردت بلا اهتمام:"لا، ولكن أريد رؤيته"

.

2021/08/03