8 : لترات دموع

320 34 10
                                    

♪  كلَّفها ربع ساعة تقريبا حتى تهدأ الاوضاع بعض الشيء كي تشد العزم وتستجمع شجاعتها، وهكذا بعد أن غادر السيد جاي غرفة الجلوس إلى مكتبه دخلت جيسي إليها بخطوات حذرة، مقتربة من اليستر الذي لايزال جاثما في مكانه، انحنت قائلة بصوت منخفض:

"هاي، هل يمكننا الحديث قليلا؟"

أجفل من صوتها المفاجئ والتفت إليها بذعر أما رؤيته لها جعلته يستاء أكثر

"ماذا تريدين؟!"

"جئت كي أعتذر!"

ردت بصوت تعيس على صُراخه المنفعل، وإن كانت نيتها حسنة فقد فتحت عيناها بشكل مبالغ فيه كأنها على وشك أكله، وقد فهم من ذلك أنها كانت جادة ولهذا خفت ملامحه وبدأ يفكر في طريقة للهروب من هذا الموقف حتى بدأت هي تسرد أفكارها:

"الخطأ كله خطئي، فأنا من أصررت على إخراج تلك السيارة لأني أعجبت بها ولطالما اردت تجربة جميلة كهذه نظرا لأن وضعيتي لن تسمح بتجربة شيء كهذا، ولكن يبدو أني أنانية جدا وشريرة وبدون كرامة فقد إستغللت سلوكك اللطيف معي فوضعتك في هذا الموقف مع والدك رغم أنه يجب أن أكون معه مكانك ولكن أعتذر مجددا فأنا لن أقدر على مواجهته فهو يكرهني.. بالإضافة إلى هذا سيتهمك من جديد أنك غطيتَ على فعلتي.. كيف أعتذر على هذه الجريمة؟ يا إلهي ساعدني.."

كانت تتكلم بهستيرية ودموعها تنساب كالسيول وفي آخر اعترافها كان اهتياجها يزيد مما أدى بها إلى تغطية وجهها بكفيها ثم الإنخراط في البكاء. بقي اليستر يحدق بذلك المنظر المثير للشفقة الذي زرع فيه شعوراً بالأسى، ورغبة في مواساة هذه المخلوقة البائسة.

انقضت اللحظات حيث انتظرها الى أن صمتت عن النحيب، وبينما كانت تهم بالنهوض قال كاسرا الصمت:

"سبق وتحطمت سيارة أخرى.."

رفعت عيناها المحمرة ناحيته في إستغراب، تساءلت أهذا كل ما ستسمعه بعد أن سكبت لترات من الدموع، لكن الأمر لم يهمها حقا، اكتشفت أنه يحاول مواساتها بهذه المزحة السخيفة، وعلى إثر ذلك ضحكت فقررت نسيان الأمر برمته، العجوز غني بما فيه الكفاية ليشتري عشر سيارات أخرى لدرجة ينساها..

قالت مقترحة: "لما لا نخرج في نزهة قصيرة؟"

ختمت جملتها بابتسامة واثقة، من المفروض أن يقبل اقتراحها كي لا يكسر خاطرها المكسور أصلا. وكمن تذكر شيئا غاية الأهمية نهض مندفعا: "للأسف لا أستطيع.. ولكن اليس لديك جامعة اليوم؟!"

تجمدت تعابير وجهها في تعبير غبي ينم عن عدم الفهم، لطالما أرادت البصق على وجهه بسبب هذا النوع من الردود.. منذ متى وهي تذهب للجامعة؟

 مصلحة العائلة أَوَّلاً | The Family's Interest Comes Firstحيث تعيش القصص. اكتشف الآن