مصلحة العائلة أَوَّلاً | The Family's Interest Comes First

9 : دعوة

♪   بعض الناس يحاولون تغيير أقدار الآخرين ربما إلى الأسوء، وذلك ما يجعلهم ينسون قدرهم الخاص، حتى يصبح بحد ذاته أسوء من قدر الآخرين..

أخيرا وجدت جيسيكا شيئا تبرع فيه ماعدا الأعمال الغير مشروعة، صار التمثيل نصب عينيها الآن، إن لم تكن ممثلة فالأفضل لها أن تعود إلى قريتها.

لذلك واظبت على حضور تداريب الفيلم وأخذ دروس عن التمثيل، في النهار تتدرب وفي المساء تطبق ذلك على عائلة إيڤرلي، تهرب من جاي على أساس أنها تخجل من وجودها في بيته لكن الحقيقة أن بينهما عداوة عميقة، وتبتسم في وجه كل من هيذر وسارا كونها لا تطيقهما، أما بالنسبة لأليستر فقد استمرت أمامه في لعب دور الفتاة المظلومة التي تحب الخير للناس..

كان عليها كذلك أن تتفادى نظرات الخادمة الغريبة، صارت هذه الأخيرة تبتسم لها إبتسامة واسعة غير واضحة المعنى حتى تظهر أسنانها الصفراء، فتبادلها جيسي ابتسامة عابرة في خوف..

والآن وقد حصلت على مرادها، صار عليها تحقيق أمنية هيذر..

"لا أصدق أني أوفيت بوعدي قبل الآوان، تبقى يومان على إنتهاء الأسبوع وأنتِ لم تقومي بطرد تلك العجوز!؟"

اجترأت هيذر كلامها في وجه جيسي دون أن تلتقط نفسا، تعبيرا عن ما تشعر به من غضب عارم إزاء تصرفات جيسي الباردة مؤخرا، كانت غير مهتمة بأمر سبب وجودها هنا وكأنها كسبت الرهان مسبقا ولا داعي للوقوع في المزيد من المواقف المحرجة، أغلقت المجلة التي كانت تحملها ثم تنهدت بإطمئنان، واصلت هيذر الكلام بعصبية:

"ذلك العمل الذي من المفترض أن آخذه أنا أخذته أنتِ!.. هل تعرفين ماذا سمعت من تلك السلحفاة قبل أيام؟ قالت 'مكانتي سترتفع بفضل ذلك العقد'! ماذا يعنيه هذا بحق الجحيم.. إنها تخطط لشيء سيقضي علينا جميعا لذلك يجب أن تهتمي بأمرها!.. يجب أن أعرف ماذا تحت رأسها القديم."

جلست وهي تتمتم بحقد:"أنا لا أرتاح لها إطلاقا.."

سالت جيسي باهتمام:"لما لا تسألي والدك؟"

نظرت اليها هيذر بعدم فهم لتسترسل الأخرى:"أعني، اسأليه ما الذي ستستفيده سارا مقابل اعطاء كل هذا المال بدون مقابل.. سوى هذا الزواج المشبوه. فعلا إنها شخص غريب، لابد أنها تركت مصيبة في بلادها وجاءت هنا كي تنتسب بعائلتك وتحملون معها المصيبة جميعا.."

كان لكلامها تأثير عميق على هيذر حيث ظهر في وجه هذه الأخيرة رعب مبالغ فيه، نهضت ببطئ عن كرسيها ببطئ شديد كأنها عجوز تخاف كسر ظهرها، وهي تنظر نحو جيسي قائلة بتشنج:

"يا إلهي.. معك حق! كيف لم أفكر في شيء كهذا؟! وجهها لا ينطق سوى بالخبث والشر كما أنها تحب زرع الفتنة بيننا..! لهذا يجب أن تتكلفي بها، تفكيرك ذكي"