مصلحة العائلة أَوَّلاً | The Family's Interest Comes First

6 : العمل

♪
كان النسيم في الحديقة يسمح بالجلوس فيها، لذلك خرجت هيذر وأخذت حاسوبها الشخصي معها نحو ركن هادئ وغير مكشوف.

نظرت إلى جميع الجهات وزفرت بضيق:"الخطأ خطئي منذ البدء.."

وضعت الحاسوب على الطاولة ثم شغلته لتكمل محادثتها مع الطرف الآخر: "أعرف أنك تقرأ رسائلي لذلك أتمنى أن ترد علي بكلمة واحدة على الأقل.."

بعد لحظات طويلة، كانت خلالها تنظر إلى السماء، جاءها الرد : "إذا.. اللعنة"

رسمت ابتسامة جانبية ورفعت إصبعا واحد لتكتب به: "إنها المرة الأولى التي أطلب فيها المساعدة منك، كما أنك ستساعد شخصا آخر وليس أنا، وظِّف تلك الفتاة وسأرد لك الجميل"

بينما كانت تكتب كان هو الآخر في طور الكتابة:"هيذر، إلى متى سأستمر في حظرك؟ أتمنى أن تكون هذه المرة الأخيرة"

كتبت اليه:"إذن.. هل ستساعدني؟"

رد عليها مباشرة:"لا"

ثم تعطل الموقع فجأة وقامت باغلاق الحاسوب ثم عقد ذراعيها بتذمر، إنها المرة الأولى التي تطول فيها المحادثة بينهما حتى ثلاث دقائق، لذلك لم تتحكم فيها خيبة الأمل تماما.

وبينما كانت تحوم في أحلامها الوردية، سمعت خشخشة خلفها مصاحبة لصوت غنائي، جعلها ذلك تتمتم في نفسها بتذمر:"هذه السلحفاة العجوز.."

أغمضت عيناها رغبة في تجنب ذلك اللقاء، وبعد أن غطاها ظل شخص لمدة كافية جعلها تفتح عيناها تمنت في نفسها أنها لو كانت السلحفاة حقا..

"هذه أنتِ يا جيسي؟ ألم تذهبي الى الجامعة؟"

"للأسف فاتني الموعد.."

قالت جيسيكا مبتسمة ثم جلست بحيوية جانب هيذر، ترددت جيسي قبل البدء في الكلام:"إذن، هل هناك أخبار على وظيفتي؟"

زفرت هيذر بسَأم :"كنت أتحدث مع مدير الفلم.. ولم يقبل"

تجهمت الأخرى وجعلتها الصدمة مشلولة عن الحركة، هيذر كانت تلعب بخصلة من شعرها في أمل أن تفقد جيسيكا الأمل وتتراجع، لكنها خرجت عن صمتها قائلة بحماس:"أعطني عنوان منزله!"

التفتت إليها هيذر بعينين ساخرتين:"أيتها الحمقاء، أرتشي ليس من هذا النوع!"

أردفت جيسيكا بمزيد من الحماسة:"سأحاول إقناعه، أنا جيدة في الإقناع!"

همهمت هيذر ما جعل حماس الأخرى يذوب:"كما أقنعتِ اليستر صحيح؟"

"هذا شيء آخر، أنتِ تخلطين الأمور!"

"أنت من يخلطها! طلبتُ منك أن تذهبي الى الجامعة اليوم على الأقل كي لا يشك أبي في شيء لكن ها أنتِ تعودين إلى البيت كأن لا شيء يحدث! وفوق كل شيء عدتِ وحدك، إذن أنت لم تحققي أمرا كي أرد لك.."