_معروف إجباري2_

20 5 14
                                    

بينما لا ازال مُتشبِثه في النافِذه، زوّدتُ الظّغط على أنامِلي لِأدعمَ جَسدي، حتى يتعلّق أكثر ويرتفِعَ رأسي بِالكاد، لِأرى مِن زوايَا عينيّ انَّ النّافِذةُ مُغلقه؟!!.

شتمتُ، ومددتُ يَدي اليُمنى بِخطورَه نحوَ النّافِذه، مُتجاهِله جَسديَ الّذي كادَ ان يسقُط لِعدمِ التّوازُن، سحبتُ المِقبَض في النّافِذه، ولـكِن دونَ جَدوى، ذلك المُتغطرِس تأكدَ مِن كُلِّ شَيء، الآن عَلمتُ انّه لم يكذِب في قولِ انّني لن استَطيعُ الهَرب.
..ولكن  !!

-كُرباك!!!!

إنزلقت يديّ حتى وقعت أرضاً، مُحدِثةً ضجّةً كبيره...،وياللأسف، غُرِست إِحدى شَظايا الزُّجاج المَكسور في كاحِلي، فيما تسببَ لي بألمٍ شَديد عجزتُ عن تحمُلِه، أخذتُ أبكِي وأتلوّى ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشِمال، وأُنادي هُنا وهُناك علَّ أحداً يسمعُني، مرّت أكثرُ مِن عِدة دقائِق كما إدّعى الرّجُل من قبل، أكرهُ قول هذا ولكنني كُنتَ أنتظِر الشّخص الذي قالَ أنّه سيُرسلُه مع الملابِس المزعومَه، الدمُ يتدفّق مِن قدمي دونَ توقف، لم تَكن لديّ الشجاعه الكافِيه لِأنتزِع مِنها الشظيّه.

"هوي أنتِ الفتاةُ المُزعِجه؟"
داهمني صوتٌ قد أتى من خلفي ساخِراً مُستَفِزّاً، شامتاً غاضِباً، كانَ غريباً؟، أي شخصٍ عاقِل يرى حالتي لأسرع في المجيءِ إليَ ماداً المُساعده.
رِفاق أنا أنزفُ دماً هُنا؟!!!

"شيءٌ صغير مثيرٌ للشفقه مِثلك.. سبب ليَ المشاكِل!!"
حسناً.. أنا في حالٍ لا يسمحُ لي بالنهوض وبدءُ شِجار.

"أ  أرجوکَ..  سا عد ني"
تمتمت بألم شديد في وضعٍ كهذا علَّ ضمير ذلكَ الشخص يستيقظ!!، فلا يبدو أنّه مُهتم بي وبالدماءِ المتدفِقةُ مِني!

"كيف وصلَ بِك الأمرُ إلى هُنا بِحق؟!"
حسناً... يبدو أن الوضع ملائِمٌ للدردشه بالنسبةِ له!.

"أرجووك!.."

"تباً ! !"
شتم ذلك الشخص بنفور.
رجاءاً.. أنا فتاةٌ متألّمه ولكن لديَ الكبرياء!!
ماذا يظنُ نفسه حين يتذمر في فعل عملٍ إنساني لفتاةٍ مضطجعه على الرخام البارد تتوسل إليه لِكي يساعدها؟!!
أكاد أُجنّ  !!.
أخيراً.. ألقيتُ نظرةً خاطفه على الشخص غيرِ المُبالي... ليتضح بعدها أنه ذات الفتى الذي خرج مِن الحانه المشبوهه!.
لا أتعجّب لِبرودةِ أعصابه!.. هو كان هكذا دائماً.
حتى في المدرسه الثانويه.. أظُن أن إسمَهُ كان؟..

"م مهلاً أنت ف فوداتسكي سا ن ص صحيح؟"
قلت والألم يكادُ يمزقني

"أرى أن حتى في وضعٍ كهذا تُريدين بدءَ مُحادثه؟"

لا تلوموني إن وقفت ولكمت وجهه الآن،
من يريد محادثة من؟!!!!.
"ساعدني أرجوك لا أستطيع التحمُّل"

لم أسمع جيداً ولكنني أجزم أنّه قد تذمر مجدداً!!
ييدو أنّه أستسلم وخطى إليّ أخيراً، ولمُفاجئتي، فقد نزع الشظيّه من قدمي بقوه كادت تفقدني وعيي، صرخت صرخاتٍ مدويه إنتشرت في أنحاءِ المكان، وأنا اتآوه وأتوسل وأترجّى، أخذ وشاحاً كان حول عنقه ولفّه مكان الجرح، شدَّ عليهِ بقوه ليتوقف النزيف.

"أتستطيعين المشي؟"

بالطبع وأركض إن أردت!!!
بحقك وهل أنا في حالةٍ تسمح لهذا الهراء؟
لم أتجرء في إطلاق سراح مادار في داخلي، حاولتُ الوقوف ولكن الألم في ساقي اليسرى أعجزني عن الحراك.
"سحقاً"
نهض والتفّ حول ذاته.
"إصعدي"
إذاً؟
الفتى المغرور والمتذمر يطلب منّي التشبث به على ظهره الآن، كما يفعل الأحباء!!
هذا لا يصدق، ولكن نظراً لموقفي وللفرصه الذهبيه التي ستخرجني من المكان، فقد إستسلمت ووضعت كفّاي على كتفيه وتعلقتُ به.
أحياناً من أجلِ الحصول على شيء عليك التضحية بشيءٍ آخر.
°°°°

«.كُنّا غُرباء.»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن