ألم رأسه يتفاقم و الأصوات تزداد في الأن ذاته.
"غبي، أحمق، قبيح"
"بسببك يتشاجر والداك"
"سيذهب كلاهما و تبقى وحيدا"
"انظر إلى نفسك"
"لطالما كان أخوك المفضل للجميع"
أفكار كهذه تراوده كلما تشاجر والديه، في البداية شعر بالألم كلما هُمست في أذنيه إلا أنها لم تعد بذات التأثير عليه إذ بدأ يصدقها.
ليس هذا النوع من الأصوات ما يزعجه بل تلك التي تأتي بدون كلمات كرنين جرس صدء ممزوج بطنين ألف نحلة.
هذا النوع من الأصوات المزعجة يشوش تركيزه و يجعل مزاجه متقلبا، غالبا منزعجا أو متوترا.
ما زاد الطين بلة هو سكوت جايمين عن الأمر مقتنعا أنه سيتحسن مع مرور الوقت إلا أن وضعه إنحدر نحو الأسوء.
شاهيته إنخفضة إذ فوت أغلب الوجبات و إكتفى ببعض القضمات. ساعات نومه قلت لتعوضها ساعات من الأرق.
الليلة الماضية كانت ليلة بيضاء بالنسبة لجايمين إذ لم يذق طعم النوم إلا عند الثالثة صباحا ليستيقظ بعد أربعة ساعات فدوامه يبدأ عند الثامنة صباحا.
إستقام من سريره بوهن ليبدأ بالتجهز إرتدى زيه المدرسي ليلاحظ ان السروال أصبح واسعا فيكاد يقع ليقرر إرتداء حزام تجنبا لذلك، مُأخرا فقد جايمين الكثير من الوزن لدرجة أن مجرد حمل حقيبة ظهره الممتلأة بالكتب في الدوام تجعله تعبا للغاية.
سرّح شعره يلقي نظرة على وجهه، عضام فكه أصبحت أكثر بروزا و الدوائر الداكنة حول عينيه أكثر سوادا تنهد ليتجه نحو غرفة والديه او بالأحرى والدته إذ يبيت والده في العمل ليفتح درج المكياج خاصتها باحثا عن ما يغطي هالاته ليجد غايته و يعود لغرفته. أخفى الدوائر تحت عينيه ليعيد ما إستعاره.
نزل الدرج نحو الطابق السفلي لتداهمه الأصوات المزعجة فجأة مع ألم في الرأس و دوار. إرتكز على رخامة المطبخ يشعر بالعالم يدور حوله.
"هيونغ! هل أنت بخير؟" صوت جيسونغ القلق إخترق الطنين بعد ذلك بلحظات توقف الألم و يليه الدوار.
"هيونغ!" إلتفت أخيرا نحو أخيه يقابل تلك الأعين القلقة.
"أنا بخير لا تقلق. مجرد دوار خفيف" لم يكن خفيفا و لم تكن أول مرة إلى أن الأكبر فضل الكذب على جعل الأصغر أكثر قلقا.
"هل أنت متأكد"
"أجل، هيا إجلس. ماذا تريد على الفطور؟" قال يتوجه نحو الثلاجة.
"كالعادة" جلس جيسونغ يفتح كتابه يراجع بينما ينتظر فطوره فاليوم يخوض إختبار الرياضيات.
"ترااا، بيض مصلوق مع خبز بالجبنة اللذيذة التي يحبها جيسونغي!" قال جايمين يضع الصحن أمام أخيه الذي أغلق كتابه يشكر الأكبر و يشرع في تناول ما امامه.
جلس جايمين يقابله ينظر إلى الصحن أمامه إلا ان شاهيته منقطعة لذا إكتفى بشرب قهوته المرة لولاها لإنهار في منتصف يومه الدراسي طيلة الأشهر الماضية لحسن حظه اليوم أخر يوم دراسي، إذ تبدأ بعده فترة المراجعة لإمتحان قبول الجامعة مما يعني ان سنته الأخيرة في الثانوية ستنتهي.
كالعادة غادر جيسونغ رفقة تشنلو لينتظر جايمين جينو.
"لا أظن أنني قادر على قيادة دراجتي اليوم" قال بينما ينظر لدراجته يشعر بالتعب الشديد و رغبته في القيام بأي شيء منخفضة.
"إصعد، دراجتي قادرة على حمل كلانا" طلب منه جينو ليمتثل جايمين و يصعد خلف صديقه.
"متى ستزور الطبيب؟" عرف جايمين أن الأخر سيتطرق إلى هذا الموضوع ليجيبه يضع رأسه على ظهر صديقه يغلق عينيه يستمتع بالهواء المنعش "بعد إختبار قبول الجامعة"
"هذا جيد! أصمد حتى ذلك الوقت" قال ليضيف بعدها بصوت منخفض إلا أنه مسموع لجايمين "رجاءا!"
"سأفعل" سأحاول.
أنت تقرأ
voices || nct dream
Fanfictionأنا لا أريد ان أواصل الاستماع أصواتك الباردة ، حتى مع آذني المسدودة كل شيء عديم الفائدة ، كل هذه النظرات المخيبة للآمال. ˢᵗʳᵃʸ ᵏⁱᵈˢ ~ ᵛᵒⁱᶜᵉˢ +جايمين +جيسونغ +nct dream fanfiction
