jealousy

111 12 2
                                    


إختفت الشمس خلف الغيوم ليضفي الطقس أجواء باردة و كئيبة على المدينة لكن الطقس الغير مشجع لم يمنع الناس عن أداء مهامهم.

و كأي يوم عادي يوقظ جايمين أخاه للمدرسة رغم ان الأصغر رفض الذهاب متحججا ببرودة الجو إلا أنه إمتثل لأوامر أخيه بكسل.

بعد تجهيز حقيبته نزل جايمين إلى المطبخ ليتفاجأ بوجود أمه.
سيدة جميلة في الثلاثينات من عمرها ترتدي مأزر المطبخ بينما تخلط البيض بالجبن.

"صباح الخير جايمين!"
قالت بصوت دافئ إلا أن إبنها لم يستشعر دفئه.
"صباح الخير، ليس من عادتك إعداد فطور الصباح لنا!"
قال يتخذ مجلس على الطاولة، تجاهلت أمه كلامه مكملة عملها.

راقب جايمين تحركاتها بهدوء يتذكر تلك الأيام عندما إعتادت أمه على إعداد فطور الصباح و علبة غدائه، لكن تغير ذلك بعد أن بلغ الثانية عشر.

في السابق كانت عائلته متماسك أم لا تعمل تمضي يومها في رعايتي طفليها الصغيرين بينما يذهب الأب للعمل.

ثم كبر جايمين ليساعد والدته في شؤون المنزل و رعاية أخيه الأصغر، لطالما أحب مشاهدت أمه تطبخ و تعلم الطبخ كما أحب جيسونغ كثيرا فكان يجد المتعة في الإهتمام به.

شيئا فشيئا بدأت والدته بالإنسحاب و ترك مهامها له لتخرج رفقت أصدقائها للتسوق و الإستمتاع تاركتا واجباتها لجايمين فلا تساعد إلا في حالة غيابه عن المنزل إذ يكون في المدرسة.

عندما بلغ الثانية عشر أصبح رسميا أم جيسونغ إذ والدته أهملت الأصغر فلا تسهر الليالي عند مرضه، لا توصله للمدرسة، لا تعد وجبته المفضلة و لا تحتويه بين أحضانها. 

جايمين هو من يسهر لأجله، جايمين هو من يوصله للمدرسة، جايمين هو من يعد وجبته المفضلة و جايمين هو من يحتويه بين أحضانه.

منذ الثانية عشر و جايمين يستيقظ باكرا ليوقظ أخيه، يعد فطور الصباح، يذهب للمدرسة، يعود رفقت أخيه لينجز فروضه و يساعد أخيه في دراسته ثم يغسل الأواني، و أخيرا يحضى بوقت راحة قبل النوم عادة ما يستغله في محادثة جينو او مشاهدة مقاطع غريبة في الإنترنات.

هذه هي حياة جايمين، الأخ الأكبر و الأم و الأب لجيسونغ و لنفسه.

"صباح الخير"
قاطع الهدوء بينهما صوت جيسونغ الذي بدى متعجبا من رأية أمه في المطبخ.

"غريب الا يفترض انك نائمة أو مع صديقاتك؟!"
قال بسخرية يتخذ مجلسا بجانب أخيه.

"تكلم بإحترام معي! ثم ألا يحق لي الطبخ في منزلي"
أجابته تضع الصحون على الطاولة.
"أسف"
أنزل رأسه ليبدا بتناول طعامه

خرجا من المنزل ليقابلا تشنلو و كالعادة سبقهما جايمين بدراجته ليكون اول الواصلين رفقة جينو.

"لقد طلب مني الأستاذ مين إعطائه واجبي المدرسي الذي نسيت تقديمه البارحة"
قال جينو ينزع خوذته و يعلقها في مقود دراجته.

"حسنا إذا ساسبقك للفصل"
و هكذا إفترقا، جينو نحو غرفة الأساتذة و جايمين نحو صفه.

"غريب! جايمين الضعيف يمشي وحيدا دون حارسه الشخصي جينو"
صوت مزعج قادم من خلف جايمين جعله يتوقف و يستدير لصاحبه، هو يعرف من المتكلم حق المعرفة.

"غريب! يوجين الغبي أتى للمدرسة مبكرا"
نطق بذات النبرة المزعجة مما رفع ضغط المعني.

"كيف تجرأ!" هجم عليه يحاول لكمه مستغلا خلاء الممر من غيرهما، ليتجاهل جايمين لكمته غير مهتم بالشجار ضده.

"لا نية لي في شجار، لذا دعني و شأني"
بنبرة باردة تحدث جايمين يستدير مكملا طريقه تاركا يوجين الغاضب خلفه، هو خاف قليلا من نبرة جايمين الباردة.

"منذ متى وهو هكذا؟"
تمتم بصوت منخفض ليكمل طريقه و كأن شيء لم يكن.

يوجين هو أحد الحاقدين الذين يعيشون لإزعاج جايمين منذ اليوم الأول لدخول هذه المدرسة.

أكثر شخص يكرهه جايمين هو يوجين و أكثر شخص يكرهه يوجين هو جايمين.
علاقة كره متبادلة.

   

voices || nct dream حيث تعيش القصص. اكتشف الآن