_" و إنَّ سَعيَهُ سوفَ يُرَى " .
ستُجزى على جُهدك لا على نتيجتك .
__________________________________________" كـلهم ؟!"
هَذا كان الشَّيء الوحيد الذي أعلنَت عنه صاحِبة المعرض الذِي أحدثَ ضجةً إعلامية بِسُويعاتٍ قليلة .
ثُم هِي تتساءَل ما خَطبُ الإنسيّ مُقابِلها ؟ الآن و هي تقِف مكتسحَة لونَ المُلوك مُقابل ملِكٍ على عرشِ الاقتصاد كان هُو ، يبدِي رغبتَه بكل ما حَطت أعينُه عليهِ في المعرض .
قَد تبدُو كولِين دي بيانشي شخصًا هادئًا طِوال حياتها و لو جَلستَ معهَا ساعاتٍ طِوال لن تَرى ردةَ فعلٍ على اللوحة المرسومَة بإدقانٍ ربانِيّ ، هكذا كان وجهها ... لكِنها حتمًا ليست ساذَجة ، هِي من بيدَيها لَمست العَالم عارِيا دون تنكُره لن تترُك الأمر الليلة يمـر مرورَ الكِرام فَلم تعهد كريمًا بحياتها .
بـل ستتجادَل مع السيد مقابلها من يرتَدي الكُحلي يعكسُ لون أعينِه يبدِيه داكِنا عمّا هو حقا عليه . سـيال رُوسو لن يَخرج من جُحرهَا دون إجابة ترضِيها ، و إن رضت تمـنحه المعرض بكِبره و عزةِ العمَل فيه .
بأصابعها التي تَتلف حولها خَواتِم بمختلف أشكالها و أسعارها أخذت تُحدثه متسائلة عن سبب رغبته بلوحَاتها:
_" لَست من مُعجَبيِ الرّسم ، شيءٌ هشٌ كهذا برأيك أنت لا يستطِيع احتوَاءَك ، فَما سبب رغبتك به الآن ؟"
_" أتَقولِين أنّ فنكِ هشٌ لم يبلغ المعيَار الشخصي الذي أحدد به فنِي يا آنسة !"
يَعرف المرء أن الشخص مُقابله يتمَتع برجَاحة عقلٍ إن قَلب طاولَة السؤالِ بآخر يُعيقك عن الإجابة ، لكن ... ما يُعيقها ليس جوابُه ..بل النظرة التي مَنحها إياَها بينَما يُشير لها بِمعنى أعمقٍ مما تبدو عليه كلِماته .
_" سِيليَا ؟ "
هِي تعتقد حقًا أن سبب رغبته في دفع أطنانِ أموالٍ على ما يُقاربُ أربعِين لوحةٍ هو أختُه المهووسةُ بالرسم و الرّسامةِ نفسها ، لَكن على ما يبدو لم تَطلع بعد على فَنه هو كي تظن هذا الظّن السيءَ به و كَرد فعلٍ له على قولها الهادئ سألها ، سألها إن كانت حقًا كما هو شائعٌ عنها في عالَمهم ، تعرف كلّ من تحدثهم ...تبحث في كل خلفياتهم قبل بثّ كلمة منها بآذانهم :
_" ما مَجال عمَلِي كُـولين ؟ من يَجعل من الشيء الهّش كالزَّهر سِلاحًا ، تعتقدينه لا يتحمـل شيئا أهش كالرّسم بمُحيط رؤيته ؟ خطأ منـكِ يا آنسة أن تعتقـدي أن السبب خلف أفعالي هو شخص آخر . "
أخطاءٌ عديدة ارتَكبها سيال في جَوابه و أولها أنهُ قد نَاداها باسمِها ...تعرفه منذ شهر فقط و ...
قطع تفكيرها في الرّد عليه قوله مرة أخرى بينما تحرك من مقابلها يفتح مجالا لتحركها هي الأخرى بينما كانت محصورةً بين جسدِه و الحائط خلفها ، يُجري ببصره حول اللوحات المتبقية غير التي بِيعت سابقًا بينَما يُشير بكلماتِه دون أن يغيّر مجالَ نظره ، هي و ليس المعرضَ حَوله :
_" لستُ بغافلٍ ، تنثرين نفسكِ على لوحاتٍ و تطلبِين من العَلن احتِواءك رغم معرفتك التَّامة أنَّ لا يدًا قادرةً على حملِك ..!"
_" لَا تَقم بتأوِيل الأمرِ حسب رغبَتك يا سيّد "
_" ليسَ تأويلاً مني بل حَقائق أراهَا بأعيُنك "
_" و مَن شخصُك أنتَ كي تَجد الحّق في تأوِيلي بحقائقَ ليست سوَى وَهم !"
كـولين دي بيانشي شخصٌ شعلةُ غضبه لا تنطَفئ بالماء و إن اشتعَلت ، لكـن و في خضمَ هذا الحَديث المشحُون بينهُما في معرضٍ خاوٍ ، هدأت صاحِبة الفنّ و قد تراجَعت خُطوتَين خلفًا جهةَ الحائط خلفها بانقباضةٍ بين حاجِبيها عَبرت عن استغرابِها و اندهاشِها ممّا قد أفرجَ عنه سـيال روسُو .
و كرغبةٍ منها في إنهاء حديثهم وافقت على شِراءه كل لوحاتهَا مُعطية إياه رقم حسابِها المَالي بينَما ناوَلها هو رقمَ هاتفه الشخصِيّ بملامِح هادئة لا تَنم عن عاصفةٍ قد أعلنها في عقـل إحداهُنّ .
إنحناءة نبيلَة برأسه اتجَاهها ثُم التفّ ناحية المخُرج يتركُ كولـين واقفة محلها بينما تَعبث بالمشبَك الألماسِيّ بيدِها و ببطاقَةٍ تحمل اسمَها فقط و بعقلٍ يردد كلمَة " خَلاصِك الوَحيد "
أنت تقرأ
دَقَّـات نُـوفَـمبَر || November Beats
Roman d'amourيُقَـال أنّ الصَّـمت حِـكمة و رُجوح عَقل . لَكن مَاذا لَو لَم يـكن بِيدِها لِتتحَكم بهِ . بِأنَامِل رَاقـية تحـمل فُرشَاةً تُلَطخ بِها عالَمًا باهِتًا. بِيَدٍ واحِدة ..تتَحـكمُ بألـوانِ البَهجـة . لَكن مَاذا عـن بَهجَتِها هِي . بَهَتانُها هِي. كُولِ...