"كنت بُركان ثائر قبل هذا الجليد الذي تراه"بَعْدُ اِنْتِظَارٍ دَامَ لِسَاعَةِ هَا أَنَا اَلْآنَ اُكْتُبْ اِسْتَيْقَظَ بَالْمْ حَادًّا وَمُودِيًا جِدًّا فِي أَسْفَلَ قَدَمِي وَرْكَبْتَايْ حَاوَلَتْ أَنْ أَنْهَضَ لَكِنَّ دُونَ جَدْوَى بَقِيَتْ أَحْدَقَ فِي اَلسَّقْفِ دُونَ أَيْ فِكْرِيٍّ وَتَذَكَّرْتُ مَاذَا حَصَلَ فِي اَللَّيْلَةِ اَلْمَاضِيَةِ وَضَعَتْ يَدِي عَلَى يَسَارٍ صَدْرِيٍّ وَقَلَّتْ لِقَلْبِي هَا أَنَا حَيَّةٌ وَأَتَنَفَّسُ لَا تَضْطَرِبُ دَقَّاتِ وَقُمْ بِعَمَلِكَ بِكُلِّ مَا تَمْلِكُ مِنْ حُبٍّ وَضَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِي وَاسْتَمْرَأَتْ فِي تَحَسُّسِ مَعِدَتِي أَخْبَرَتْهَا أَنَّنِي بِخَيْرٍ لَا بَأْسَ لا تَخَافِي عِنْدَمَا تَنَامُ بِقَلَقٍ تَسْتَيْقِظُ وَكَأَنَّكَ فَاقِدٌ لِذَاكِرَتِكَ لَا شَيْءً يَطُوفُ فِي رَأْسِكَ سِوَى مَاَاخَبَرْتْ اَللَّهِ عَنْهُ
ذَهَبَتْ مَعَ كَامِيلْيَا أَسِيرُ مَعَهَا وَتُحَدِّقُ بِي نَضِرَةٌ أَسَف وَحُب تَسِيرُ مَعِي بِكُلِّ هُدُوءٍ وَرِفْقٍ تَرْتَدِي أَجْمَلَ اَلثِّيَابِ وَشِعْرِهَا اَلْجَمِيلِ اَلْحَرِيرِي عَلَى كَتِفَيْهَا وَابْتِسَامَتُهَا اَلَّتِي تَذْهَبُ عَنْكَ كُلُّ تَعَبِ وَهُمْ وَعُيُونِهَا اَلْكَبِيرَةِ اَلَّتِي زِينَتُهَا بِالْكُحْلِ وَازْدَادَ جَمَالُهَا
نَضِرَةً إِلَى اَلْمَكَانِ بِتَمَعُّنِ أَتَفَحَّصُهُ هُنَاكَ اِنْهَارَ ضِيقُهُ وَسَطَ اَلْمَكَانِ وَتِلَالٍ مُخْضَرَّةٍ تُحِيطُ بِنَا وَالْأَرْضُ قِطْعَةً خَضْرَاء تَأْخُذُ اَلْأَلَمَ مِنْ سَاقِي كُلَّمَا سَرَتْ أَكْثَرَ وَالطُّيُورِ وَكَيْفَ تُغَرِّدُ بِأَجْمَلِ اَلْأَلْحَانِ وَتَفَاصِيلَ كَثِيرَةٍ لَكِنَّ أُجْمِلهَا اَلْهَوَاءَ كَانَ مُنْعِشًا
قَاطَعَتْ أَفْكَارِي صَوْتَ كَامِيلْيَا وَهِيَ تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أَمْسَكَ يَدَهَا حَتَّى أَصْعَدَ عَلَى شَيْءٍ يُعَبِّرْنَ فَوْقُ اَلشَّاطِئِ تَفَادَاهُ بِقَدَمِي مُصَابَةٍ وَمُنْتَفِخَةٍ وَمُحَمَّرَةٍ جِدًّا لَكِنَّ جَاءَتْ أَسْئِلَةً كَثِيرَةً فِي بَالِي
كَامِيلْيَا أَيْنَ نَحْنُ ؟
كَامِيلْيَا : سَأُخْبِرُكُ يَا حَبِيبَتِي فَقَطْ اِنْتَظِرِي كَدَّنَا نَصِلُ
وصلنا لمكان ممتلئ بالناس ويتحدثون بِصَوْتٍ خَافِتٍ عَنْ كَامِيلْيَا وَعَنِّي لَكِنْ لَا أَسْمَعُ سِوَى أَسْمَائِنَا بَيْنَ كَلِمَاتِهِمْ أَدْخَلَتْنِي كَامِيلْيَا لِمَتْجَرِ وَاشْتَرَتْ لِي مَلَابِسُ كَثِيرَةٌ وَحُلِيٌّ وَأَحْذِيَةُ وَحَقَائِبُ وَاخْتَارَتْ لِي بَعْضُهَا اِلْبَسْهَا اَلْآنَ
قُلْتُ لَهَا هَلْ هُنَاكَ مَكَانٌ آخَرُ تَوَدِّينَ أَخْذِي إِلَيْهِ ؟
كَامِيلْيَا : نَعَمْ سَآخُذُكُ إِلَى اَلْقَصْرِ اَلْمَلَكِيِّ حَيْثُ أَسْكَنَ قُلْتُ لَهَا هُنَاكَ سَأُغَيِّرُ مَلَابِسِي أَمَّا اَلْآنَ دُعِينَا نَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ لِأَنَّنِي أَرْغَبُ بِالتَّنَزُّهِ مَعَكَ
لَا أُخْفِي عَلَيْكُمْ أَنَّ بَالِي مَشْغُولٌ أُفَكِّرُ لِمَاذَا أُخْتِي تَذْهَبُ إِلَى اَلْقَصْرِ اَلْمَلَكِيِّ وَلِمَاذَا تَأْخُذُنِي مَعَهَا وَأيِنْ كُنْتَ وَكَيْفَ أَتَيْتُ بَعْدُ أَنْ طَرَحَتْ اَلْأَسْئِلَةُ عَلَى دِمَاغِيٍّ بَدَأَتْ اَلْإِجَابَاتُ تَضْهَرْ
أَنَّ اَلذِّكْرَى أَتَتْ كَعَاصِفَةٍ فَوْقَ رَأْسٍ وَصَرَخَت فِرَانْكْ أَيْنَ فِرَانْكْ أَيْنَ دَفِّئِي وَحَنَانِي أَيْنَ مَنَّ مَلِكُ اَلْقَلْبِ وَاسْتَوْطَنَهُ أَيْنَ مَعْشُوقِي وَأَغْمَضَتْ عَيْنِيًّا بِتَوَسُّلِ لَيْتَنِي أَتَذَكَّرُ وَحَلَّتْ عَاصِفَةٌ أُخْرَى فَوْقَ رَأْسٍ حِينَ تَذَكَّرَتْ مَا أَصْبَحَ عَلَيْهِ فِرَانْكْ وَبَدَأَتْ دُمُوعِي بِالسُّقُوطِ وَشَعَرَتْ بِأَنَّ اَلْأَرْضَ تَجْذِبُنِي إِلَيْهَا وَقَلْبِي بَدَأَ بِالْخَفَقَانِ
فِرَانْكْ هُو اَلْوَحْشِ اَلَّذِي خَدَعَنِي وجعلني ابْكِي دُونَ تَوَقُّفٍ
مَسَحَتْ كَامِيلْيَا وَجْهِي بِمَنْدِيلٍ رَقِيقٍ تَحَمُّلَهُ قَالَتْ لَاعَلِيكْ يَا إِمِيلِي أَنَا بِجِوَارِكَ وَأَعْرِفُ مَا مَرْرَتِي بِهِ ، حِينُهَا وَصَلْنَا إِلَى اَلْقَصْرِ اَلضَّخْمِ كَانَتْ بَوَّابَاتُهُ مُمْتَدَّةً إِلَى اَلسَّمَاءِ اِسْتَقْبَلَتْنَا
اِمْرَأَة كَبِيرَةٍ طَيِّبَةٍ اَلْقَلْبِ مُبْتَسِمَةًوَعَانَقَتْنِي وَابْتَسَمَتْ لَي ثُمَّ قَبِلَتْنِي وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْرُورَةٌجِدًّا بِتَوَاجُدِي هُنَا ثُمَّ أَتَتْ بِنْتٌ فِي مُتَوَسِّطِ اَلْعُمْرِ لَا تَعْرِفُمَضْمُونَ قَلْبِهَا اِبْتَسَمَتْ لِي بِثِقْلٍ
أنت تقرأ
سيفار الاشباح
Mystery / Thrillerلكنني أُجبرت على وضع النقطة في هذه الحكاية بدلًا من الفاصلة، ولو تعلم كم كلفتني هذه الحرب للحد الذي تنازلت فيه عن الكثير مقابل أن أكسب ماتبقى مني عالم سيفار احد اجزاء مثلث برمودا