صراع المشاعر

32 7 3
                                    

اعيد تشكيل اللوحة في رأسي قبل ان ترسم ، هناك ورقة بيضاء خالية احدق بها وتخطر في بالي الف فكرة للوحة ، تشابك الايدي، راساً مقطوع ،دماء تسيل ،شجرة مثمرة بجانب النهر ،ليلة النجوم ،امراة فقيرة ،رجل مسن ،عاشقين يحتضنان بعضهما ،مزج الالوان وخلق فكرة ، الريف ، بكاء ، بساتين وطيور

ان الاوان لأرسم لوحتي
انا الان ورقة بيضان نقية تتعطش لحفرالقلم فوقها وتلوينها
انها اللحضة الاشد صعوبة ؟
ماذا سأرسم ؟

حتماً لن اختار ان اقتل فرانك وادع ورقتي البيضاء تغرق في الدماء واخسر ورقتي الرابحة وامكث هنا اعواماً لا تعد !

اود ان الون هذه اللوحة كذباً وارسمها كذباً حتى انجو سترسم بدموعي وتلون بدمائهم بالاخر لن اترك الشر يلهو في العالم مادامت هناك فرصة سانحة لايقافه !

تقدمت نحو فرانك رميت تلك السكينة
هل كل شيء بخير عزيزي ؟

لا يا آملي لا ، ان سكان سيفار يعادلون سكان الارض وجميعهم اتفق على مساندتي حتى بدمائهم لكنني اشعر انني وحيداً دون وقوفك بجانبي ، انتي يا اميلي كل العالم ولا حياة لي ان كنت انت من تخليت عني وذهبتِ وحدك وتركتيني هنا !

' فاضت عيوني بالدمع ولكنني رسمت على وجهي ابتسامة وتنفست بعمق واخبرته

لكنك الوحيد يا فرانك الذي حملت له همومه واحزانه وخيباته وحتى حسراته فماذا حملت لي ؟ لقد حملت ضحكتي واوصدت عليها ابواباً لاتفتح ابداً ، اتصدق انني بقيت اعواماً اخبر نفسي بأنني وجدت كنزي وكنت فخورة بك جداً وتمنيت ان تكون انت كذلك فخوراً بي وتحبني كذلك صدقاً لكنني لم احصد شيئاً من هذا الشعور تخيل ان يكون حبك العضيم محل انكار وعدم تقبل وتشعر انك مخدوع وتسمع اعذب الغزل لكنه يخرج من فم شيطان متنكر ان النزيف الذي احدثته افعالك بداخلي لن يضمده اي طبيب ولا اي كلمه ، يال الحال الذي اوصلتني اليه يا فرانك وكم كان سقوطي مؤلماً ، كنت على القمة وفي طرفة عين وجدت نفسي في الهاوية ، و اي هاوية انها منبع الشياطين والاوغاد امثالك صدقاً لا اعرف كيف استطعت التحمل ثانية وانت تخدعني بالحب ، انا لم امضي في هذا الشعور القبيح الا ساعة واحدة ولم احتمل قبحه وشدته على نفسي كيف استطعت ان تخدعني بالحب ؟ انها من افعال الشياطين امثالك ف انا من جنس البشر اننا اطهر من ان نكون مخادعين لهذه الدرجة وكل من اخبرك انه خان او خدع ماهو الا شيطان مثلك ان شئت قتلي اقتلني لكن كن على علم انني سمعت كل حوارك مع الرجل في القصر ولن استطيع ان احبك لقد تبعثرت مشاعري نحوك ووقعت في طريقي اليك هنا حتى وصلت لك بكامل كرهي اليك

شاهدت اميلي كيف بدء يتغير وجه فرانك واصبح شخصاً مختلفاً ومختل تضاعف حجمه وتغير لونه للبني وازداد اتساع عينه وكشر عن انيابه تغير صوته بالكامل واخذ  يصرخ وضهر من جسده اسواط واضافره اسياف حادة

وصرخ بصوت عالي يمزق اذن من يسمعه وكأنه تلقى رداً من حول القصر واخذ الجميع بالصراخ بصوتهم القبيح المخيف

اقشعر بدني وشعرت انني هلكت لا محالة تقدم نحوي وفتح فمه وصرخ من جديد وفاحت منه رائحة الجثث والموتى رائحته عفنة كأنه يتغذى على الجيف والموتى ، ان الخوف سرى في جسدي وتوقف الدم فيه قلبي يخفق بسرعة بدأت اركض في الغرفة ودفعت الباب وانكسر واركض نحو لا شيء اريد فقط ان اهرب ان لا ارئ فرانك مجدداً ان هذا المنظر صعب استيعابه كنت افكر ان اتعثر وابقى صامدة في مكاني لانه يركض وينضر الى السقف منضره مخيف جداً واروقة القصر ضيقة تعثرت ولم يراني اخذ يركض

اخذت اجمع انفاسي وافكر كيف سأذهب شاهدت امامي ممراً ضيقاً كأنه غرف الخدم او شيء مشابه لكن قلبي توقف حقاً حين شعرت بيديه تطوق رقبتي واخذ يشد عليها لم استطع التنفس وضربني على صدري بشدة كسر اضلعي وفقدت الوعي انذاك

استيقضت على صوت امراة تكرر ب استمرار
انهضي اما الان او تمكثين هنا الى الابد

فتحت عيوني بالتدريج اشاهد الاسوار تحيط بي والجثث والذباب وايادي وارجل مقطعة وكامرات مبعثرة ومحفظات نقود وحقائب واوراق و اقلام والدماء في كل مكان

استيقضت بسرعة وشعرت ب اضلاعي مكسرة الالم لايطاق كأنني جثة لكن استطيع التنفس بصعوبة

هيا اميلي سوف احملك اصمدي قليلاً واذا بها اختي كاميليا
لكن لا طاقه لي ان اقبلها واسالها اين اختفت حملتني ومست اضلعي وفقدت وعي من الالم

استيقضت مرة اخرى بصعوبة وشاهدت نفسي على ضهر التنين وفقدت وعيي مرة اخرى

بعد مدة طويلة استيقضت وانا بجوار اختي كاميليا كنت في حضنها نائمة ودفئ شديد يحيط بي فتحت عيني اكثر وشاهدت المكان وحقاً استغربت مما رأيت

ان الورد في كل مكان ونهراً جاري بقربي وموقد نار وعشب
اخضر فاقع اللون وهواء عذب وصوت ناس يضحكون بهدوء ومنضر النهر ممتد الى الاف الكيلومترات امامي وحوله البيوت المزينة بالزخارف والورود كان النعيم يحيط بي من كل جانب وهناك سماء فوقي واطباق تشبه السفن الفضائية وحيوانات تتكلم مع البشر بكل ود وسلام ماهذا المكان اين انا

نهضت كاميليا من نومتها وهي ترتدي اجمل الثياب الزهرية والتاج والمجوهرات

كاميليا : كيف حالك اليوم؟

اميلي : لا اشعرسوى بالراحة اين نحن كاميليا هل فارقنا الحياة والان نحن في الجنة ؟
ابتسمت كاميليا لا نحن في سيفار يا صغيرتي اذهبي الى النهر واستحمي  وسأخبرك بكل شيء اعدك ..

سيفار الاشباححيث تعيش القصص. اكتشف الآن