part 1 : عَودة

527 13 5
                                    

- تحذير -
الرواية تحتوي على مشاهد غير مناسبة
___________

غارقٌ بالفراغ
الفراغ يلتهمني ويغرقني بحفرة سوداء لا شيء بها سوى الظلام والصمت
لا اشعر بشيء لا الحزن ولا الغضب...لا شيء
ناهيك عن السعادة.. الشغف اوالحماس لا اذكرُ حتى متى كانت اخر مره شعرت بها بهذه المشاعر
حتى الشعور بالفراغ لا اشعر به انا فقط اعيشه
كأن جسدي خاوي...فقط يضخ الدم ويتنفس

افاق من شروده عندما وقع رماد السيجارة على ظهر يده ، نظر اليها..لم تلسعه..او تحرقه..لم يشعر حتى بالألم ، رمى سيجارته من نافذة الغرفه وذهب ليستحم ويتخلص من التعب الذي ينهك جسده...فهي الرابعة والنصف فجراً...استيقظ كالعاده بعد نوم لم يستمر لساعة واحده..

بسبب الماضي الذي يلاحقه على هيئة كوابيس ، لا شيء يوقفها لا منومات ولا ادويه...لا شيء..
الارق ولسنوات طويلة كان رفيقه الوحيد...يستمر لأيام دون نوم رغم مطالبة جسده بذلك ولكنه ببساطه يتجاهل كل اشارت الارهاق

***

استقبله حراسه الواقفين امام سيارتين سوداء مظلله ، فتح احدهم باب السيارة الخلفي من اجله ، جلس بالخلف ونظر السائق اليه عبر المرآة يستفسر الى اين يذهب دون ان ينطق بحرف
" الى الشركة "
اخبره بصوت يكتسيه البرود وعدم اللامبالاة وهو ينظر الى شروق الشمس والسماء الملونه باللون البرتقاليّ....وهذا فقط يذكره بشخصٍ ما...

وصلّ الى شركته قبل وصول الموظفين بكثيرٍ من الوقت ، دخل الى مكتبه وجلس ليغرق نفسه بالعمل والملفات علها تنهي سلسلة افكاره وتعبه

مضى الوقت دون ان يشعر حتى سمع صوت طرقات على الباب ، رفع رأسه ونظر الى النافذة الممتده على طول الغرفه كان الصباح قد حل اخيراً
"ادخل " دخلت مساعدته وبيدها كوب من القهوة لتضعها على الطاولة وبيدها ملفات وضعتها امامه "هذا عقد الشراكة مع السيد جان ارسله ليلة امس بعد ان عاد الى تركيا ووضع تعديلات على البنود...لقد فحصته مع المحامي وكان جيداً لا ينقصه سوى توقيعك "

لم ينظر اليها كان تركيزه على الاوراق مع عقدة بين حاجبيه والنظارة الطبيه تزيده وسامه وحده...كانت تنظر اليه بثبات وهو يقرأه حتى اهتزت نظراتها عندما مزق الورقه بهدوء وقالَ
" اخبريه ان العقد مرفوض"
نظرت اليه بتوتر وسألته
"ماذا سأخبره ان سأل عن السبب؟ "
شرب من قهوته وهو ينظر اليها
"لقد اخبرته بالاجتماع امس ان حصتي من المشروع ستكون 55‎%‎ لماذا اذاً في العقد مذكوره انها 50‎%‎ ماهذا الاستخفاف بكلامي!...الم تكوني حاضره بالاجتماع لماذا اذاً تخبريني ان العقد لا ينقصه سوى توقيعي!"
نظرت اليه بخوف لقد ظنت ان هذا لن يؤثر فبالنهايه نصف المشروع له حاولت ان تبرر له "انا ..انا لم.."
"يمكنكِ الخروج" اعاد نظراته على الملفات امامه وهي قد فرت هاربه لقد كان مزاجه جيداً لحسن حظها ولم يصبّ غضبه عليها

Black beauty || مُنطَفِئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن