part 13 : ثَمِلٌ بالحُب

89 9 8
                                    

كان الوقت فجراً عندما نظر ادريان الى آنديريا النائمة بسرير المشفى...نظر الى اللفافة البيضاء التي على رأسها ومن ثم الى رقبتها حيث هناك احمرار يميل الى الزرقة....رفع عينيه نحو ماكسيمس الواقف بجانب سريرها من الجهة الاخرى ينظر اليها دون ان يزيح عينيه

" لنتحدث في الخارج..."
همس ادريان جملته بنبرة جافة وهو يغادر يفتح الباب وينتظره في الممر ، نظر ماكسيمس اليها بصمت ومن ثم انحنى وهو يغمض عينيه يضع شفتيه فوق ثغرها...يروي ذاته منها ومن رائحتها و وجودها...
ابتعد عنها بإنشات ونظر الى ملامحها بعينين تحمل عاطفة العالم اجمع....كان يحمل مشاعره بعينيه...مشاعر لم يخرجها لمرة واحدة امامها...

رفع يده اليسرى وامسك بخصلة من شعرها وقربها نحو انفه يستنشقها وهو مغمض العينين وكأنه مدمن... ، ابعد يده وبالكاد اجبر جسده عن الابتعاد عنها والخروج من الغرفة ، اغلق الباب خلفه و سار نحو ادريان الواقف بنهاية الممر الهادئ....رفع ادريان رأسه بملامح حادة وتقدم نحو ماكسيمس ليمسكه من ياقة قميصه ولكمه على خده بقوة...

وقع ماكسيمس على الارض ليجلس ادريان فوقه يسدد لكمات عديدة على وجهه دون توقف....كان ماكسيمس ممد على الارض دون مقاومة او اعتراض يستقبل ضربات ادريان برحابة صدر...

ملامحه تشوهت...و وجهه بأكلمه تحول الى لوحة دامية...
توقف ادريان عن ضربه وهو يتنفس بصوت عالي وابتعد من فوقه يجلس على الجهة الاخرى فوق الارض ونطق من بين انفاسه يوجه كلامه اليه دون النظر نحوه وكأنه تعرض لخيبة او شيء غير متوقع...
" كيف...كيف تجرأت على ايذائها ماكسيمس ؟..."

كان هذا سؤالاً ينخر رأس ماكسيمس منذ ان استوعب ما فعله.... ينظر الى السقف الابيض بصمت...
كيف استطاعت يديه التي تقدسها من معاملتها بخشونة...عينيه...عينيه كيف لها القدرة على رؤية نظرات الخوف منها...كيف استطاع بحق الرب على لمسها بهذه الطريقة؟...

لقد امتنع عنها لعمرٍ كامل....امتنع عنها دهراً ليحميها من ذاته...
كيف فعل هذا ؟...
كيف فرط بزهرته الحمراء...

لقد توقف قلبها عن النبض...فارقت الحياة للحظات بسببه...كاد ان يخسرها..بسببه..
كادت ان تموت بين يديه...
وعند هذه الفكرة..تكلم بصوت خافت يملؤه التعب...
" لقد سألتني لسنوات ادريان...
لما امتنع عنها..لما امتنع عنها واعذبها واعذب نفسي...
هل علمت الان لماذا...هل علمت لما احميها مني..."

Black beauty || مُنطَفِئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن