- قد دفعته معرفتها لجعله يحب المدينه ثم الحي ، ثم الشارع ، وأصحاب الدكاكين الموجودة حول بيتها ، ووالديها .. أصبّح يحب لونها وقهوتها وإسمها
حُبها يجعله يمشي مسافاتٍ طويلة ، يدفعه لحُب التفاصيل الصغيرة ..
هو شخص واحد فقط وروح واحده كيف لهُ أن يحبها بكُل هذا المُتسع ؟ كيف لهذا القلبّ أن يحمل حُبّها كُله ؟
عيونها قادرة على جعلة حيّ بكُل ما تعنية كلمة حيّ !
يحبّها جدًا او بمعنى أعمق .. أصبحت أقربّ للقلبّ منه .
أنها دومًا تلون خاطره ، لطالما حولتهُ لوحه ! لقد تجاوز معاها مسألة الحُب .. أنهُ لا يستجدي مِنها شعورًا لأنه يعيشها كحياة ، حرفيًا أصبحت النور للحظاتٍ غدّت من دون وجهها مُعتمه .
عندما يكون معاها يشعُر
يشعُر بماذا ؟!
هذا كُل شيء فقط ، يشعُر !
- ينتزع بشته الأسود يرمية فوق السرير بإهمال ، يتقدم من الكنبة الموجوده في مُنتصف الغرفة والذي كانت تحتضن جسدها المُرتجف رُغم أنها سعت جاهده أن تبدو بقّمة الثبات ، يجلس بالقُرب مِنها يتأملها دون توقف بدايةٍ بشعرها المرفوع بطريقه مُبهرة لتتدلى منهُ خصلات بسيطه تُزين طرف وجهها ، لتاج الألماس الذي يعتلي مُقدمة رأسها ، مرورًا بفُستانها الأبيض االذي يُعكس لون قلبها بإكمام عاريه لتتزين رقبتها بعقد الألماس الذي ألبسها والدها ، لمسات المكياج البسيطه التي زُينّ بها وجهها العذبّ ليُزيد بهائِها بهاء في ليّله عُمرهم ، كان لها من أسمها النصيب الأكبر من كُل شيء تنعكس صفاتها على وجهها السمح لتُثبت أنها أرقّ من هبّة النسيم وأعذبّ من جميع المشاعر الرآيقة التي تسكُن صدر الإنسان وتحتوية .
- يتنحنح بصوتٍ مُنخفض يُحرك كفة اليُمنى ويضعها تحت ذقنها لترفع مُقدمه رأسها له ، يقول بحنيّه كثيفه تُصيب مضغه قلبّها الرهيف : أنتِ مُذهله ، وياترى أنا كيف أقدر أخفي إنذهالي ؟
- ترتجف كفوفها وتكتسي خدودها بلون الأحمر القاتم بفعل الخجل الكثيف الذي سيطر عليها بسبب كلماته .. وترمش بهدوء .
- تتوسع حدقات عينيه وهو يرى دمعتها الباردة تُلامس ظهر كفة ، لتتجعد أطراف ملامحه ويقول بخوف : ليه تبكين ؟ أنا السبب بحضور هالدمع ؟ وجودي مُضايقك ؟ خايفه منيّ ؟
- تهز رأسها بالرفض القاطع لجميع الأسئله التي تفوهه بِها ، وتبلع ريقها بذات الصمت ، لتسمح للدمع يستقر بمُنتصف خدها حتى يصل لظهر كفه ويبلله .
- يُكرر سؤاله بحيرة وخوف شديد قائلًا : يابنت الكِرام وش فيكككك ؟ تبيني أطلع من الغرفة ؟ أنتِ شايفة شيء بدأ منيّ قصور ؟
- تبتسم من بين دموعها وتهز رأسها بالرفض لتقول بخجل يُناسب رقّتها : ليه أخفيت وجهك عني كُل هالأيام ؟
- تنفرج ملامحه ليعتلي الحبور تقاسييم وجه قائلًا بشرهه بسيطه : هالدموع كانت لهالسبب ؟
- تضحك بخفة ، تمسح دموعها بهدوء لتردف بهمس : مدري ، أول مره نجتمع بعد سنين طويله ، تذكرت طفولتنا .. وتذكرت ميس لو كانت للحين موجوده بتكون السبب الأول والأخير بإجتماعنا وبهالزواج .
- يزفر تنهيده لطاري أُخته يترحم عليها بصوتٍ مُنخفض ، محاولًا تغيير السالفه : ودّك أجاوبك على السؤال ؟
- تهز رأسها بموافقه وبخجل طاغي يكتسي جميع ملامحها .
- يقول برحابة صدر مُبررًا سبب أخفاء وجهه عنها : كنتي بتقبلين تتقهوين بمقهى شخص كان السبب بأذى أخوك ؟
- تقطب حاجبيها بخفة ليُداهم مُخيلتها الماضي البغيض ، وتناظره بنظرات شارهه .. وقبل أن تتفوه بحرف يُقاطعها بضحكته الرجوليه قائلًا : تجعدت ملامحك من هالذكرى هذا والصدور صارت سليمه ، أجل وقتها وش كان سويتي فيني ؟
- لتُشاركه ذات الضحكه تهز رأسها بتفهم لجوابه المُبطن الذي أصبحت تُدركه جيدًا دون أن يُكمل تبريره ، تتسائل بعُمق روحها "حقيقي وقتها لو كان ظهر لها دون مايخفي ملامحه ، كانت بتتقبله ؟ كانت بتسمح أن لوحاتها تتوسد مقهاه ؟ كانت بترضى تأكل كُنافة من يد شخص تسبب بطعن أخوها ؟"
- يمد يده يسحب عُلبة الكُنافة من فوق الطاولة القريبة منهم ، يفتحها بهدوء ويعطيها المعلقه التي زُخرفت بإسمها الأنيق ، ويلتقط الملعقه الثانية الذي نُقش عليها أسمُه .
- تلتهم قطعه صغيرة وترسم تكشيرة طفيفه على شفتيها ، وتبلعها دون رضى .
- يندهش من حركتها المُفاجئه ثم يلتهم قطعه من الكنافه .. وبعد بضع ثوانٍ يفهم مقصدها لتنتشر ذبذبات ضحكته الرجوليه في أرجاء الغرفة قائلًا : قشطه ؟؟؟ كيف ما أنتبهت ! رُغم أني مُتعني أجيبها بالنوتيلا .
- تبتسم بخجل وأحراج تهز رأسها مؤيده وتردف بهمس : ليتني أقدر أجاملك وأكلها ، بس أنا والقشطه مو أصحاب .
- يأخذ الملاعق يضعهم على الطاولة بجانب علبة الكنافة ، قائلًا بحبور عالي : أجل الليّله ما من حلا ، حلاكِ يكفينا .
- تبتسم بهدوء وتُشتت نظراتها في زوايا الغرفة ، تبلع ريقها بخجل كثيف ، ليقترب مِنها يحتضنها إلى صدرة بحنيّة العالمين قائلًا بحُب عميق يشع من بؤبؤه الأخضر : من طفولتنا للأن ، حُبك ما تغير إلاّ زاد .
__
__
__
__
- يدخل الغرفة يراها تعطيه ظهرها وتنتزع عبايتها ليتطاير شعرها العسلي في الفضاء بفستانها الأسود بأكتاف عارية وفتحه أمامية في منطقة الصدر .. ليميل شعرها بطريقة أنيقة على كتفها اليمين ، بلمسات رقيقه من المكياج تُزين وجهها العذبّ وأحمر شفاه باللون الأحمر .. وهو الذي لم يستطيع رؤيتها قبل العرس لإنشغاله مع ولد خالته وتجهيزات العُرس [ ولكنهُ أصبّح يعرف عذوبتها مثلما يعرف راحة يديه ! ] يرمي العقال والشماغ فوق السرير بإهمال ويقطع المسافة الفاصلة بينهم يطوق خصرها بذراعييه ويميل برأسة على كتفها اليسار ليقول بإعجاب كثيف : حصل في العرس إنهيار ؟
- تقطب حاجبيها بخفه من سؤاله ، تحاول التملص بخجل من بين ذراعة ولكن دون جدوى ، تقول بهمس : ليه ؟
- يضحك بصوته الجهوري من عدم فهمها لمقصده قائلًا : في كُل عرسٍ تحضّرينه يصير إنهيار
ماغير " ياحلو بنت فلان ويازينها " !
- تبتسم بخفه وتتحول لون خدودها الناعمه إلى اللون الأحمر القاتم بفعل الخجل الذي يُسيطر عليها بكُل مره يكون قريب منها لهالدرجة .. تنحني بنظراتها إلى كفة اليسار ليقع بؤبؤها العسلي على خاتمه الأسود الذي يحتضن أصبعة الوسطى .. تعبُس ملامحها بخفة وترفع أناملها لتمررهم على الحجر الأسود الذي يعتلي مُقدمة الخاتم بصمتٍ مُريب .
- يميل برأسة قليلًا يُقبل كتفها العاري وهو المُلاحظ عبوس ملامحها المُفاجئ .. ليتسائل قائلًا : لِماذا الجمالُ كئيبُ ؟!
وبعد مرور عدة دقائق من الصمت يردف بصوتٍ مُنخفض يقترب من حدود سمعها ليقول بهمس : تبسّمي .. تيم يهواكِ باسمةً هل يعبسُ الزهر يا أحلى الأميراتِ ؟
- تلتفت ليُقابل وجهها وجه وكفها مازال يحتضن كفه ، تتصنع الأبتسامه وتردف : لا أبد مو كئيبه ، بس زعلانه شوي على رواقّ لأنها تزوجت وراحت من هالبيت .
- يرسم إبتسامة طفيفة على ملامحها من حنقها الواضح الذي تحاول تخفية بكذبتها المكشوفه ، يرفع كفوفه ويغلف أطراف وجهها بحنيّة قائلًا بإستفسار واضح : في خاطرك شي علميني و خليك صريحه ، ولا تبيها توصل لـ العتب و الزعل ؟
إذا تبيها زعل جعل الحطب ما يطيح ، أنا أصلًا أموت في وجهك و هو منفعل .
- تضحك من غزله الصريح الذي يطلقة على مسامعها دون أن يعلم برجفة قلبّها الرهيفّ من حنيته التي تذوب أكبر أحزانها .. لتُكرر ذات الحركه تُمرر أصابعها على خاتمه الحالك بصمت لعّلهُ يفهم مقصدها دون أن تُصرح بغيرتها من هذا الخاتم !
- يرمش عدة مرات بعدم إستيعاب ، تتجعد ملامحه لبضع دقائق قبل أن يفهم مغزاها ليقول بإستنكار طفيف : تغارين ؟؟؟
- تُشتت نظراتها بعيدًا عنه ، وتهز رأسها بكذب ورفض قاطع .
- يتخطاها خطواتٍ بسيطة ، يقترب من درج التسريحه يسحبه بهدوء ويلتقط منهُ علبه الخاتم الفاضيه ، يفتحها وينتزع خاتمه الأسود من أصبعه ليثبته في جوف العلبه ويرجعها مكانها ثم يقفل الدرج ، ويذهب إليها مرةٍ أُخرى .
- تُطبق جُفنيها بإستحياء عندما تأكدت من فهمه لغيرتها الغير منطقية !
- يقطع المسافة الفاصله بينهم ويدنو منها ليُقبل جُفنيها المُطبقة ويحتضنها مرة أُخرى يطمنها بكلماته قائلًا بصوته الأجش : تغارين وأنتِ صاحبة كُل الشعور ؟ وشلون ياوردة فؤادي تحاتين ؟ وأنتي مكانكِ في ضلوعي هنيّا !
- ترتجف بين ذراعيه لتقول بتبرير : لو الخاتم له ذكرى عزيزه عليك ؟ لا تشيله بسببي .
- يبعدها عنه مسافة بسيطه ، ثم يحتضن كفة بكفة يمشي معاها خطواتٍ بسيطة ويجلس على حافة السرير لتجلس بجوارة ، ليقول بهدوء يتخلله بعض الغصة : سبب بقاء الخاتم بأصبعي ماكان ذكرى عزيزة ، كثر ماهو عقاب !
- تقطب حاجبيها بخفة من غصته التي وصلت إلى باطن قلبّها وأربكت نبضاتها وقبل أن تتسائل عن مقصده ، يسترسل بالكلام قائلًا : رُغم أن ذكرى هالخاتم ترتبط أرتباط عميق بمهنتي وسبب الترقية الذي نلّتها ولكن بقائه بأصبعي لأجل ما أنسى الألم الذي شعرت فيه بسبب موت ميس والولد الذي كان بجوفها من صُلبي ! كنت كُل ما وقع نظري عليه تجتاحني ذكرى الحادث الذي تسببت فيه ، وجوده كان عقاب بالنسبة ليّ كان لوم وعتاب على كُل شيء صار بالماضي .. لأن هالخاتم الذكرى الوحيدة من ميس والذكرى الوحيدة التي أجبرت نفسي ما أنساها خلال كُل السنوات التي مرت ، جيوش الذنب تتضاعف بقلبّي والملامه تزداد يوم بعد يوم ، كُل الذي حوليني لبسوني تهمة هالحادث لين صرت أحُس أن أتهامهم صحيح ، هالخاتم مايسمح لي أنسى هالذكرى المؤلمه .. كنت أتلذذ بعذابي في كُل مرة اتأكد بوجوده في أصبعي .
- أقتربت منه وهي تحتضن رأسة بين كفيها ليدنو ويلامس كتفها بشعورًا قاتم يغزو مُخيلتها ويدمي فؤادها ، تمسح على رأسة بهدوء قائلة بوجع كثيف : لا يا ولد العم لا تشتكـي اللّوم و أنا هنيـّا ، أنا هنـيّا لجل ما يلحقك لـوم .
- يبتسم من موآساتها الحنيّنه يرفع رأسة بسرعة يردف بطريقة مُمازحه يتعمد تغيير السالفه : ولد العم !
- ترمش عدة مرات بعدم فهم .. ليُقاطع تفكيرها قائلًا : أجل أنتي "بنت رائد" طالما وأنا "ولد العم" .
- تنتشر ذبذبات ضحكتها الأنوثية في المكان ، لتهمس بإسمة بإستحياء طاغي يكسو ملامحها وينتشر في تقاسييم وجهها : تيم .
- يتأملها برحابة العالمين دون أن يرمش رمشةٍ واحدة ، لتعترف جميع جوارحه " يظل الأسود لون حداد ، إلى أن يكون لون ثيابها ! " بحق الله أنها تغزو أحزانه لتحولها إلى مسرّاتٍ كبيرة ، ضحكتها تُربك نبضات قلبّة وتُبعثر شتاته ، كيف أن ودّة كُل الألون تصير أسود بمُجرد أن هاللون يتلحف جسدها بهذهِ الطريقة الباهية .
- تُداهم تأمله فيها تُردف بتساؤول بسبب صمته المُفاجى : وش فيك ؟
- تتوسع إبتسامته من سؤالها البريئ يُعانق نظراتها بنظراته قائلًا بحُبه المُعلن : عندك ضحكه مثل المُحيط مافيها نجاه وتسأليني وش فيك ؟ غرقان طبعاً .
__
__
__
__
- صباح اليوم التالي .. الساعه ١١ صباحًا :
- هذا الصباح البهيّ الذي يُشرق من أجل الجميع لايُمكن إلا أن يُعاش ، أشعته تُخبرنا بـ أيّها الرجال والنساء والصغار ، خذوه في راحات أكفكم ، ارفعوا أعينُكم ، قلوبكم فكلّ ساعة ، فالأفق ينحني للأمام يُعرض علينا فسحة لخطواتٍ جديدة .. وهُنا على نبض هذا النهار الرائق ، نقول بأملٍ ببساطة : صباحُ الخير .
- تمُرّ على الضجيجِ بلا إلتفات .. وتسكُنّ حيثُ يغمرها السكونُ ، الهدوء الذي أصبحت تشعُر فيه بالأونه الأخيرة جعلها تلتفت إلى نفسها أكثر وتنطوي على ذاتها بشكلًا أعمق ، تدخل المطبخ بخطواتٍ هادئة تطبخ القليل من البيض وتصنع الشاهي الساده الذي تنتمي لرائحته جميع خلايا مُخها ، تحتجز الصحن بين كفوفها وتذهب إلى الصاله تأكل بصمتٍ مُريب .. لتفز على صوت الرساله لتقرأ محتواها : أنا الحين في المستشفى عندي رحلة طيران بعد نص ساعه ويمكن هالمره أضطر أغيب ٣ او ٤ أيام على البيت ، عمومًا بنتظرك هِنا لين تجين بعدها بروح .
- تبتسم بهدوء من حرصة الشديد على جميع الأطراف لتعلم جيدًا أن هتان يوزع قطرات حنيته الكثيفة على الجميع دون مُقابل .
- تنتهي من فطورها وترتدي عبايتها تطلع من البيت ، ليستقر جسدها على مقعد السائق وتحرك سيارتها وتمشي .
بعد مرور ١٠ دقائق تصل إلى " مُستشفى النور " تدخل بخطواتٍ هادئة تركب المصعد حتى تصل إلى غرفة أُختها .. تقف على بُعد خطوتين من الأشخاص الواقفين بالقُرب من الغرفة لتُخاطب أصواتهم العالية طبلة أذنها .
- قُربكم يا عائلة السماوي نشرع له أبوابنا وصدورنا ياغيث .. هتان علمني عن شرط أُختك .. ماعليه خلاف وما تنلام طبيعي أنها تبغى تتطمن عليك وتبيك تستقر بحياتك الزوجية قبل ما تتزوج وتتركك .
- يهز رأسه بأمتنان لهالعائلة العظيمة الذي تقبلت شرط أُخته بصدور وسيعه دون ما يعترضون او يتشرهون على هالشرط الغير منطقي ، ليتنحنح بصوته الرجولي قائلًا بتبرير : الله يعطيكم العافية نسبكم يشرفنا ، وبخصوص هتان وغيّم خلاص تمت خطوبتهم وبأذن الله لين يجي الوقت المُناسب نسوي عُرسهم .
- يبتسم بحبور من طاريها المُحبب لقلبّه يرفع كفة اليمين ليضعها على كتف صديقة قائلًا : موعد هالزواج بيدك ياجار السماء والأرض ، شائت الأقدار أن تكون جاري حتى في ليلة العُرس !
- يضحك بصوته العالي ليقول : ماجاء هاللقب من عبث ، أصبحنا جيران سماء وأرض وجيران بيت واحد ، وربي يتمها على خير ونتلحف ببشت زواجنا مع بعض ... ثم يستأذن منهم ويتخطاهم خطواتٍ بسيطة قبل أن تقع نظراته على الأُنثى الذي ترتدي السواد وتقف بالقُرب منهم ليستنتج تلقائيًا أنها أصبحت تعلم بشرط " غيمة الأرض " المربوط فيه شخصيًا .
يقف مُتجمدًا عن الحركه يُعانق نظراتها بنظراته .. يرتجيها أن تحترم صمته
أن أقوى أسلحته هو الصمت
هل شعرت ببلاغته عندما يصمُت ؟!
هل شعرت بروعة الأشياء الذي يقولها ؟
عندما لا يقول شيئًا !
- ترمش بهدوء وتبلع ريقها بتوتر وهي التي لطالما تمنت أن يكون لها نصيب من الحُب الذي تهدرهُ دومًا ولم تحضى بهِ يومًا ! وقدر كبير من السكينة التي تسعى لها دائمًا ، وسكون يملأ قلبّها ورضا بكُل شيء ، وشخص تضع رأسها على كتفه ، وبطريقةٍ ما تنزلق كُل الأسئله والأفكار المُزعجة التي تقبع في جوفها ، لطالما تمنت أن تجد الشخص الذي تهدأ في وجوده والحرب مُستمرة في الخارج .. لا تُريد أن تُحاربة او تسعى لتغييرة ، بل تُريد أن تُحارب معهُ العالم ويخسرون معًا وهم يبتسمون ، تتمنى أن يظل يبتسم معها حتى أخر لحظه في عُمرها ، أن يكون لها " الملجأ والملاذّ " التي تُريد أن تلوذّ بهِ دائمًا وتُريد أن تشعُر بوجودة وتكمل حياتها معاه ، أن يكون شخصها المُفضل للأبد التي ينتزع الأسئله المحشوه في جُمجمه رأسها ويُذيب صقيع الخوف الذي تُهابه في الخوض بأي علاقة زوجية خوفًا من أن تفشل وتُصنف ضمن قائمة جميع العلاقات الفاشله التي شهدت عليهم وطبطبت على جروحهم القلبيّه بيديها الحانيتين .
هي بنت مو سريعة إعجاب
ولا كُل حاجة عابرة تكسب إعجابها
غلبت الهوى كُل هالفتره ولكن الهواء غلابّ
تمادى ووقف في طريقها ...
ليدخل في حياتها عرض من أوسع الأبواب
رُغم أنها للحبايب ماهي مُشرعة أبوابها
ليُعطي الله هالغيث من الودّ والحُب والإعجاب
ما يجعله سيّد قلبّها وسيّد أحبابها !!!
- تُشابك كفوفها تخفي توترها عن مرئى عينيه ليقع نظرها على الشال الأسود الذي كان قبل عدة أيام يُغلف معصمها وأصبّح الأن يُغلف عُنقة ! تتخطاه بخطواتٍ سريعه حتى تصل إلى رائد وهتان الذي يسولفون بموضوع مُعين دون أن ينتبهون للمشلولين عن الحركه على بعُد خطواتٍ منهم !
- يزفر تنهيده مُتعبه .. في جوفة العديد من الرغبات والعديد من الأسئله الذي يعجز عن أجوبتها ، يرفع كفه ويمسح على تقاسيم وجهه بقلّة حيلة ويجر خطواته مُبتعدًا عنهم .
__
__
__
- يقف بسيارته أمام المُستشفى يلتفت لها مُتسائلًا للمره العاشرة : أنتي مُتأكده من قرارك ؟
- تبلع ريقها بتوتر لتقول بغصة مرّيرة : ظنك هالوتيّن قادرة تتخلى عن أُمها بهالسهولة ؟
- يبتسم بجمود يرمش مُتفهمًا يحتضن كفها بكفة : تبيني ادخل معك ؟ حتى أنا ودّي أسلم عليها وأتطمن على وضعها .
- تهز رأسها بهدوء وتتسائل بتوجس : كيف كُل هالشهور ماكنت تدري أن أُمي هِنا رُغم تواجدك كُل يوم داخل حدود هالمُستشفى ؟
- يرفع كتوفة بقلة حيلة قائلًا : مرضى الفشل الكلوي في الدور الثاني في الجهه الشمالية ، وغرفتي في الجهه الثانية .. حتى أنا مدري كيف ما لاحظت ولا التقيت بعمي رائد او هتان بالصدفة ؟ يمكن أنهم مُتعمدين ما يعلموني عن الموضوع ... ثم ينزل من السيارة يتجه للجهه المُقابله ينتظرها تنزل يطمنها بعيونه ويتقدم معاها بخطواتٍ هادئة إلى داخل المُستشفى .
- يلتقي بهتان وعمه قدام باب الغرفة لتتخاطهم وتيّن وتدخل وهو يتنحنح بصوتٍ عالي ليقول بإعتذار : ماكنت أدري عن الوضع الذي أنتوا فيه ، عداكم الشر وبأذن الله أخر الأحزان .
- يطبطب رائد بكفة الخشنه على كتف تيم ويقول بتفهم : ولا يهمك ياتيم أنا موصيهم ما يلفتون أنتباهك ، ماكان ودّي وتيّن تعرف عن وضع أُمها .
- يقول هتان مؤيدًا رُغم الغصة الكثيفة الذي تكورت بحلقة وهو يشوف والدته بهذا العجز المُضني : حتى أنا كنت أجهل مرضها عرفت في الفترة الأخيرة قبل زواجكم ... ثم يستأذن منهم ليدخل إلى الغرفة .
- تقترب من والدتها بتوجس مُخيف تجلس على طرف السرير تُجاهد على كبح دمعها لتقول بحنيّة كثيفة : أنا راضية فيك يُمه وراضية في الماضي والحاضر ، وبشاركك المُستقبل ولو أضطر الوضع أمشي معك بعكاز ما بعترض .. يكفي تكوني بخير .
- تمسح ملاذّ دمعتها المُتمردة لتقترب مِنهم تحتضن وتين من خلف رقبتها لتقول بحبور : كُلنا هِنا موجودين حولك ياوعد .. ظنك بنترك هالوجع يغزوا جسدك دون ما نحاربة معاك ؟
- تهز وتيّن رأسها بتأييد شديد لترسم أبتسامة طفيفة على ملامحها الباكيه .. ويتقدم منهم هتان الذي شهد على هالوضع المُبكي والمُفرح في أنٍ واحد .. يقف في الجهه المُقابله من السرير يمسح دموع والدته ويقبلها على جبينها ليردف بصوته الجهوري : تكلمت مع الدكتور قبل شوي يقول عندك جلسة غسيل بعد نص ساعه .. ملاذ بترو............
لتُقاطعه أخته تتصنع الثبات وداخلها يبكي بسبب هالحال التي يعتصر مضغة قلبّها الصغير ووضع أُمها التعجيزي : أنا بدخل معاها لجلسة الغسيل .
- تكسوا الدهشه ملامحهم بإستغراب شديد .. وتحاول كسر دهشتهم تردف : تيم يبي يدخل يسلم على أُمي .
- لتتقدم ملاذّ من أُختها تُثبت اللحاف الأبيض على جسدها وتُغطي رأسها ... ثم تجر خطواتها مع هتان إلى خارج الغرفة بل خارج المُستشفى بالكامل .
- يدخل تيم مع عمه ، يقترب من وعد يقبلها برأسها _ بوقّار _ يُليق بطريقة العلاقة الذي تجمعهم ثم يقول بصوته الجهوري : ماتشوفين شر ياعمه .. أنا هِنا موجود في المُستشفى لو أحتجتي شيء يكفي تتكلمين مع الممرضة المسؤوله .. وبحاول أعرض تقارير وضعك على طبيب مُختص وبأذن الله كُل شيء بيعدي ويهون .
- تطبق وعد جفنيها بتعب ثم تفتحهم بأمتنان عظيم بان في لمعة الدمع بمحاجر عينيها لكُل الذي قاعد يحصل .. لكُل الذي كانت سبب بأذآهم في الماضي وأصبحوا ضمادها في الحاضر ، لحنيتهم الذي تحوفها من كُل حدبٍ وصوب رُغم قساوتها التي وزعتها على كُل فرد فيهم ، لتقول بوهن : تسلم ياتيم الله يرضى عليك ياولدي ... ثم يستأذن منهم يجر خطواته خارج الغرفة ليذهب إلى غرفته .
__
__
__
__
- يُثبت شماغة على حدود رأسة ويرش رشات كثيفة من عطرة الرجولي ، يبتسم وهو يرى أنعكاسها بالمراية تقف بالقُرب من السرير تحتجز بين أصابع كفها جوالها تعبث فية ، يتقدم مِنها بخطواتٍ هادئة ليقول بحبور :
قهوة ؟
في أيّ مكانٍ تختارين
تُحيينَ قتيلاً لو ترضَين
لا تعترضي ..
عندي لكِ ما يُعجز غيري
ما يجعلكِ لآخر يومٍ
في الدُنيا تبتسمين .
- تتوسع أبتسامتها من كلماته الشاعرية وتكتف يدينها لحدود صدرها تتصنع الزعل قائله : قهوه بس ؟
- يضحك من حركاتها الجديدة عليه تتصرف معاه وكأنها طفلة لا يُرضيها سوى كُنافة النوتيلا عوضًا عن كنافة القشطة الذي لم تنال أعجابها في ليلة عُرسهم ، لتقفز إلى رأسة فكرة يقول : غداء مُرتب ، وكنافة وقهوه بمقهى سيدة الغنادير ، ها وش قلتي ؟
- تلمع عيناها بإعجاب من عرضه المُغري لتهز رأسها بموافقة شديدة ، ثم تلتقط عبايتها من فوق السرير ترتديها بسرعه قدام مرئى أنظارة : صرت جاهزه نمشي ؟ يهز رأسه بموافقة ثم يتقدم بخطواتٍ ثابته يقف عند عتبة الباب ينتظرها تخرج ليقفل الباب وراه .
- يمشطون الشارع بأقدامهم يضحكون بصوتٍ مُنخفض عندما كان كُل واحد فيهم يُمشط هذا الشارع بمفردة أصبّحوا الأن يقفون إلى جانب بعضهم البعض قاصدين المقهى الأنيق الذي كان أكبر دليل وأثبات على حُبهم الرآقي ، يدخل معاها يجلسون بالقُرب من الطاولة التي لطالما شهدت على لقائاتهم ، ويقول : أنتظري هِنا ويتخطاها بخطواتٍ مُسرعة ينتزع ورقة من دفتر الحساب يكتب عليها كلمتين ثم يثبتها بشريط لاصق على الباب الأمامي من الجهه المُقابله للشارع .. ويقفل الباب ويذهب إليها مرةٍ أُخرى .
- تتوسع حدقات عينيها وهي تقرأ المكتوب على الورقة " المقهى مُقفل " لتردف بضحكه يتتخللها بعض الخجل : بينقطع رزقك بسببي ؟
- يرفع قصدير الغداء الذي أشتراه من المطعم الموجود في ذات الشارع يضعه على الطاولة ويقول : ما في رزق ينقطع وأنتي معيّ .
- ترمش بإمتنان لحنيّته الواجده التي تحتلها من أقصاها لتُشاركه بأكل الغداء .
- ليأتيها بعد ١٠ دقائق بالكنافة الساخنه والكوبين من القهوه العربية لتقول بجرأه غريبة على طبعها الخجول : كنافة وقهوه ولوحه وأنت ، مسرّات قلبّي الليّله كُلها أجتمعت .
- تنتشر ذبذبات ضحكته في المكان ويشاركها بإلتهام قطع الكُنافة الذي زادت من روقان مزاجهم .
- ثم تنظر إلى اللوحه الكبيرة الذي تتوسد زاوية المقهى قائله بتساؤول : من هالرسام المُبدع الذي رسم هاللوحه ؟
- يهز رأسه برفض قاطع من مدحها للوحه الغير ، يحتضن كفها بكفة ليقول بإعجاب وحُب كثيف : لا تقارنين إبداع الغير بأبداعك [ ما مثلك على الدُنيا وصيف ... لا حشا مالك وصوف ] !
__
__
__
__
- بعد مرور أسبوع :
- ينزل من الدرج بخطواتٍ ثابته ليلتقي بهتان عند عتبة شُقته ، يبتسم لهُ بحبور قائلًا : على وين ؟؟
- يبتسم لهُ هتان يرفع كتوفه بقلة حيلة قائلًا بنبرة مزح : ماعندي وجهه مقصودة غير السماء .. الغيوم مُناديتني شخصيًا .
- يضحك غيث بصوتٍ مُرتفع ليقول بذات المزح : الدراما تمشي بعروقك أكثر من الدم .
- يُشاركه هتان الضحكه يردف بشرهه بسيطه : للحين ما التقيت بشريكة المُستقبل ؟ ماودّك تخطب وتريحنا ؟
- يتنحنح غيث يقول بكبرياء وضحكه : المُشكلة أن مُستقبلك بيدي ، يعني لو قررت أجلس طول العُمر أعزب بينكتب عليك ذات المصير .
- يضربة هتان على كتفة بخفة ويقول بهدوء : الله يسامح من كان السبب .
- يفهم غيث مقصدة ليطلق صوت ضحكته العالية .. ويقاطعة هتان قائلًا : حتى خالتي جاها عريس ليلة أمس ، وش عُذرك أنت ما تخطب ؟
- يرمش بعدم إستيعاب ويبلع ريقة بتوتر ، رباه وش يقصد هالهتان بكلمة " خالتي ؟! " كم خالة يوجد لدية ؟ بحق الله هل يعني بكلامه محور الكون ؟؟
هل هذا العقاب الذي سيتلقاه من صمته عن حُبها كُل هذهِ الفترة ؟؟
ملأتَ كُل حياتي ، كيف أُخليها
وأنتَ رُغم إدّعائي ، كُلّ مافيها
أقولُ أخلعُ روحي ! كيف أخلعُها ؟
كيف نفسي من نفسي أُبرِّيها
وكيف أُخرِجُ قلبّي من أضالعه ؟
وكيف أُقصي عيوني عن مآقيها ؟
تُرى هو الوقتُ ؟ أم أنَّ الرياحَ بِنا
جرت على غير ما نهوى مجاريها !
- يهز رأسة برفض قاطع يحاول طرد الأفكار المرّوعة التي أقتحمت مُخيلته .. يفز على رنين جوال هتان وبعد ثوانٍ بسيطة يستأذن منهُ ليمشي .
ويقف هو مشلول عن الحركه تجحض عيناة بشدة تعلى صوت نبضات قلبّة ليُخاطب ذاته بصوتٍ مُنخفض يتخيلها أمامه يقول بعذاب يُخنق حروفة : تكفين لا توافقين ، والله العظيّم "لا هوى قبلك .. ولا أمل بعدك" !- أنتهى البارت الـ٢١ ، قراءة مُمتعه للجميع .