- الفصل الأول -

303 44 106
                                    


أليس من الرائع ملامسة السماء ومُقاربة النجوم ؟

أن نستمع كل ليلة إلى حكاوي سيد بدر لأحفاده وأن نلهو بملاحقة الغيوم حتى الغسق~

كانت تلك النِعم يحظى بها فتى حالك الخصلات أزرق المقلتين في ربيعه 17 يحلق بخفه وكأنه راقص بآلية محترف!
كان سعيداً ، جد سعيد بعودته مره آخرى لمصاحبة الغيوم بعد إنقطاع أسبوع بسبب آلام أجنحته التي أضحت تدريجياً تزداد

لكنه اليوم لم يشعر بأي تعب ، لذلك هلم بإرتداء معطفه وحذائه منطلقاً ليلقي التحية على السماء

وياللأسف .. بغته وبدون أي مقدمات قد زاره نفس الآلم وقد أضحى يزيد تدريجياً!
لم يكترث ، هو جشع لتقبيل إمبراطورية النهار ولا يوجد شيء سيقف في طريقة!

ظل يستمر في التحليق وموازنة جسده على قدر الإمكان رغم ما تُرسل أجنحته من إستنجاد ورغبة في الراحة!
لكنه عاند ، عاند حتى شُلت أجنحته وهوى ساقطاً بين أشجار الغابات

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

لم يدري ما حدث له ، تصل لأذنيه همهمات لنبرات غير واضحة وغير مفهومة المعنى
وكأنه في حلم أو في أعماق المحيط؟

تفرقت أجفانه ليقابل برؤية مشوشة سقف بُني خشبي يُتدلى منه ثُرية بسيطة الصُنع

يعرفه .. يعرف ذلك الكوخ وصاحبه ..

ليقتحم فجأة رؤيته مُجنح ذو خصلات شيباء طويلة مع نظارات مستطيله تُداري خضرواتيه ، متسائلاً :

" أنت بخير ؟ "

كان مازال يرتب ملفات ذهنه حتى عَلِم من أمامه
أنه طبيب البلدة والذي كُثر زيارته له بسبب مرضه المميت ..
ليردف مؤنباً :

" ألم أقل لك أن لا تخرج مجدداً ؟
لما قمت بالتحليق؟
أتدري ما حدث لجناحيك الأن ؟؟ "

تجاهله ، لا يريد معرفه الأمر الذي حفظه على ظهر قلب
هذا غير أنه يؤلمه .. فقدان حُريته مؤلمه ..
كان يحاول النهوض كعلامة على عدم رضاه ، لكن الطبيب أوقفه مستمراً بتأنيبه:

" توقف عن هربك من الموضوع!
تفهم ؟ ، أجنحتك مهترئه!
أجنحتك إن أستمرت بكونها ملتصقة في جسدك ستسبب وفاتك!
إنها تنشر سُمها يا غبي! "

ينفذ صبره .. من المخبول ذلك الذي يظن نفسه أنه يستطيع أخذ حريته ؟!
ليكمل مردفاً بينما قد شرع في البحث عن حقنة طبية في أحد الأرفف الخشبية :

" سنبترها لك ، شئت أم أبيت حتى نحافظ على حياتك "

إتسعت حدقتي المسكين من وقع ما سمعه!

لا .. لا لا يجدر به المكوث هنا!

وفوراً ، إنبثقت بذهنه فكرة الهروب التكتيكي؛ وببطئ وثبات كان يخطو ناحية الباب ويحسب بقربه للمخرج أنه نجح في الهروب!

لكن الطبيب قد لاحظه قبل أن ينطلق مهرولاً قبل أن يبدء الطبيب باللحاق به مُحلقاً!
هبط فجأه أمامه ليسد طريقة ، لكن العِنيد الأخر سريع البديهة قد إتخذ من طريق الغابات الملتوية خطة لتشتيته

قد حفظ الغابة عن ظهر قلب ، كان يأتي هنا كل جمعة ليخيم مع أخيه ويكتشف المزيد من الأماكن الخلابة
لكنه لم يستطع أن يشتته بل بالعكس!
إنقض عليه فجأة من أعلى كالنسر المنقض على فريسته المسكينة التي تحاول الإفلات مُرددة:

" أتركني!
لا أريد ، أتركني أيها الملعون الوقح! "

لسانه حاد الحديث ، لكن الآخر ألقى بما قاله ومازال مقبضاً على فريسته العنيده وقد أخرسها عبر إقحام حقنة مخدرة بعنقه جعل من جثته المقاومة جسد هامد نائم لا عِلم له بما سيفقده ..

- أجنحة سامة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن