- الفصل الرابع -

91 19 27
                                    


لولا أدويته المهدئة الذي يجعله يتجرعها غصب عن أنفه لما كان ذلك المنزل قائماً من تفجيره في أثاثه!

يُخيل لك أنه سعيد بهدوئه القاتل ؟
لا وألف لا ، أنه يتمزق داخلياً لكنه لا يظهر ذلك ؛ أنه طبيب ويجب عليه تحمل كل تلك المشاهد!

لكن كيف له أن يتحمل أبن صديق طفولته بينما يجلس على طاولة العشاء شارداً بتخدير نحو طعامه..؟
كيف له أن يتحمل ذبول تلك الزرقاوتين بعدما كان كل من يراهم يشهد على قوتهما ولمعانهما!؟

كيف له أن يتحمل موت حياته ؟..

" سيل ؟ "

رفع رأسه بتثاقل ناحيته كتعبير على سماعه ، ليقول باسماً :

" يمكنك النوم "

لم يرد ، لم يُعاند ، لم يُرفض ؛ بل نهض بإرهاق ناحية غرفته في مشهد قد جعل الطبيب يتمنى أن يعانده!
أن يعود لعادته القديمة في رفضه للنوم ، في الشجار معه!
لكنه وما إن تذكر ما حدث أمس عاد لتأييد فكرة المُهدئات ..

كانت ليلة كأي ليلة .. شجار قبل أن يجلس إثنينهم على المائدة
شرع كليهما في الأكل بشكل طبيعي حتى تصادف عينا المُرهق ما يتجنبه منذ بداية الأمر ..

زرقاوتيه لا تتحمل رؤيتهما ، لا تتحمل الحرق التي تسببه أجنحتيه الشفافة اللامعة..

أنها تستعرض نفسها بفردهما! ، أنها تحاول إستفزازه!

إنها تجعله يرى الحقيقة وكم مقت ذلك!

ليأخذ طبقه مُقبضاً عليه متجهاً للمطبخ خلف الطبيب الذي لا يدري بأي من سكين ستُغرز في أجنحته!

وضع الطبق على طاولة غرفة المعيشة بينما قد خبئ السكين خلف ظهره!

يريد أن يُعيبها .. ليس عدلاً أن يكون هو المختلف فقط!
ليس عدلاً أن يزور السماء وهو لا!
ليس عدلاً أن يكون ظهره مُتزين بأجمل ما خلق الله وهو يمتلك ظهر بشع مسطح!
ليس عدلاً أن يسعد بينما يعيش هو في شقاء!

ليس عدلاً ليس عدلاً !

وبدون أي شفقة حينها ، غرز بكل قوته السكين..

- أجنحة سامة -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن