لم يكن صباحاً عادياً بالنسبة لسيل ..
كان صباحاً مليء بالكره ، حيث أنه أفتعل شجار مع الطبيب حتى يفرغ غضبه فقط
يريد أن يُهينه ، أن يُشعره بمعاناتهِ عبر صراخهِ غاضباً وإجتذاب أطراف الحديث بلسانه الحاد!كان يعبر عن رفضه لعبوديته بكسر أي شيء لامع،
أي شيء يتجرأ لأن يستفزه بإنعكاس ظهره الأملس
حتى أنه كسر طبق الغداء بغتة مما أدى إلى بدء الشجار وإنتهائهِ بعِناده متجهاً لغرفتهِ مُغلقاً الباب بقوة" ولد عنيد .. "
تنهد الطبيب ، ليقطع الصمت طرقات على الباب ، ليستفسر:
" من ؟! "
" أنها أنا ، ستار! "
جائه صوت أنثوي يجيبه على تساؤله ، ليتقدم مديراً المقبض فتطل عليه مُراهقة ذات خصلات بُنية قصيرة ومقلتين زرقاوتين لطالما كان يشهد كل من يراهما أنهما يشبهان النجوم!
من هنا جاء تسميتها " ستار " ، أنه لقبها منذ أن كانت صغيرة~" سيل متواجد هنا سيد جيلبرت؟ "
" آه أجل ، تفضلي تفضلي "
ورغم أنه يعلم أن حالك الخصلات سيرفض مقابلتها إلا أنه وجب عليه إستضافتها والمحاولة معه لعله يلين لصديقة طفولتهِ..
ما إن قادها لغرفة المعيشة حتى إنطلق هو لأعلى ليخبر المتكور أعلى فراشه أن هناك شخص يريده
" سيل ، ستار جائت لتطمئن عليك "
لا رد ، لا يريد رؤيه أي أحد
أضحى يكرههم جميعاً .. يكره إمتلاكهم شيء لا يمتلكه!" سيل ؟ "
طرق على بابه لعله يثير بذلك إستعطافه للخروج لكن لا فائدة ؛ ليتنهد الطبيب ، وقبل أن يكمل خطوته الأولى حتى سمع صوت إرتطام أشياء داخل الغرفة!
أنه مجنون بالفعل!
أقتحم الغرفة وإذا به لا يرى غير الفوضى العارمة التي أحاطت المكان من سقوط الكُتب وسيل الذي بالكاد يستطيع التحكم بغضبه يتوسط الفوضى
لا وقته ، لا وقت وجود من يكرهه أمامه!
سينقض، سينقض إن ألتفت وهذا ما لا يريده !أضحى وحشي يتخبط في جدار سجنه رافضاً للحقيقة..
يتخبط بشكل جعله مجنون!" سيل! "
تبعت ستار الصوت لتُصدم هي الأخرى مما رأته من فوضى وظهر أملس لا جناحين به ..
ما تخشاه حدث ، ما كانت تتضرع للرب أن لا يحدث حدث .." أخرسوا "
كان هادء وهو يقولها ..
" لا أريد رؤيه أي أحد هنا "
أضحى حاد النبرات في جملته وهذا ما أغضب الطبيب ، ليحذره :
" راقب ألفاظك أمام الضيوف! "
لا يعرف أن يتعامل مع الزيت الحار
يضيف بلا أي مبالاة منه النار مما يؤدي إلى إشتعاله!" لا ، لحظة واحده .. "
لم يتوقع أن تعارض ما يفعله ، لتتقدم ناحية غاضب الملامح مشدود الأعصاب لتحاول تهدئته بقولها :
" سيل ، لا بأس عليك "
ولمست ظهره ..
ربما هي الأخرى لا تستطيع التعامل مع جروحه الطازجة بعد مما أدى إلى إنتفاضه مقبضاً بحرقة على معصمها منفجراً بقوله :
" تحاولين السخرية مني ؟!
أقسم إن رأيت وجهكِ مجدداً لأهشمه "" سيل ! "
أبعد الطبيب الزيت عن النار بينما لم يسيطر على ستار سوى تعابير الأسى ..
ليقودها للأسفل حتى يعتذر لها بقولها :" آسف ، أنه ومنذ تم بتر أجنحته غاضب يصد كل ما يراه أمامه
آه ، تأذيتي؟ ، كيف حال معصمكِ ؟ "" سيل أقدم على الإنتحار ؟ "
سؤالها إنطلق بغته ليضيف للحديث نوع من اليأس..
لتكمل :" عندما أمسك بمعصمي كان معصمه ملفوف بشاش أبيض ، أحاول الإنتحار؟ "
لم يكن يريد الإعتراف بمصدقية ما قالته
أنه ورغم ما يظهر على الطبيب من ثبات وعزيمة إتجاه الأمر ، فإن ل ' إنتحر ' وقع يهز كيانه!
لكنه أستسلم للأمر مُجيباً إياها :" أجل ، حاول الإنتحار منذ يومان "
" فهمت "
لم تكن تشعر بالرضا من تأكيد شكوكها بل بالعكس ، إزداد خوفها عليه..
ليسود صمت مُثقل إنتهى بتوديع ستار للطبيب بحجة أنها تأخرت عن المنزل بينما كانت تحاول فقط الإنهيار في مكان أمن..وجثت باكية بأرضية غرفتها ..
_________________________________________
أنت تقرأ
- أجنحة سامة -
Fantasía- حُرية مُميتة . بدأت : 9 - 4 - 2023 إنتهت : 8 - 6 - 2023 • بتوقيع الحرية . • وليدة لحظتها . - مكتملة .