#أحفـــاد المــالگــي ..
"البارت الأول" "خــــوف"
"لا تحكم على ما يؤلمني بأنه شيء لا يستحق ، فأنا وحدي من يشعر بمرارة الألم."🖤
*______________*
في أحد الشوراع المتفرعة الشبه خالية بذلك الحي الهاديء وكأن أصحاب كُل تلك المنازل قد هاجروها أو قد باتوا مع الاموات، كانت تسير بهدوء وخفة، حتى لا تُحدثُ ضجة ويأتي على صوتها أشباه الرجال، الذين يجلسون على ناصية بداية ذلك الزقاق يشربون ما حرمه الله ولا يكفوا عن مضايقة كُل بنت سوّلت لها نفسها الخروج بعد آذان المغرب، وعندما كانت في طريقها إلى منزلها قطع سيرها أحد أولئك الشباب وكان يبدو من مظهره بأنه كان ذاهب إليهم، لتنتفض برعب قبل أن تتراجع خطوتين للخلف كـ ردة فعل طبيعية لجسدها، بمجرد أن رآها حتى اطلق صفير مُقزز مثل ملامحه الباهتة وهو يُطالعها من رأسها حتى اخمض قدمها بِـنظراته الجريئة الوقحة، شملته بنظرة مشمئزة ثم ابتعدت عنه وأكملت سيرها وكأن شيئًا لم يكُن ..ولم يكن بأحمق حتى يتركها تذهب ولا ينتفع منها بشيء، فَ سريعًا كان يقوم بجذب يدها وهو يغمغم :
_ تؤتؤ .. مش عيب !!؟ .. أتسلى شوية وبعدين روحي ل ماما.
ولكنها كانت الاسرع حينما تساهلت معه فَـظنها ستأتي معه بإرادتها فخفف من حدة جذبه ليدها وهو يهتف ببسمة لعوب :
_ أحبك وأنت مُطيع ي قمــ .....
وعلى عكس المتوقع منها بغمضة عين انتشلت يدها من يده بحركة مدروسة وبِـكوع يدها كانت تلكمه بِـصدرة مرات متتالية ومن بعدها بقبضة يدها بِـأنفه، وتركته يتأوه بألم وأسرعت بالركض ناحية منزلهم وأختارت الأزقة الأكثر إختصارًا، لكي تذهب سريعًا فهي تعلم بأنها لن تنجى من بطش أصدقاءه إن علموا بهذا الوقت ..
وما خشيّت منه قد حدث حينما سمعت أصوات أقدام تأتي ركضًا خلفها، فَـعلمت بأن ذلك القذر قد سبقها وأخبر أصدقاءه ..
أسرعت بخوف وهي تحاول مُهاتفة أحد أخويها ولكن لم تنصفها تغطية ذلك المكان الذي كانت تلعنه وتسبه بسرها، حتى كادت دقات قلبها السريعة والخافقة أن تتوقف من شدة الخوف عندما رأته يقف أمامها يتأملها بوجوم وشر .. وكانت نظراته كفيلة بإخبارها أنهُ لا ينوي لها الخير بتاتًا، تذكرت على الفور بخاخها الذي تحتفظ به دائمًا بجيبها .. فأخرجته وقامت بنثر الكثير منه بعينيه حتى سقط ع الارض من شدة ألمه .. فتخطته كما فعلت في المرة السابقة وهي تحاول بكامل جهدها الوصول الى منزلهم الذي يبعد عن هذا المكان قرابة الخمسة عشر دقيقة سيرًا، ظلت تركض وهي تتمتم بين نفسها بأنه لن ينصفها القدر مرة أخرى إن وقعت بأيديهم، فرت منهم مرتين .. لن يتوانوا عن فعل بها الكثير والكثير، كانت تبكي بحرقة وألم بصدرها من شدة الركض فهي لم تركض هكذا من قبل .. اخذت تركض بأنفاس لاهثة وظلت تدعي ربها بأن ينجدها ويخلصها من هؤلاء الوحوش الذي تتحكم بهم شهواتهم وتلك المواد المُختلطة بدمائهم ...
أنت تقرأ
"أحفـاد المالگـي"
General Fictionمجموعه قصص مختلفة البعض منها مستوحى من أحداث حقيقية .. تسير الاحداث نحو اكثر من شخص .. شخصياتهم بعيدة كُل البعد عن بعضها .. الرواية مليئة بالاحداث المتناقضة .. عذرًا أنا لا أجيد الحرق وأعلم بأن وصف القصة من المفترض أن يكون نبذة عنها ولكني لا أجيد ف...